الفلسطينيون: قرار وقف الاستيطان يحتاج إلى تطبيق على الأرض

بعكس تصريحات المحللين والناطقين الرسميين ، لم يكن تأثير قرار مجلس الأمن الدولي المتضمن وقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية على نفوس المزارعين الفلسطينيين واضحاً، الذين اغتصبت المستوطنات أراضيهم، وحرمتهم من الدخول إليها، والاستفادة من نتاجها السنوي في تدبير شؤون حياتهم.

المستوطنات في الضفة الغربية أصبحت واقعاً مريراً، فعدد المستوطنين اقترب من نصف المليون مستوطن، في أكثر من مائتي مستوطنة منها ما أصبح أكثر عدداً في السكان من مدن فلسطينية عريقة.
المزارعون الذين سلبت المستوطنات أراضيهم لا يعتبرون القرار سوى جملة من قرارات صدرت ولم يكن لها وجود على الأرض.
المزارع الستيني عبدالكريم جعيدي”66 عاما ” من قلقيلية شمال الضفة الغربية، وهو موظف متقاعد، صادر الجدار أرضه شمال قلقيلية يقول لـ “المجتمع”: ” سمعت من وخلال وسائل الإعلام أن مجلس الأمن أصدر قراراً بوقف الاستيطان، وعجبت لمن هلل وكبر لمثل هذا القرار، فأنا على الصعيد الشخصي لا أثق بأية قرارات دولية مهما كان مضمونها، فنحن لدينا مثل يقول ” القوي عايب ” أي من بيده القوة لا يطبق عليه أي قانون أو قرار، فهناك قرارات منذ مائة عام لم تطبق منها قرار عام 1929م بحق حائط البراق بأنه ملك للمسلمين واليوم نرى ما هو مصير المسجد الأقصى كله وليس حائط البراق، وهناك قرار التقسيم 181 و194 و242 و338 وغيرها من القرارات الدولية، وفي المقابل نرى توسع الاحتلال في الضفة الغربية بشكل فظيع “,
وتساءل جعيدي قائلاً وساخراً :” هل سترجع أرضي المصادرة بعد هذا القرار ؟”.

وادي قانا.. والمستوطنات المحيطة
واقع وادي قانا أشهر أودية فلسطين بين نابلس وقلقيلية وسلفيت بكثافة الاستيطان فيه وسرقة كل شيء فيه، ويعيش في بطن الوادي عائلات فلسطينية يحظر عليها الاحتلال أي تعديل على حياتهم الخاصة من بناء حتى لو كانت عرشاً بدائية (عشش).
يوسف زيدان من قرية دير استيا المجاورة للوادي الشهير ومعظم أراضيها فيها يقول لـ “المجتمع” :” من يهلل ويكبر للقرار عليه الحضور لوادي قانا ويرى الواقع الصادم ، ففي كل جهة تنظر إليها مستوطنات ضخمة تمتد الى مسافات طويلة، فلا قيمة لقرار يبقي على هذه المستوطنات التي سرقت منا كل حياتنا، فوقف البناء في المستوطنات قرار ليس له قيمة لأن المستوطنات تمكنت على الأرض (كخازوق) زرع في قلوبنا، فالبناء في المستوطنات لم يتوقف، عندما أقرت حكومة الاحتلال تجميد البناء في المستوطنات في مرات سابقة، فحركة الاستيطان لم تتوقف بقرارات من الحكومات التي زرعت الاستيطان فهل ستتوقف من قرار دولي ؟”.

منزل يجاور ..مستوطنة
ويرى إبراهيم العوض الذي يجاور منزله مستوطنة قرنيه شمرون بالضفة الغربية، وهرب من منزله إلى داخل قريته كفر لاقف شرق قلقيلية، بأن لا جدوى من أي قرار لا يرجعه الى منزله المهجور حالياً، ويزوره متخفياً وبسرعة، خوفاً من اكتشاف أمره من قبل حراس المستوطنة، الذين يطالبونه بالمغادرة فوراً، وإلا تعرض للعقاب.
ويضيف المواطن إبراهيم العوض لـ “المجتمع” :” أرض عائلتي داخل المستوطنة ومساحتها 30 دونماً، ويحظر علينا الدخول إليها، ومنزلي يجاور المستوطنة ولا أستطيع النوم فيه خوفاً من المستوطنين وانتقامهم، وقرار وقف الاستيطان كما سمعت من الأخبار فات عليه الميعاد، فالاستيطان لا يتوقف بقرار “.
وصدرت فتوى لاهاي في الجدار العنصري عام 2007م بعدم قانونية الجدار ومصادرته للأراضي وعزلها والتجمعات الفلسطينية وخنقها، ولم يكن لهذه الفتوى القانونية الدولية أثر على أرض الواقع منذ صدورها.
وكانت الكنيست الصهيوني قد أقرت قانوناً قبل أيام يسمى قانون شرعنة البؤر الاستيطانية المقامة على أراض خاصة للفلسطينيين، ونتائج هذا القرار على الفلسطينيين كارثية، لأنه يتضمن مصادرة أراض خاصة بحجة أنها فارغة وغير مستغلة.

Exit mobile version