مراقب إخوان سورية: لا استقرار بالمنطقة إلا برحيل الأسد وإيقاف المشروع التوسعي الإيراني

ـ نرحّب بإعلان وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية ونعتبره خطوة مهمّة وإيجابية

ـ نطالب الضامنَين بإلزام جميع الأطراف به وخاصة نظام الأسد وميليشياته وبضمانات مؤكّدة وحقيقية للعمل على إنجاحه ومراقبة تنفيذه
ـ لم نشارك في مفاوضات أنقرة لا بصفة رسمية ولا غير رسمية
ـ أيّ مشروع اندماج بين القوى العسكرية الثورية سوف تباركه الجماعة وتدعمه ولكن على أساس تبنّي أفكار الثورة وأهدافها
ـ موقفنا من مؤتمر الآستانة ومن الرؤية الثلاثية يعتمد على ضمانات الطرف التركي حول تفسير الجوانب المثيرة للقلق خاصة مصير الأسد في المرحلتين الانتقالية والنهائية
ـ ندين كافة الأعمال الإرهابية من أيّ مصدر كان ونستنكر بشدّة التفجيرات التي حدثت ضد الأشقاء بأنقرة واستانبول وقيصرية بتركيا وكذلك بالكرك بالأردن
ـ ما يقوم به حزب (PYD) من نزعات انفصالية وتنسيق وتعاون مع نظام الأسد المجرم أمر لا يمكن القبول به وهو مشروع يقف في خانة العداء للثورة والوطن
ـ آن الأوان لكي تقوم المعارضة السياسية بإنهاء حالة الترهّل التي تعتريها وتتبنّى خطاب التحرير الوطني بعد الاجتياح الروسي والإيراني وبعدما أصبحت سورية بلداً محتلاً
ـ لقد ثار الشعب السوري على الظلم والاستبداد وستبقى هذه الثورة ما بقي الظلم والاستبداد ولو استمر لعشرات السنين

 

أعلن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية “د. محمد حكمت وليد” ترحيب الجماعة باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعت عليه الفصائل الثورية مؤخراً، واعتبره اعترافاً دولياً بعدم إمكانية إيجاد حل في سورية دون احترام إرادة الشعب السوري.

وطالب فضيلته، في حوار خاص مع موقع “إخوان سورية”، الأطراف الضامنة بإلزام جميع الأطراف وخاصة نظام الأسد والمليشيات الموالية له، بالاتفاق.

ونفى د. وليد مشاركة الجماعة في مفاوضات أنقرة لا بصفة رسمية أو غير رسمية.

وأعلن فضيلته دعم ومباركة أي مشروع لاندماج الفصائل الثورية، بشرط توافقه مع أهداف الثورة ومبادئها.

ورأى فضيلته جوانب مثيرة للقلق في مؤتمر آستانة المقرر عقده قريباً، وخاصة فيما يتعلق بمصير الأسد، واعتبر أن موقف الجماعة يعتمد على الضمانات التي تقدّمها تركيا لتفسير تلك الجوانب، مؤكداً ألا حل في سورية ولا استقرار في المنطقة إلا برحيل نظام الأسد وإنهاء المشروع التوسعي الإيراني.

كما أعلن فضيلته إدانته واستنكاره للأعمال الإرهابية التي وقعت مؤخراً في تركيا والأردن.

وفيما يلي نص المقابلة:

1- عقدت الفصائل الثورية اتفاقية وقف إطلاق للنار، ما هو موقف الجماعة من هذه الاتفاقية؟

– نحن نرحّب بإعلان وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية، ونعتبره خطوة مهمّة وإيجابية، واعترافاً دولياً بعدم إمكانية الحلّ في سورية دون احترام إرادة الشعب السوري وحقوقه في الحرية والكرامة.

وفي نفس الوقت فإنّنا نطالب الضامنَين بإلزام جميع الأطراف به وخاصة نظام الأسد وميليشياته، وبضمانات مؤكّدة وحقيقية للعمل على إنجاحه ومراقبة تنفيذه، ومنع محاولات إفشاله التي تقوم بها إيران ونظام الأسد، وكما توقّعنا فإنّ هناك خروقات كبيرة للاتفاق من طرف الأسد و”حزب الله” والإيرانيين في وادي بردى والغوطة وبعض الجبهات الأخرى.

ولا بدّ من أن يتلو هذا الاتّفاق مباشرة فكّ الحصار وإدخال المساعدات إلى كلّ المناطق المحاصرة وإطلاق سراح جميع المعتقلين حسب نص قرار ٢٢٥٤، ووقف عمليات التهجير القسري والتطهير العرقي التي يقوم بها الأسد والمحتل الإيراني، وضمان عودة المهجّرين إلى مناطقهم وديارهم، ورحيل كلّ الميليشيات الأجنبية عن الأراضي السورية، تمهيداً لمفاوضات تنتهي بحلّ سياسي لا يكون الأسد جزءاً منه، وينتقل بسورية إلى عهد جديد يحقق أهداف الثورة في الحرية والكرامة.

