“سرايا بنغازي”: عودتنا إلى بنغازي لاسترداد الحقوق ودحر الانقلابيين

دعت “سرايا الدفاع عن بنغازي” حكومة الوفاق الوطني، إلى استلام منطقة الهلال النفطي وتأمينها بعد دحر قوات أجنبية مدعومة من خليفة حفتر.

وأكدت “سرايا بنغازي” في بيان لها، حصلت “المجتمع” على نسخة منه؛ أن هدف السرايا من العودة إلى بنغازي ليس السيطرة على موانئ النفط، بل الوصول إلى مدينة بنغازي، لاسترداد الحقوق وإرجاع أهلها النازحين والمهجرين إلى بيوتهم.

وأشار البيان إلى تمادي حفتر في ظلمه واستبداده وجاوز الحد في إجرامه وإفساده، وباع بلادنا لدول عربية وأجنبية، وقتل أبناءنا على أيدي مرتزقة الحركات السودانية والتشادية.

وأضاف البيان: بعد أن ظهر للجميع عبث الانقلابيين ومليشيات حفتر بأقوات الشعب الليبي، واتخاذهم منطقة الهلال النفطي لإنشاء قواعد عسكرية وجعلها مرتعاً لمرتزقة الحركات التشادية والسودانية، كان لزاماً علينا إرجاع المنطقة لثورة فبراير ودحر الانقلابيين ومرتزقتهم وإخراجهم منها.

وطالبت سرايا الدفاع عن بنغازي، من خلال البيان، المؤسسة الوطنية للنفط والمجلس الرئاسي بالحياد وإبعاد الصراعات والتجاذبات السياسية عن قوت الليبيين.

بدوره، رحب محمد المعزب، النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بإعلان سرايا الدفاع في بنغازي أنها مستعدة لتسليم الموانئ النفطية إلى المؤسسة الوطنية للنفط، واعتبر في لقاء سابق مع “الجزيرة” أن هذه البادرة إيجابية.

وكانت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق دعت في وقت سابق الأطراف المتحاربة إلى وقف الاقتتال فوراً، وحثتها على حقن الدماء والحفاظ على مقدرات الشعب الليبي، وطالبت الوزارة بخروج القوات المرتزقة وقوات المعارضة السودانية والتشادية من المنشآت النفطية وكافة الأراضي الليبية.

من جهتها، قالت عزيزة العريض التي تنتمي إلى إحدى العائلات المهجرة من بنغازي: إن سرايا الدفاع عن بنغازي يحظون بدعم وتأييد الأهالي الذين يأملون أن تتمكن هذه القوات من إعادتهم إلى مدينتهم.

في المقابل، نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن العقيد مفتاح المقريف المقرب من حفتر أن قواته تستعد لاستعادة موقع راس لانوف النفطي.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري: إن الواقع العسكري تحت السيطرة العامة في منطقة الهلال النفطي، مشيراً إلى أن المعركة مستمرة وتتم بتوجيهات حفتر.

يشار إلى أن سرايا الدفاع عن بنغازي أعلنت مساء الجمعة سيطرتها على مناطق النوفلية وبن جواد والسدرة وراس لانوف في الهلال النفطي، عقب اشتباكات مع قوات تابعة لخليفة حفتر.

قصف جوي

غير أن طائرات حربية – يعتقد أنها تابعة لقوات حفتر – قصفت فجر أمس السبت أهدافاً منها المركز الطبي في منطقة راس لانوف بالهلال النفطي الذي يعد أحد أهم المواقع الإستراتيجية التي غالباً ما تشهد مواجهات مسلحة بين الفرقاء السياسيين في البلاد من أجل السيطرة عليه.

وقال مسؤول أمني لوكالة “الأناضول”: إن الطائرات دمرت 16 سيارة مسلحة للسرايا، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وفي هذا السياق، نقلت “الأناضول” عن مصدر طبي أن 16 عسكرياً من قوات حفتر قتلوا خلال الاشتباكات التي سبقت سيطرة سرايا بنغازي على مناطق الهلال النفطي.

ورجح المصدر – الذي طلب عدم ذكر اسمه – ارتفاع تلك الحصيلة لكون الهلال الأحمر الليبي لم يدخل إلى جميع المناطق التي دارت فيها المعارك.

