الصليب الأحمر الدولي: عملنا أُخضع لمعايير طائفية

قال مدير عمليات الشرق الأدنى والأوسط في “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، روبرت مارديني: إن أطراف النزاع في سورية تُقيد العمل الإنساني، من خلال وضع شروط سياسية وطائفية لتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين.

وأضاف مارديني، في حوار مع “العربي الجديد”، أن نجاح بعثات الصليب الأحمر في خرق خطوط القتال في سورية أكثر من 50 مرة خلال العالم الحالي لإيصال مساعدات إنسانية للمدنيين.

عوامل تفاؤل

أوضح مارديني أنه من الصعب القول: إن العالم أصبح أقل إنسانية، خصوصاً مع وجود عوامل تفاؤل عديدة حملتها نتائج الاستطلاع، وأهمها استمرار إيمان أكثرية من شملهم الاستطلاع بوجوب وضع حدود للعنف في الحروب وحماية المدنيين ورفض استهداف كوادر الصحة والمستشفيات، كما جددت النتائج إيمان المواطنين حول العالم بأهمية القانون الدولي الإنساني، ودوره في الحد من دموية الحروب.

التعذيب

أشار مارديني إلى أن فقرة التعذيب أثارت حالة من القلق والمفاجأة لدينا، لأنه ورغم رفض أكثر من نصف من شملتهم الدراسة للتعذيب، وجدنا قبولاً واسعاً للتعذيب بهدف الحصول على معلومات عسكرية، وهو أمر خاطئ، لأن مبدأ التعذيب مرفوض، ويتسبب باستمرار دورة الوحشية والانتقام ويُصعّب من المصالحة الوطنية في مرحلة ما بعد النزاع، كما أثبتت دراسات موضوعية عديدة أن انتهاج التعذيب لا ينعكس إيجاباً على الصعيد العسكري.

قيود طائفية

بين مارديني أن اللجنة تتعامل مع أمر واقع، وهو وجود مدنيين محاصرين في البلدات الأربع لديهم احتياجات إنسانية عديدة، والاتفاق المُبرم هو ذو طابع سياسي، لكنه نجح في تأمين جزء من المساعدات المطلوبة، لافتاً إلى أن أحد أبرز السلبيات في هذا الاتفاق هو تقييد العمل الإنساني بقيود سياسية وطائفية مرتبطة بطبيعة النزاع القائم، وليس بالحاجات الإنسانية للمدنيين المُحاصرين.

الحيادية

وقال مارديني: إن العامل الأساسي والحاسم في استمرار تقديم عملنا الإنساني هو اعتماد الحيادية وعدم التحيّز، وهي قيم ساعدتنا على تأمين ميزانيتنا طوال 150 عاماً (تاريخ عمل الصليب الأحمر الدولي).

Exit mobile version