ما وراء تخلي واشنطن عن حل الدولتين بالشرق الأوسط؟

أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أمس الثلاثاء، أن واشنطن لم تعد متمسكة بحل الدولتين كأساس للتوصل إلى اتفاق سلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين، في موقف يتعارض مع الثوابت التاريخية للولايات المتحدة في هذا الشأن، ويأتي ذلك عشية زيارة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” إلى البيت الأبيض.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المسؤول الكبير في البيت الأبيض مشترطاً عدم نشر اسمه، قوله: إن الإدارة الأمريكية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بين “إسرائيل” والفلسطينيين، بل ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أياً يكن هذا الاتفاق.

وأضاف، بحسب الوكالة: أن حلاً على أساس دولتين لا يجلب السلام ليس هدفاً يريد أي أحد تحقيقه، مضيفاً أن السلام هو الهدف، سواء أتى عن طريق حل الدولتين إذا كان هذا ما يريده الطرفان أم عن طريق حل آخر إذا كان هذا ما يريدانه.

وبحسب “رويترز”، فإن تخلف رئيس أمريكي عن دعم حل الدولتين صراحة سينهي عقوداً من السياسة الأمريكية التي تبنتها حكومات جمهورية وديمقراطية، وطالما كان هذا حجر الأساس للموقف الأمريكي بشأن حل الصراع “الإسرائيلي” الفلسطيني الطويل الأمد وهو أيضاً في صلب جهود السلام الدولية.

وقال المسؤول بالبيت الأبيض: إن ترمب يعتبر السلام في الشرق الأوسط “ذا أولوية عليا”، وأوكل ترمب إلى صهره جاريد كوشنر مهمة التفاوض من أجل اتفاق سلام.

من جهتها، أدانت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية، تصريحات البيت الأبيض حول أن حل الدولتين لم يعد شرطاً لمفاوضات السلام.

ووصف التصريحات الأمريكية في تصريحات لـ”وكالة الأنباء الفرنسية” بأنها “غير مسؤولة ولا تخدم قضية السلام”.

من جانبه، علق الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة بقوله: قناة إسرائيلية تقول إن نتنياهو سيطالب ترمب بترك قصة الدولة الفلسطينية، لكن الاستجابة جاءت قبل الطلب، على لسان مسؤول كبير رفض كشف هويته. وأضاف: هذه إدارة لم يسبق لها مثيل في انحيازها للصهاينة. وحين يصل الأمر حد ترك حل الدولتين الذي تبنته “إسرائيل” ذاتها طويلا، فلنا أن نتخيل.

وأشار الزعاترة إلى أن هذا التطور في موقف واشنطن وعموم مسار التفاوض يكشف حجم الجريمة التي ارتكبها العرب وقيادة (م ت ف) باعترافهم بقرارات دولية لا يعترف بها الغزاة. 

وفي تغريدة له على “تويتر” قال الزعاترة: سنسمع رفضا من الأوروبيين لموقف الإدارة الأمريكية الجديد، لكن العرب الطامعين بحب ترمب ورضاه سيصمتون، وقد يعتب بعضهم عتاب المحب!!، وأضاف: مع ترامب ونتنياهو، سيكون المشهد أكثر وضوحا وصراحة، وهذا قد يكون مفيدا في كشف أناس يبيعون الوهم كي يعبروا عن هزيمتهم أكثر من أي شيء آخر.

 

Exit mobile version