مبادرة لحل الأزمة الفلسطينية تحظى بتأييد شعبي وترفضها “السلطة”

– الفصائل دعت إلى ضرورة مناقشة المبادرة والعمل على إيجاد آليات لتطبيقها

– مقبول: المبادرة التي طرحتها حركة الجهاد الإسلامي غير واقعية وفيها مبالغة

– الصواف: لن يستمع عباس للمبادرة وسيبقى متهماً الجميع بعدم الوعي والفهم

– قاسم: موقف السلطة من المبادرة يشير إلى أنها المتسببة في عرقلة جهود المصالحة

في كلمته التي ألقاها عبر الأقمار الصناعية أمام حشد كبير من أنصار حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة في ذكرى انطلاقة الحركة الـ9, أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان شلح عن مبادرته للخروج من المأزق الفلسطيني الحالي, وحل الأمور العالقة التي كان لها الأثر الكبير على تردي الحالة الفلسطينية.

بنود المبادرة

وشملت المبادرة 10 نقاط لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام, أبرزها مطالبة الرئيس محمود عباس بإلغاء “اتفاق أوسلو”, ووقف العمل به في كل المجالات، كما طالب منظمة التحرير الفلسطينية بسحب الاعتراف بـ”إسرائيل”، والعمل على إعادة بنائها كي تكون الإطار الجامع والبيت الفلسطيني لكل أطياف الشعب, وأن تقوم قيادة منظمة التحرير من موقعها الرسمي بملاحقة دولة الكيان وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب، والعمل على تفعيل وتعزيز حركة المقاطعة الدولية للكيان الصهيوني في كل المجالات.

ورأى أمين عام الجهاد أن إنهاء الانقسام الفلسطيني يلزم جميع الأطراف بإعداد إستراتيجية شاملة.

ترحيب شعبي وفصائلي

وقد دخلت مبادرة الأمين العالم لحركة الجهاد حيز التحليل وإبداء الرأي حولها, ونقاش مضمونها, وتنوعت الآراء على المستوى الشعبي والفصائلي حول المقترح, لكنها تجمع على أهميتها وجدواها, ومتفقة مع أغلب بنودها, معتبرين أنها خارطة ترسم طريق الخروج من الأزمة الداخلية, ودعت الفصائل إلى ضرورة مناقشة المبادرة.

وكانت حركة “حماس” أول المرحبين بمبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، وعدّتها شاملة لتصويب الوضع الفلسطيني، ودعت الأطراف الفلسطينية لدعمها.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” محمود الزهار تعقيباً على كلمة شلح: نحن نحمل الرسالة التي طرحها د. رمضان شلح إلى العالم العربي والإسلامي، هذا مشروع مقبول والمهم كيف يمكن أن نطبقه؟

من جانبه، أشاد وليد العوضي، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، في تصريح صحفي، بالمبادرة, مبيناً أنها حملت العديد من النقاط والأسس المهمة، وجاءت لتعكس عمق الحاجة الفلسطينية لضرورة الاتفاق على رؤية إستراتيجية فلسطينية جامعة.

وفي نفس الموقف، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، أن المبادرة تتقاطع إلى حد كبير مع مواقف الجبهة ومع مبادرات عديدة سبق وأن قدمتها لذات الغاية.

عباس يرفض

وفي الوقت الذي لاقت فيه مبادرة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ترحيباً وإشادة على الصعيد الشعبي والفصائلي, فإنها لم تجد تجاوباً ملموساً من قبل السلطة الفلسطينية، ولم تصدر تصريحات رسمية حول الموقف من تلك المبادرة, بل يمكن استشفاف الموقف السلبي الرسمي للسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس من خلال تصريحات بعض القيادات الفتحاوية والمقربة من عباس.

حيث قال أمين سر المجلس الثوري لحركة “فتح” أمين مقبول: إن المبادرة التي طرحتها حركة الجهاد الإسلامي غير واقعية وفيها مبالغة, رافضاً توضيح أسباب رفضه لمبادرة الجهاد الإسلامي.

وفي هذا الإطار، يقول الكاتب مصطفى الصواف: لن يستمع محمود عباس لمبادرة شلح كما لم يستمع من قبل لكل المبادرات وكل المقترحات وبقي على حاله متهماً الجميع بعدم الوعي وعدم فهم الواقع، وأنه الوحيد الذي يدرك المصلحة في ظل المعادلة القائمة، ويواصل تدميره لكل شيء ظاناً أنه يوصله إلى بر الأمان، وعلى أنقاض تدميره سيقيم الدولة الفلسطينية.

“فتح” تتحمل المسؤولية

ويرى أستاذ العلوم السياسية عبدالستار قاسم أن مبادرة د. رمضان شلح لم تحمّل أحداً مسؤولية استمرار الوضع المأساوي على الساحة الفلسطينية, لكنه مقتنع أن الساحة الفلسطينية مريضة وبحاجة إلى إنعاش، فأطلق مبادرته التي رحبت بها مختلف الفصائل الفلسطينية عدا حركة “فتح”، فلم يصدر تصريح رسمي باسم الحركة يقبل المبادرة ويوافق على مناقشتها بانفتاح وبمشاركة جميع الفصائل، وهذا يشكل على الأقل قرينة أن مسؤولية تعثر تحقيق مصالحة داخلية تقع على عاتق حركة “فتح” بالدرجة الأولى، بخاصة أن مبادرة د. شلح وضعت إصبعها على الجرح في بندها الأول المتعلق بإلغاء “اتفاق أوسلو”.

وبين قاسم قائلاً: عندما تحدث د. شلح عن إلغاء الاتفاق لم يتحدث من فراغ، وإنما تحدث عن عميق وعي بما أحدثه الاتفاق من ويلات، بخاصة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني والتطبيع واسع النطاق، لقد وضع الاتفاق الفلسطيني ضد الفلسطيني، وأصبح الفلسطيني يعتقل الفلسطيني دفاعاً عن الأمن الصهيوني، وكرس انطباعاً بأن أعداء الكيان الصهيوني هم أعداء السلطة الفلسطينية وتجب ملاحقتهم وزجهم بالسجون.

Exit mobile version