القراءة بصوت مرتفع وأثرها على الأطفال

لا أحد يتساءل عن أهمية القراءة الجهرية للصغار، فالقراءة بصوت عال للأطفال تساعد على تطوير المهارات الأدبية، بل وتعزز من تقارب المسافات بين الأب والأبناء.

وحينما يأتي الوقت الذى يصبح الأولاد قادرين على القراءة معتمدين على أنفسهم يتوقف الآباء عن القراءة لهم, ومع ذلك، هناك أدلة تشير إلى أن الآباء (والمعلمين) ينبغي أن يقرأوا بصوت عال للأطفال الأكبر سناً حتى سن الرابعة عشر، حتى بعد أن يجيد الطفل القراءة، وهنا بعض الأسباب الهامة التي تدعو الآباء لاستمرارية القراءة لأولادهم حتى سن المراهقة:

 الأطفال تسمع أفضل مما تقرأ:
وفقا لـ”جيم تريليز”, مؤلف كتيب “القراءة الجهرية” والذى يقول: إن مستوى قراءة الطفل لا تساوى مستوى الاستماع حتى الصف الثامن. ويضيف” أنه ينبغي على الآباء قراءة كتب الصف السابع لأطفال الصف الخامس لأن هذا من شأنه ان يحفز الأطفال لمعرفه المزيد عن الخطوط العريضة و العناوين و بالتالي يدفعهم للاستمرار في القراءة، فالأطفال قادرون على توقع الأحداث وترتيبها في رؤوسهم عند الاستماع إليها أكثر من القراءة بأنفسهم. فالقراءة الجهرية للأطفال ستجعلهم يتشوقون لمعرفة المزيد وبالتالي تحفزهم على تطوير وتحسين مهارات القراءة لديهم.

من الكتب نتعلم دروس الحياة بلا ألم:
وكلما يقترب الاطفال من سن المراهقة يزداد خوف الآباء من المخاطر الكامنة والتي يرغبون في مناقشتها مع أولادهم بصراحة، ولكنهم يعلمون أن نصائحهم ستدخل من أذن و تخرج من الأخرى، فقراءة قصة معاً عن مثلاً “المراهقة الحامل” أو عن “كفاح مراهق مع الإدمان” ربما تكون قصة مؤثرة لكنها طريقة آمنه لتعلمهم مواقف الحياة بلا دروس.. استخدم جلسات القراءة الجهرية لتخلق مناقشات و تكشف المشاعر و الأفكار حول القضايا الاجتماعية.

القراءة الجهرية ممتعة:
ويبدو أن انغماس الآباء في الحياة و قدرة الأطفال على القراءة هي السبب وراء توقف الآباء عن قراءة قصص ما قبل النوم للأطفال، فهي أشبه بدفع طائر صغير من عشه لتجبره على الطيران.
ويأمل الآباء أن يغرسوا حب القراءة في الأطفال ومن ثم يستمروا في القراءة دائماً، ولكن لا يوجد طفل أبداً يتمنى أن يقلع عن قصص قبل النوم, ولا يوجد ما يدعو الأطفال للقراءة من تلقاء أنفسهم إذا ما وجدوا آبائهم يقرءون لهم.
يستمتع الآباء بالقراءة لأولادهم ويفرح الأبناء بقراءة والديهم لهم، وهذا سبب كاف جداً لأن لا تتوقف عن القراءة لأولادك، وهكذا تعزز حب القراءة لدى طفلك، وهى فرصة عظيمة لتقرأ لأولادك عن المؤلفين والكتاب والتي ربما لا يتعلموها في المدرسة.

تنمي الحصيلة اللغوية:
وجد الباحثون أن الكتب تحتوى على كلمات أكثر تعقيداً من تلك التي يسمعها الأطفال في المحادثات، فمن السهل أن تفهم معنى كلمه جديدة من سياق الكلام، فعندما تقرأ جهراً فأنت تقدم لأطفالك كلمات نادرة, غنية وكذلك كلمات لم يسمعها طفلك من قبل, ولكنك تقولها خلال السياق فمن السهل عليهم فهمها وتحليلها، ولا عجب أن تسمع طفلك يكررها في كلامه من بعدك فهي تساعده على التعبير عن مشاعره المعقدة.

تعطى فرص’ للآباء والأبناء للتجمع:
وتعنى القراءة أن يجلس القارئ والمستمع بالقرب من بعضهم البعض، وهذا لا يعنى مجرد الجلوس بجوار بعضهم ولكن قضاء الوقت معا شيء مريح للغاية, وخصوصاً مع الأطفال في سن ما قبل المراهقة، وهذا لطيف جداً أن يتوفر لأبنك الدعم النفسي مع القراءة والكتب.

تبين لنا أننا لا نختلف عن الآخرين:
كثيرا ما يشعر المراهقين من الجنسين أنهم غرباء عن الآخرين, فهم يشعرون بالوحدة أو أنهم لا يناسبوا الآخرين، ثمة كتاب جيد عن وصف حالات الإنسان يستطيع أن يملأ تلك الفجوة بين التوقع والحقيقة. وعندما يقرأ الطفل والوالد كتاب كهذا, يأتي القرب و الفهم و التناغم مع العالم ويزول إحساس الوحدة.

خطوات القراءة الجهرية:

1- يرجع لك مقدار الوقت الذى تحب أن تقضيه في القراءة, فربما تختار أن تقرأ فصل كل ليلة او قصيدة أو حتى مقال, ولا تنسي أن تترك وقتاً للمناقشة.

2- اختر كتاباً تستمتع بقراءته, فعليك أن توصل متعتك لطفلك.

3- المقالات والقصص القصيرة رائعة جداً للقراءة فهي لا تجعلك تترك طفلك متشوقاً لسماع النهاية.

4- اختر كتاباً لا تكافح في قراءته, فلابد أن تكون اللغة سهلة ومريحة, فلا يمكنك أن تقطع القراءة لتبحث عن معنى كلمة أو حتى نطقها, فهذا يجعل قراءتك غير سارة للأذن.

5- أفضل وقت للقراءة هو عندما تكون حراً خالياً من المسئوليات فلا تندفع في القراءة أو تشعر بالضغط أثناء القراءة، فإحساس طفلك بالمتعة جزء من متعتك التي توصلها له أثناء القراءة، ولا يمكنك أن تقضي وقتاً ممتعاً إذا كنت مضغوطاً أو متوتراً وكذلك طفلك أيضاً لن يستمتع بسماعك.

المصدر: هفنجتون بوست النسخة الإنجليزية
https://goo.gl/88LLv5

Exit mobile version