في ذكرى التحرير.. الوحدة الوطنية سلاح الكويت الأول في الدفاع عنها

يصادف اليوم الذكرى السادسة والعشرون لتحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم والذي استمر لمدة سبعة شهور، حيث عانى الكويتيون والمقيمون أبشع صور العذاب النفسي والجسدي والبيئي طوال فترة الاحتلال، بالإضافة للقتل والتعذيب الذي لم يشهد القرن العشرون له مثيلاً على أيد ما يقارب من المليون جندي من الجيش العراقي والحرس الجمهوري وقوات ما يسمى بالجيش الشعبي العراقي.

وأثبت الشعب الكويتي في فترة الاحتلال أنه شعب لا يقبل بأنصاف الحلول مع المعتدي حيث لم يجد المحتل أي كويتي يتعاون معه أثناء الاحتلال، وكانت لديه بوصلة واضحة بأن الكويت للكويتيين وأنهم لا يقبلون بغير أسرة الصباح حكاماً للكويت.

وقد أنشأ الكويتيون منذ اليوم الأول من أيام الاحتلال لجان شعبية للدفاع عن بلادهم، وبعد خروج الحكومة إلى المنفى في المملكة العربية السعودية الشقيقة التي كانت حجر الزاوية في عودة الكويت إلى أهلها استطاع الشعب الكويتي الصامد على أرض الكويت من القيام بأعمال الحكومة من إدارة الجمعيات التعاونية لتيسير أمور الإعاشة، وكان هذا العمل يحوفه الكثير من المخاطر وقدم بعض أبناء الكويت أرواحهم فداءً لهذا العمل، أمثال يوسف خاطر الصوري ومبارك النوت وغيرهم كثير.

كما قام أبناء الكويت والعديد من المقيمين بتشغيل المحطات الكهربائية ومحطات المياه وكل مل يتعلق بأمور الحياة اليومية في الكويت، وقد عملوا دون أجر واعتبروا ما قدموه هو عربون حب ووفاء للكويت، إضافة إلى قيام الشباب الكويتي بأعمال التنظيف اليومية، ولم يغفل الشباب الكويتي عن المقاومة المعنوية والتي تجلت في الثاني من سبتمبر 1990 عندما قام الكويتيين بالتكبير من أعلى منازلهم بعبارات (الله أكبر) التي أرعبت المحتل وأصابتهم بالخلل وعدم التركيز، ناهيك عن المقاومة المسلحة التي أفقدت الجيش العراقي الغازي ونظامه المجرم السيطرة على الكثير من مناطق البلاد وأصبح دخولهم إلى أي منطقة يحتاج الكثير من القوات، إضافة إلى المركبات العسكرية.

وتجلت في أيام الغزو الكثير من القيم النبيلة مثل مساعدة الآخر والسؤال عن الجيران وكذلك الرضا بأي شيء، وكان القرب من الله تعالى بالحفاظ على النوافل، بالإضافة إلى الإيثار، وأكثر قيمة تجلت هي الوحدة الوطنية التي كانت في أبهى صورها فلم يكن هناك أي نوع من التمييز بين أي فئة من الشعب الكويتي واختفت كل الفوارق فلم تجد من يقول (سني او شيعي او حضري او بدوي) بل كان هناك شعب كويتي واحد هدفه هو كيفية إخراج المحتل من الكويت وتحرير البلاد من هذا المحتل.

ولا نغفل دور الكويتيين في الخارج حيث أسس الطلبة الكويتيون الدارسين في الخارج من أول يوم للغزو العراقي لجان الدفاع عن الكويت في الولايات المتحدة، كما أُسست صحيفة “صوت الكويت”، بالإضافة إلى المظاهرات التي عمت دول العالم مساندة للحق الكويتي.

إن الوحدة الوطنية هي سلاح الشعب الكويتي الأول في كل المحن التي مرت بها البلاد، ولن يقبل الكويتيون بأي شخص يحاول تمزيق الوحدة الوطنية وشعارهم في ذلك كلمات المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الراحل عندما قال (الكويت هي المنبت والحصن الذي نأوي إليه ونعتصم به بعد الله سبحانه وتعالى )، وكذلك قول سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (إنها دعوة لأهل الكويت جميعاً لفزعة وطنية جامعة ودعوة لأبنائي الشباب على وجه الخصوص للحفاظ على الروح الكويتية المعهودة لبناء سور الوحدة الوطنية الذي يحفظ أمنها ويصون ثوابتها أدعوكم للانشغال ببناء كويت المستقبل).

ونحن لا نقبل بأي يتنكر أي شخص لما بذله الأشقاء في دول مجلس التعاون وخصوصاً المملكة العربية السعودية التي تعرضت للتعدي والتهديد المباشر ولا ننسى كلمة الملك فهد رحمه الله عندما قال (إما أن تعود الكويت أو تذهب السعودية مع الكويت)، فهذا الموقف لا ينكره إلا كل جاحد وظالم لنفسه ولوطنه.

ونحن في الكويت نتقدم بالشكر الجزيل إلى من وقف مع الكويت في تلك الأيام الصعبة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وجميع دول مجلس التعاون، إضافة إلى جميع دول العالم ولا ننسى الشعوب العربية والإسلامية التي ساندت الشعب الكويتي.


Exit mobile version