من جهته، طالب الناطق باسم وزارة دفاع الوفاق العميد محمد الغصري بالإيقاف الفوري للقتال في مناطق الهلال النفطي؛ لأنها تمثل قوت الليبيين بالكامل ولا يحق لأحد استعمال السلاح داخل هذه المناطق.

الغصري أكد في مداخلته الهاتفية في برنامج “تغطية خاصة” أذيع الجمعة عبر قناة “التناصح”؛ أن وزارة الدفاع المفوضة ستكون مع حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب لتكوين قوة تتبع لهذه الحكومة للبدء بالحراسة وتأمين منطقة الهلال النفطي، مبيناً أن الليبيين لا يرضون بوجود قوات من حركة العدل والمساواة السودانية في المنطقة في الوقت الذي تسوق فيه بعض القنوات الفضائية بأن هذه القوات من قوات جيش من الجهة الشرقية، فيما هربت كل هذه القوات حينما تقدمت قوات سرايا الدفاع عن بنغازي نحو المنطقة، حسب قوله.

وأضاف أن المعلومات الواردة إلى وزارة الدفاع المفوضة بحكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب تبين تواجد القوات التشادية وقوات حركة العدل والمساواة السودانية منذ أكثر من أسبوع في المنطقة وبأنهم أناس “مرتزقة” لا تهمهم ليبيا، وبأن كافة الليبيين يرفضون قيام هذه القوات بحراسة المنطقة التي تمثل قوتهم، مبيناً في ذات الوقت بأن قوات “الكرامة” و”القاعدة” و حفتر الذي يرعى الإرهاب ولا يحاربه وجهان لعملة واحدة، وبأن الأيام القادمة ستكشف وستوضح كافة الأمور أمام الليبيين، على حد تعبيره.

وأشار الغصري إلى ورود معلومات بشأن رغبة سرايا الدفاع عن بنغازي بالتوجه إلى مدينة بنغازي لتحريرها مروراً بمنطقة الحقول النفطية وليس للاستيلاء على هذه الحقول التي تقع بيد الحكومة، ويتم حراستها منها، مبدياً في ذات الوقت استغرابه من رفض مرور السرايا وبقاء قوات “الكرامة” في الهلال النفطي وهم ملك لكافة الليبيين.

ارتباك في صفوف قوات حفتر

المحلل السياسي الليبي د. محمد فؤاد أشار في حديثه لـ”المجتمع” إلى أنه يلاحظ الارتباك الكبير على قادة “عملية الكرامة” التابعة لخليفة حفتر وذلك من تصريحاتهم ولقاءاتهم على الفضائيات، لافتاً إلى أن هناك أخباراً غير موكدة عن هرب بعضهم.

وأوضح فؤاد أن المهم اليوم هو غياب الطيران الأجنبي، وهو ما اعتبره إما أنه بداية التخلي عن حفتر وإما أنه تحذير وضغط عليه ليقبل ببعض التنازلات.

وأشار إلى أن غياب دور رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في عملية المواجهات التي حصلت في الهلال النفطي، مبيناً أنه كان من المفترض به أن يكون له دور كبير في العملية؛ لأن “سرايا بنغازي” طالبت بتولي وزارة الدفاع حماية الموانئ.

يذكر أن سرايا الدفاع عن بنغازي قوة عسكرية تتكون من مقاتلين عسكريين ومدنيين من الثوار في مدينتي بنغازي وإجدابيا شرقي ليبيا ممن شاركوا في الحرب ضد كتائب النظام السابق عام 2011م، ومعهم أفراد مسلحون من مدن عدة تقع غربي البلاد.

ومن أبرز قادة سرايا الدفاع العقيد مصطفى الشركسي، وإسماعيل الصلابي، وزياد بلعم، وأحمد التاجوري، وفرج شكوو، والساعدي النوفلي، ومحمود الفيتوري، وكلهم بدون استثناء شاركوا في قيادة الثوار خلال حربهم ضد كتائب النظام السابق.

وتهدف السرايا – بحسب بيان سابق صدر عنها في بدايات الإعلان عن تشكيلها – إلى ما تصفه بتحرير مدينة بنغازي من سيطرة قوات “عملية الكرامة”، وإرجاع النازحين والمهجرين إليها.

Exit mobile version