منشآت الاحتلال العسكرية في الضفة الغربية تعيق حياة الفلسطينيين اليومية

كل ما بفعله الاحتلال على الأرض يعيق حياة الفلسطينيين على الأرض، ويحرمهم من أرضهم والاستفادة منها.

تنتشر في الضفة الغربية منشآت عسكرية متنوعة، من حاجز وبرج، وبوابة أمنية ومنطقة عسكرية مغلقة وأسيجة ومصدات حديدية على جوانب الطرق الالتفافية.

برج يمنع ملعب

في بلدة عزون غرب نابلس يعاني أكثر من 12 ألف مواطن من إجراءات أمنية تعيق حياتهم.

مسؤول ملف الانتهاكات في بلدية عزون الناشط حسن شبيطة يقول لـ”المجتمع”: لو كانت مدينة “إسرائيلية” بدون ملعب بلدي، لقامت الدنيا ولم تقعد، وبلدة عزون المحاصرة يحرمها برج عسكري شمال البلدة من تأهيل الملعب البلدي المغلق منذ عام 1994م، عندما تم افتتاح الطريق الالتفافي شمال البلدة.

وأضاف: حياتنا الرياضية متعطلة تماماً، ويتم استخدام ملاعب المدارس في البلدة لتعويض إغلاق الملعب البلدي، فوجود جندي على برج يعطل مرفق حيوي مثل الملعب، فشباب البلدة يتدربون من أجل المباريات الخارجية في ملاعب المدن المجاورة مثل نابلس وقلقيلية وطولكرم.

بوابة رئة المعزولين

وجود البوابات الأمنية للتجمعات المعزولة خلف الجدار العنصري، يجعل سكان تلك التجمعات تتنفس الحياة من خلال البوابة.

كساب شعور الناطق الرسمي باسم قرية الرماضين وعرب أبو فرده جنوب قلقيلية والمعزولين خلف الجدار يتحدث عن معاناتهم الصامتة، ولا يشعر بهم أحد، ويتحدون دولة الاحتلال بإرادتهم الصلبة.

يقول كساب شعور عن تفاصيل الحياة المؤلمة في التجمعين البدويين في حديث معه: نحن نعيش تفاصيل حياة مؤلمة، فالطالب الجامعي والمدرسي يبدأ يومه بالدخول إلى غرفة تفتيش إلكترونية وانتظار الفاحص العسكري حتى يقوم بتشغيل الأجهزة، وبعد الخروج من غرفة التفتيش يكون السير على الأقدام مسافة ليست بالقصيرة، وعند العودة يتكرر المشهد العنصري بحقنا، ويكون الانتظار أكثر وقتاً بسبب عدم وجود فاحص عسكري، ويتم الانتظار حتى يأتي ويمارس عملية التفتيش عن بعد، مع صراخ، نتيجة عدم فهم بعض المواطنين من كبار السن أو الأطفال لأوامر الفاحص، ويشمل الفحص كل الأغراض، ونتيجة إجراءات الفحص الروتينية يكون التأخير للطلبة عن جامعاتهم ومدارسهم بشكل يومي، ورغم الشكاوى التي رفعنها، فإن الاحتلال يصر عليها كعقاب جماعي.

أفراح وأتراح بلا مشاركة

لا يقتصر وجود البوابة على التفتيش المذل كما يقول كساب شعور، بل يتعدى تأثيرها على منع مشاركة المحيط بأفراحنا وأتراحنا، لأن من يدخل يحتاج إلى تصريح أمني، وعند التنسيق على دخول المدعوين يكون الانتظار أمام البوابة ويكون من طرفنا أحد المعرفين لجنود البوابة عن أسماء المدعوين، لذا فأفراحنا ننقلها خارج قريتنا، وعند دفن موتانا تمنع البوابة دخول الأقارب والأصدقاء من المحيط.

الإدارة المدنية تطالبهم بالرحيل

قبل الحديث عن تفاصيل أخرى مؤلمة في حياة المواطنين في عرب الرماضين وأبو فردة، استبق كساب شعور في الحديث عن سبب كل هذه الإجراءات قائلاً: قبل فترة زمنية فوجئنا بقدوم رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية وطلب الاجتماع بنا، وظن الجميع أنه سيلبي لنا بعض الطلبات التي قدمناها بصورة متكررة لضرورتها، إلا أن العرض كان بالطلب منا الرحيل من المكان وتعويض كل واحد بدل منزله بقصر خارجه وبقطعة أرض مساوية خارج المنطقة، وكان ردنا على الفور بالرفض، مؤكدين له أننا قبل الاحتلال هنا وقبل مستوطنة ألفيه منشه، فبيوتنا موجودة منذ عام 1957م وعددها 65 بيتاً يرفض الاحتلال منعها الترخيص وصدرت أوامر هدم فيها، وكان التماسك بين جميع أفراد التجمعين سيد الموقف، ولم يستطع الاحتلال إغراء أي فرد بالرحيل، وهذا الموقف كان مفخرة لنا وفشلاً لمخططات الإدارة المدنية في المنطقة، لذا زادت علينا القيود والإجراءات عقاباً على رفض الرحيل وقبول الإغراءات.

مصدات تمنع التحرك

وفي واد قانا الشهير بين قلقيلية ونابلس وسلفيت شمال الضفة الغربية، زرع الاحتلال مصدات حديدية على جوانب الطريق الرئيس، لمنع انتقال المزارعين ومواشيهم وعرباتهم التي تجرها الدواب من جانب إلى آخر.

يقول رئيس بلدية ديراستيا يوسف زيدان قضاء محافظة سلفيت: هذه الحواجز الحديدية بمثابة عوائق متعمدة، لزيادة صعوبة الحياة على المزارعين وأصحاب الأراضي حتى يتم تركها ومصادرتها من قبل المستوطنين في المنطقة بحجة أنها فارغة وغير مستثمرة من أصحابها.

Exit mobile version