محرر صحفي: السجون تعد ليوم “الأسير الفلسطيني” وإبداعات الأسرى لا تتوقف

آثر المحرر الزميل الصحفي والأديب وليد خالد من قرية أسكاكا قضاء سلفيت شمال الضفة الغربية، التحدث عن تطلعات الحركة الأسيرة والإبداعات التي تصنعها بالرغم من حالة القبضة الأمنية المشددة على السجون، وقد أمضى في الاعتقال الأخير أربع سنوات، وأصبح مجموع اعتقالاته في سجون الاحتلال 21 عاماً.

الحركة الأسيرة ويوم الأسير

يقول المحرر وليد خالد لـ”المجتمع”: الحركة الأسيرة ولأول مرة بعد حدوث الانقسام الفلسطيني عام 2007م، تتفق على فعاليات موحدة في كافة السجون، وهي الشروع في إضراب موحد في يوم الأسير الفلسطيني في السابع عشر من أبريل القادم، فقضايا الحركة الأسيرة كثيرة، والإضراب من أجل تثبيت إنجازات سابقة وتلبية مطالب جديدة من حق الأسرى.

وأضاف: والدافع الرئيس لهذا الإضراب المستقبلي هو ما يجري من إهمال طبي واضح بحق الأسرى المرضى، وعدم توافر العلاج والدواء للحالات المستعصية، ووضعهم في مشفى سجن الرملة في أوضاع لا تليق بالأسرى الأصحاء، وتزيد من وجعهم ومرضهم.

وتابع قائلاً: الأسرى في سجون الاحتلال لا يستسلمون للواقع المرير، وهم في حراك دائم وتشاور على كافة المستويات داخلياً وخارجياً، فهم يتحركون ضمن إستراتيجية غاية في الدقة والتنظيم والتنسيق، ومصلحة السجون تحاول شق صفوف الحركة الأسيرة واللعب على وتر الانقسام، ومحاولة تشتيت جهد الحركة الأسيرة من خلال حملات التنقل والعزل الانفرادي لقيادات الحركة الأسيرة، وزيادة حملات التفتيش المذلة لإرهاب الأسرى من خطوات تصعيدية، واستخدام اللقاءات مع ممثلي الأسرى لإرسال رسائل تهديد ووعيد من أي خطوات من قبل الأسرى.

إبداعات وإنجازات

وشرح المحرر وليد خالد عن إبداعات الأسرى في السجون التي لا تتوقف وتتنوع، بالرغم من سياسة الحرمان والعزل لمجموع الحركة الأسيرة، وأول هذه الإنجازات حفاظ الأسرى على توفير إبقاء الاتصال مع العالم الخارجي، من خلال توفير وسائل سواء بالإدخال أو الاحتفاظ به داخلياً وإجراء الاتصال بشكل يومي، وهذا الأمر يحتاج إلى فيلم وثائقي عن هذا الإنجاز وأصبح أمراً واقعاً أمام مصلحة السجون، حيث يستحيل إلغاء هذا التواصل المهم الذي ينقل معاناتهم ويخفف عليهم، فالأسرى في هذا المجال أبدعوا وأنجزوا ونجحوا، ويستحقون كل أوسمة النجاح والتميز، ومصلحة السجون التي تمتلك وسائل دولة متقدمة وقفت عاجزة أمام هذا الإنجاز اليومي للأسرى، ولا تملك أي وسيلة لوقف هذا التواصل.

ومن الإبداعات الأخرى ما يكتبه الأسرى من أبحاث ودراسات داخل السجون وإخراجها إلى الخارج بالرغم من سياسة التفتيش ومصادرة هذه الكتابات التوثيقية المهمة، والأسرى لديهم خبرة في الكتابة والتوثيق وإخراج المادة المكتوبة بوسائل شتى لا يستطيع السجان كشفها، وقد أخرجت في هذا الاعتقال الأخير الذي استمر 4 سنوات قصصاً في مجال الأطفال، وسيتم طباعتها لتكون متوافرة لدى الأطفال، وقد كتبت في زنازين وغرف وأقسام السجون.

تماسك الحركة الأسيرة

وعن تماسك الحركة الأسيرة قال المحرر خالد: يلاحظ في السنوات الخيرة أن التماسك بين أطياف الحركة الأسيرة يزداد، وهناك وعي كامل لزيادة هذا التماسك، والذي من خلاله تكون الإنجازات وانتزاعها من مصلحة السجون، ومن بوادر هذا التماسك الاتفاق على فعاليات موحدة وجماعية في كافة السجون بقيادة موحدة.

مواقف محزنة

تحدث المحرر وليد خالد عن المواقف المحزنة التي يواجهها الأسرى في سجون الاحتلال، وتصلح كل واحدة منها لكتابة معلقة شعرية أو مادة فنية لأقوى الأفلام الوثائقية، منها انتظار عائلة الأسير الإفراج عنه منذ فترة طويلة، وعند اقتراب موعد الإفراج يكون موت الوالد أو الوالدة وغيرهما، وهناك تكون الفاجعة والمحطة المحزنة، وهذا الأمر يتكرر حدوثه بشكل دائم ومحزن معاً.

وأضاف لـ”المجتمع”: من الأمور الأخرى المحزنة أن يستعد الأسير ليوم الزيارة ويكون لديه علم مسبق بحصول عائلته على التصريح الأمني الخاص، وعند الزيارة يكون الخبر الصادم بعدم الإمكانية لقيام المعبر الأمني بإرجاع عائلات الأسير، وعند الحديث مع الإدارة تتنصل الإدارة من هذا الأمر وتعلل الأمر بأنه خارج عن صلاحيتها، وهذا تحايل وتبادل أدوار بين مصلحة السجون وجهاز المخابرات وجيش الاحتلال في عقاب عائلات الأسرى.

وختم المحرر الصحفي وليد خالد قائلاً: أقول عبر مجلة “المجتمع”، الاحتلال يعتقل الصحفيين، الذين هم عين شعبهم، حتى لا يفضح إرهابهم، وهناك أكثر من 20 صحفياً في سجون الاحتلال، و600 أسير بتهمة التحريض على “الفيسبوك”، فالاحتلال لا يتحمل تعريته وفضح انتهاكاته أمام العالم.

Exit mobile version