قطار الاحتلال.. مخطط لزيادة المستوطنين وتهويد المداخل وقطع أوصال الضفة

مصادقة وزير المواصلات الصهيوني يوم أمس على مخطط ربط مستوطنات الضفة الغربية بمدينة القدس عبر القطار الخفيف، تعتبر خطة خطيرة لإكمال ما يسمى مشروع القدس الكبرى.

المحلل المقدسي ناصر الهدمي قال لـ”المجتمع”: نحن نتحدث عن مخططات قديمة كانت في الأدراج، واليوم يتم طرحها للتنفيذ، وخطر هذا المشروع يكمن على صعيد السكان والمواصلات والمساحة الجغرافية.

وأضاف: نحن نتحدث عن مشروع تهويد الجهة الشرقية بعد مشروع تهويد المدخل الغربي عن طريق مشروع وجه القدس التهويدي، الذي تم طرحه الأسبوع الماضي؛ فربط مستوطنات الضفة الغربية بالقدس يعني أن القدس الكبرى سوف تمتد إلى كبرى مستوطنات الضفة الغربية شمال الضفة الغربية وهي مستوطنة أريئيل التي أصبحت مدينة كبيرة يصل تعداد سكانها إلى قرابة 50 ألف مستوطن، وفيها جامعة يصل عدد الطلاب فيها على 30 ألفاً، بالإضافة إلى مستوطنات معاليه أدوميم، وغوش عتصيون في جنوب الضفة الغربية، لذا ستصبح مساحة مدينة القدس أكثر من نصف مساحة الضفة الغربية من خلال هذا المشروع والمشاريع الأخرى.

ولفت المحلل هدمي: مخطط الاحتلال الذي يحمل رقم (2020) يتحدث عن أقلية مقدسية مقابل أكثرية يهودية، مع أن نسبة المقدسيين من سكان القدس تصل في وقتنا الحاضر إلى 40%، بينما “مشروع 2020” يتحدث عن نسبة 13%، وهذا يقودنا إلى سيناريو مرعب؛ وهو أن إضافة أعداد هائلة من المستوطنين في الضفة الغربية إلى القدس من خلال القدس الكبرى وشبكة المواصلات عبر القطار الخفيف وبناء المستوطنات الجديدة، سيجعل نسبة المقدسيين قليلة مقارنة باليهود الذين سيضافون إلى الخارطة الهيكلية الجديدة، وتصبح نسبة المقدسيين قليلة في السنوات القليلة القادمة.

وشدد الهدمي على أن هذه المشاريع يتم تطبيقها بالتدريج بشكل دائم وبموافقة الكل في الدولة العبرية، فلا تحفظات من أي جهة حزبية “إسرائيلية” على مثل هذه المشاريع النوعية في مدينة القدس المحتلة.

بدورها، أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بياناً حول مشروع القطار الخفيف وجاء فيه: إن وزراء وأركان اليمين الحاكم في “إسرائيل” يتسابقون على وضع الخطط وتنفيذ المشاريع الاستعمارية، التي تهدف إلى سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية المحتلة، وتخصيصها لصالح التوسع الاستيطاني، وإلى محاصرة الوجود الفلسطيني في كانتونات معزولة عن بعضها بعضاً، تحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق وتغلق الباب نهائياً أمام أي فرصة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا وذات سيادة.

واستذكر المحلل ناصر الهدمي المصادقة على المشروع في ذكرى “وعد بلفور” الـ99 قائلاً: ليس من قبيل الصدفة إقرار مشروع خطير في ذكرى “وعد بلفور”، لذا فنحن أمام مشاريع ذات أبعاد تنسف الواقع الفلسطيني من جذوره، كما نسف “وعد بلفور” حق الفلسطينيين بفلسطين، فمن خلال هذه المشاريع لا تبقى القدس ولا الضفة الغربية.

بدوره، حذر الخبير بشؤون العمران والمواصلات د. جمال عمرو من هذا المشروع الخطير قائلا لـ”المجتمع”: نحن نتحدث عن مشروع استيطاني رهيب يحمل اسم “E1“، والذي يهدف إلى تغيير حدود مدينة القدس لكي تتوسع على حساب أراضي الضفة الغربية، وسيكون بمقدور أي مستوطن يقطن الضفة الغربية الوصول للقدس وحائط البراق بسهولة وبدون أي عوائق على الطريق، وهو يشجع كل يهودي إلى الوصول للقدس، بينما المقدسي يحاصر ويتم خنقه داخل أحياء عنصرية في القدس.

Exit mobile version