2- هناك من يقول أنّكم شاركتم في مفاوضات أنقرة عن طريق ممثلين في فيلق الشام؟

– لم نشارك في مفاوضات أنقرة لا بصفة رسمية ولا غير رسمية، وفيلق الشام هو أحد فصائل الثورة الكبرى على الساحة، وعلاقتنا به كعلاقتنا مع بقية الفصائل المخلصة للثورة، تتّسم بالتشاور والتنسيق ورأب الصدع، ولكن لا تجمعنا به أيّة علاقة عسكرية أو سياسية أو تنظيمية.

3- هناك حلف ثلاثي ما بين روسيا وتركيا وإيران حول الملف السوري، وهناك كما يبدو تفاهمات معينة، كيف ترى الجماعة هذا الحلف الثلاثي؟

– الرؤية الثلاثية (تركيا، روسيا، إيران) للحلّ السياسي فيها جوانب مثيرة للقلق، وتصريحات ما بعد الإعلان عنها من الأطراف الثلاثة متباينة إلى قدر يوحي بأنّ الرؤية نفسها هي قيد التشكيل ولم تصل إلى صيغة متّفق عليها.

وهناك ما يشير إلى خلافات معلنة في بعض المواقف الأساسية نابعة من اختلاف المصالح بين هذه الدول، وغاية كلّ منها في التدخّل في الشأن السوري، فروسيا وتركيا مع وقف إطلاق النار خلافاً لرأي إيران التي تريد مواصلة القتال واجتياح بقية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

ولكن اللافت والمستغرب أنّ هذه الرؤية تتشكّل في غياب صاحب المصلحة الحقيقية، والمعنيّ الأول بهذه القضية، وهو الطرف السوري الذي يجري الدمار على أرضه ويقدّم الضحايا والشهداء على مدار الساعة.

ولا يمكن لأيّ حلّ مفروض بالإكراه رغم إرادة الشعب والثورة أن يقدّم الاستقرار المنشود في سورية والمنطقة ولو استمر إلى حين.

4- الملف الساخن في الداخل السوري هو موضوع الاندماجات بين الفصائل الثورية، وهناك حالة استقطاب شديدة في هذا الأمر، أين تقف الجماعة من هذه الاندماجات؟

– لقد دعت الجماعة وما زالت لوحدة الصفّ والكلمة بين الفصائل، وعملت على ذلك كثيراً، وإنّ أيّ مشروع اندماج بين القوى العسكرية الثورية سوف تباركه الجماعة وتدعمه ولكن على أساس تبنّي أفكار الثورة وأهدافها.

وفي نفس الوقت فنحن لسنا مع أيّ اندماج يضع الثورة والثوار في دائرة الاستهداف، وعلى الفصائل المقاتلة أن تدرك أنّ نجاح الثورة هو مسؤولية الجميع، ويتطلّب وعياً عميقاً بتوازنات القوة الإقليمية والدولية، وقدراً كبيراً من إنكار الذات والتعالي على المصالح الآنية والضيّقة.

5- أحد أهم مخرجات الاجتماع الثلاثي هو الدعوة للقاء ومباحثات في الأستانة بين أطراف المعارضة وأطراف النظام، ما هو موقف الجماعة من هذه الدعوة؟

– لا يوجد برنامج واضح لمفاوضات الآستانة بعد، ولكن رشح إعلامياً أنّ مؤتمر الآستانة يعمل على إنشاء مرجعية جديدة لتأهيل الجيش والمخابرات وإنشاء حكومة مشتركة مع المعارضة.

تمّ السكوت عن الحديث عن بشار الأسد ودوره في مستقبل سورية وكأن ذلك أمر مسلّم به.

لذا فإنّ موقفنا من مؤتمر الآستانة ومن الرؤية الثلاثية يعتمد على الضمانات التي يمكن أن يقدّمها لنا الطرف التركي حول تفسير تلك الجوانب المثيرة للقلق، خاصة فيما يتعلق بمصير الأسد في المرحلتين الانتقالية والنهائية، وبتعبير علمانية الدولة، وبتصريح الروس بأنّ الرؤية معنية بأولوية محاربة الإرهاب لا إسقاط النظام.

إنّ استمرار الأسد، واستمرار الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية بطبيعتها القمعية الإجرامية يتعارض مع أبسط مبادئ الحرية والكرامة التي قامت الثورة من أجلها، وإنّ أيّ حلّ سياسي لا بد له أن يأخذ بعين الاعتبار المصالح الأساسية للشعب السوري وإشراك قواه السياسية المعترف بها دولياً كالائتلاف الوطني والهيئة العليا للتفاوض.

