في ذكرى التقسيم.. قرار سلب الفلسطينيين أرضهم وعمق جرحهم النازف

يصادف اليوم ذكرى قرار التقسيم رقم (181) الصادر عن الجمعية العام للأمم المتحدة بتاريخ 29/ 11/ 1947م، ويعتبر أول قرار دولي يدعو لتقسيم فلسطين وإقامة دولتين عربية ويهودية، وافقت على القرار 33 دولة وصوت ضده 13دولة وامتنعت عن التصويت 10 دول.

حال الفلسطينيين في هذه الذكرى بين حاجز وجدار عنصري ومستوطنة ومعبر، وتناقصت مساحة الضفة الغربية بعد إقامة أكثر من 200 مستوطنة عليها، واستوطن عليها قرابة 400 ألف مستوطن في الضفة الغربية.

“المجتمع” تطرق جدار الحقيقة بقوة في هذه الذكرى، بعد أن أصبحت الضفة الغربية معازل وكانتونات وكأنها حقل أشواك.

مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية عايشت قرار التقسيم وما زالت آثاره عليها، حيث تناقصت أطرافها في قرار التقسيم، وكانت بعدها النكبة عام 1948م، والنكسة عام 1967م، والشوارع الالتفافية بعد اتفاقية أوسلو، والجدار العنصري في يونيو 2002م.

الباحث سمير الصوص تحدث عن حدود قلقيلية قبل قرار التقسيم قائلاً لـ”المجتمع”: أراضي قلقيلية قبل قرار التقسيم كانت تصل إلى شواطئ البحر المتوسط في الشيخ مونس ويافا، وكانت المساحة 50 ألف دونم، وبعد قرار التقسيم ضاعت معظم الأراضي، وبعد إقامة المستوطنات والطرق الالتفافية حولها والجدار تحولت إلى سجن وكانتون معزول بلا أرض تذكر، فأكثر من 80% من أهالي قلقيلية ضاعت أراضيهم في الـ48 والـ67.

وأضاف: مزارعو قلقيلية فقدوا مصدر رزقهم الوحيد وهو الزراعة، وحتى السكن لم يعد ممكناً في المدينة المحاصرة بالجدار وبقرار التقسيم الذي سلب من أهلها المستقبل.

المزارع إبراهيم زيد (75 عاماً) من مدينة قلقيلية يدخل أرضه المعزولة خلف الجدار من خلال بوابة، وعند صدور قرار التقسيم كان طفلاً صغيراً، ويقول عن حاله مع مزارعي قلقيلية: لولا حبي للأرض لما تحملت عذاب التفتيش اليومي وأنا ذاهب إلى أرضي الذي عزلها الجدار وضاع قسم منها في مساره القريب من أرضي، ففي كل مرحلة نفقد جزءاً من حياتنا، في البداية كانت أراضي الـ48 وتآمر عليها العالم وأعطاها لليهود بدون ثمن، والثانية كانت النكسة عام 1967م، وأقيمت من حولنا المستوطنات وأرضي عليها جدار وطريق التفافي، والجدار أجهز علينا.

بدوره، يتحدث المزارع عبدالكريم جعيدي الذي لم يعد له أرض بعد مصادرتها لإقامة الجدار لـ”المجتمع”: ضياع الأرض بالنسبة للمزارع، موت حقيقي، ولا أحد يشعر بقيمة الأرض إلا المزارع الذي يجبل عرقه بترابها، وكنت لا أفارق أرضي، وإن غبت عنها أقبلها لشوقي لها، واليوم أنظر إليها من خلف الجدار من بعيد، فالاحتلال أقام عليها مسارا للجدار العنصري ومنطقة المعبر الشمالي ومقر للارتباط أطلق عليه الاسم العبري مقر إيال.

وأضاف: في ذكرى قرار التقسيم حالنا أصبح بلا أرض، فلا نملك إلا منازلنا التي أصبحت ليست آمنة، فجيش الاحتلال قبل عام اقتحم منزلي واعتقل ابني، فالاحتلال لم يتركنا حتى بعض ضياع أرضنا، ونحن على هذا الأرض نتجرع القهر، وكل أيامنا حولها الاحتلال إلى ذكريات أليمة، ففي بداية شهر تشرين الثاني الحالي كان وعد بلفور المشؤوم.

Exit mobile version