مقدسيون: نقل السفارة لن يؤثر على صمودنا وعلى السلطة عدم الرهان على أمريكا

في أزقة البلدة القديمة في مدينة القدس، التي تضم أكثر من 33 ألف مقدسي، و7 آلاف مستوطن، وهي قلب المدينة المحاصرة التي تضم المقدسات الإسلامية وكنيسة القيامة، يتحرك المقدسيون في كيلومتر مربع، ويعلقون على نقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” للقدس، بمقولات تعبر عن عمق الألم في نفوسهم من الرهان على الدور الأمريكي منذ سنوات ماضية طويلة، حتى تمكن الاحتلال من كل شيء.

المواطن المقدسي الذي يسكن بالقرب من باب السلسلة مهدي الزغير والذي يجاوره في المبنى مستوطن يقول لـ”المجتمع” في اتصال هاتفي: أنا هنا صامد في بيتي، بالرغم من إحاطة المستوطنين لي إحاطة السوار بالمعصم، وقد سمعت نقاشاً بين المستوطنين حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فأنا أسمع صوتهم بشكل جيد، فالمسافة بيننا سمك الجدران السميكة، وتضمن النقاش إطراء لأمريكا ورئيسها الجديد ترمب، وكيف سيكون مستقبل القدس بعد نقل السفارة، وخصوصاً أن موقع السفارة سيكون في القدس الشرقية في منطقة جبل المكبر كما يقولون، وستطل على المسجد الأقصى.

ويضيف المواطن المقدسي الزغير: ردنا واضح، سيكون مزيداً من الصمود والثبات، فتصريحات ترمب لن تؤثر علينا، فنحن في عين الإعصار، ونواجه يومياً إجراءات الاحتلال العنصرية، فالمستوطن يجلس في بيوتنا، وتأتي أمريكا كي تزيد الطين بلة، فوجود السفارة الأمريكية في القدس دفعة معنوية للمستوطنين، ونكسة نفسية لنا كمقدسيين، فنحن دائماً تحت قبضة الشرطة والمستوطنين والبلدية معاً، فكل شيء محظور علينا، يقول المواطن مهدي الزغير.

وفي منطقة شارع الواد حيث المحلات التجارية للمقدسيين، ويعتبر شارع الواد شريان الحياة في البلدة القديمة يقول التاجر المقدسي الحاج عزات العباسي في اتصال هاتفي مع “المجتمع”: المقدسيون أصبحوا لا يكترثون بأي شيء، فسواء نقلت السفارة أم لم تنقل فحالنا للأسوأ، والاحتلال ماض في تهويده وقتل المقدسيين بعدة أساليب، منها الضريبة وإغلاق المحلات المتراكم عليها الضرائب، وفرض ضرائب جديدة، وصمودنا هو الذي يمنع من تغول الاحتلال في البلدة القديمة بشكل خاص، ولو طلب من شخص غير المقدسي الحياة في مثل هذه الظروف لكان قراره الرحيل، فإجراءات الاحتلال لا تطاق، والمقدسي يقوم بدور طليعي ريادي، فالاتصال معي وأنا موجود داخل محلي التجاري هو إنجاز لكل فلسطيني ومسلم في العالم، وهذا يعني أننا مازلنا نتواجد رغم الجراح، ونقل السفارة أصبح أمراً غير مهم بالنسبة للمقدسيين؛ لأن الاحتلال في القدس لا يبني سياسته على هذا الأمر، بل ما يطبق في القدس يفوق إجراء مثل نقل السفارة الأمريكية.

المقدسي المرابط في المسجد الأقصى نضال الزغاري قال لـ”المجتمع”: أنا غاضب على قيادة السلطة التي رهنت كل شيء في يد أمريكا، وها هي الإدارة الأمريكية الجديدة تستعد لأول نكسة نفسية للفلسطينيين بنقل سفارتها إلى القدس، وتوتير المنطقة بشكل لم يسبق له مثيل، وعلى قيادة السلطة التنحي لفشلها في كل المواقع التي تمت إدارتها في السنوات السابقة وخصوصاً ملف القدس.

وأضاف الزغاري ونبرة صوته ينبعث منها الغضب: نحن في القدس لا نعترف بأي إجراءات، وسنبقى نقاوم بكل وسيلة، فهذا ردنا على مراهقات الإدارة الأمريكية الجديدة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

صحيفة “هاآرتس” العبرية نشرت أن أجهزة أمن الاحتلال تستعد تحسباً لانفجار الأوضاع إذا نقلت السفارة الأمريكية للقدس.

Exit mobile version