6- بعد أقل من شهر تتسلّم إدارة ترامب زمام السلطة في أمريكا، هل تأملون موقفاً إيجابياً منها؟ وهل أنتم مستعدّون للحوار معها؟

– نحن نأمل أن لا تكون مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة استمراراً لإدارة أوباما، فقد قال جون ماكين : “كان لدينا في سورية فرصة لإنهاء الصراع ولكنّنا لم نفعل شيئاً”.

ورغم أنّه لم تصدر من الإدارة الجديدة أيّة مواقف معلنة عن القضية السورية عدا مواقفها الانتخابية السابقة، فنحن نرحّب بأيّ موقف إيجابي، ومستعدون للحوار والتعاون لحلّ عادل ينهي معاناة شعبنا في سورية.

ونحب أن نذكر هنا أنهّ لا حلّ ولا استقرار في سورية والمنطقة كلها إلا برحيل بشار الأسد، وإيقاف المشروع التوسعي الإيراني الذي يحاول بسط نفوذه على المنطقة من الموصل حتى صنعاء.

7- مازال الإرهاب يضرب بعض الدول الإقليمية، المؤثرة في الملف السوري مثل تركيا والأردن، ولمصلحة من هذا الذي يحدث؟

– نحن ندين كافة الأعمال الإرهابية من أيّ مصدر كان، ونستنكر بشدّة التفجيرات التي حدثت مؤخراً في أنقرة واستانبول وقيصرية بتركيا الشقيقة، وكذلك ندين بشدة العمل الإرهابي الذي حدث في مدينة الكرك في الأردن الشقيق، ونعتبر أنّ أيّ عمل إرهابي يستهدف أصدقاء الشعب السوري يضرّ بمصلحتنا كما يضرّ بمصلحة الدول الصديقة المستهدفة، والمستفيد الأول من هذا الإرهاب وهذه الفوضى هو الأسد لأنّه لا يعيش إلا على الإرهاب.

8- هناك خوف من تحريك الملف الكردي في سورية، ما هو موقف الجماعة من القضية الكردية؟

– لسنا ضد إعطاء الحقوق الكاملة لإخوتنا الكرد ضمن إطار حقوق المواطنة الكاملة والوطن الواحد، لكنّنا ضد أي حركة انفصالية على أساس قومي أو ديني تؤدي إلى تمزيق وتقسيم الوطن الواحد.

إنّ ما يقوم به حزب (PYD) من نزعات انفصالية وتنسيق وتعاون مع نظام الأسد المجرم أمر لا يمكن القبول به، وهو مشروع يقف في خانة العداء للثورة والوطن.

9- يحمل البعض على المؤسسات السياسية للمعارضة وأنّها تعاني من شلل حقيقي في مواجهة الاستحقاقات، كيف الخروج من هذه الأزمة؟

– آن الأوان لكي تقوم المعارضة السياسية بإنهاء حالة الترهّل التي تعتريها، وتتبنّى خطاب التحرير الوطني بعد الاجتياح الروسي والإيراني وبعدما أصبحت سورية بلداً محتلاً.

نحن لا نرى الحلّ بالانسحابات من أجسام المعارضة الحالية، فالوقت الحرج والتراجعات التي تمرّ بها الثورة لا تحتمل تشكيل أجسام معارضة جديدة.

لكن الانفتاح وتوحيد الصفوف وتغليب مصلحة الوطن أمور لا بد منها للخروج من الأزمة الحالية.

10- ينظر البعض في هذه الأيام نظرة سوداوية لمستقبل الثورة، كيف ترى الجماعة هذا المستقبل؟

– لا يحسب الذين دمّروا حلب وسورية أنهم انتصروا…

ولا فخر بنصر تأتي به طائرات السوخوي المتطورة والقنابل الارتجاجية أمام السلاح الفردي..

ولا فخر لرئيس بلد هزمه شعبه فأتى بالقتلة المأجورين من أصقاع العالم ليدمّروا البلد ويبقى الأسد..

لقد ثار الشعب السوري على الظلم والاستبداد، وستبقى هذه الثورة ما بقي الظلم والاستبداد ولو استمر لعشرات السنين..

إنّ ثورات الشعوب تنتصر مهما طال الزمن..

وقد كان صمود حلب أسطورياً على مدى سنوات، ووقفت سورية صامدة في وجه المدّ الاستيطاني الفارسي المذهبي، وآن الأوان لشعوب وحكام المنطقة بعد أن تكشفت طبيعة المعركة أن يقوموا بخطوات جادّة وحاسمة لحماية الأرض والعرض، وإيقاف الطوفان القادم.

Exit mobile version