خبراء سعوديون: موقف أردوغان من “جاستا” يؤسس لـ”تحالف إسلامي” قوي

أعرب خبراء وكتاب سعوديون عن ترحيبهم بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتقد فيها قانون “العدالة ضد رعاة الإرهاب” الأمريكي أو المعروف اختصار بـ”جاستا”، والذي يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر، بمقاضاة المملكة، ودراسة الخطوات القادمة، ووصفوا موقفه بأنه “شجاع” “ومشرف”، و”سيبقى في ذاكرة الأجيال القادمة”.

واعتبروا تصريحات أردوغان تؤسس لبناء تحالف إسلامي قوي مدروس يواجه الأزمات على مختلف المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية، وشراكة تركية سعودية من شأنهما الإسهام في حل العديد من أزمات المنطقة.

وقال أردوغان، في مقابلة تلفزيونية مع قناة “روتانا خليجية” بثت مساء الأحد: إن بلاده ستتعاون مع السعودية قانونيا لتقييم قانون “جاستا”.

وأضاف أردوغان: عبرت عن أسفنا وحزننا لإقرار قانون جاستا وسوف نتخذ خطوات في هذا الموضوع بصفتنا رئيس منظمة التعاون الإسلامي ووجهت وزير الخارجية ووزير العدل للوقوف إلى جانب المملكة لتصحيح هذا الخطأ الكبير.

وتابع: سنقوم بدراسة قانون جاستا مع السعودية من الناحية القانونية وبعد ذلك نقوم بتقييم مشترك لاتخاذ الخطوات اللازمة.

وفي تعليقه على تصريحات الرئيس أردوغان، قال د. خليل العبدالله الخليل أكاديمي وكاتب وعضو سابق في مجلس الشورى السعودي في تصريحات لوكالة “الأناضول”: هذا موقف مشرف ويقدر وسيبقى في ذاكرة الأجيال القادمة ، وقد لقي ترحيبا واسع داخل الأوساط السعودية.

وبين أن هذا الموقف سوف يعزز العلاقات السعودية التركية، وسيحشد الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي ضد قانون جاستا، ذلك التشريع المتحامل على المملكة، والمتحامل على الأمة الإسلامية، وحذر من أن هذا التشريع سوف يضر بالعلاقات بين الدول، وأمريكا نفسها ستتضرر من هذا التشريع.

واعتبر الكاتب والأكاديمي السعودية أن الرئيس أردوغان وجه رسالة مباشرة في غاية الأهمية تؤسس لعمل سعودي تركي مشترك وتؤسس لشراكة تركية سعوية على المستوى الدولي وتؤسس لبناء تحالف إسلامي قوي مدروس يواجه الأزمات على مختلف المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية.

وشدد الخليل على أهمية التنسيق السعودي التركي، مشيرا إلى أن التنسيق بين السعودية وتركيا هو منتظر من قبل الشعوب العربية والإسلامية، ومن شانه الإسهام في حل للعديد من الأزمات.

وتابع: وهذ التنسيق يعبر عن الروح الإسلامية المغروسة في نفوس المسلمين ويعبر عن حسن النوايا وإدراك متطلبات هذه المرحلة.

وبين ان هناك أمال كبيرة معلقة على الدولتين، المملكة بثقلها الإسلامي والاقتصادي كحاضنة للحرمين الشريفين وعضو مجموعة العشرين، وكذلك تركيا بإرثها التاريخي وموقعها الحضاري وقوتها الاقتصادية، والقيادة التركية قيادة مستقلة في قرارها واستطاعت أن تتخطى العديد من الأزمات وآخرها الانقلاب الفاشل في 15 يوليو الماضي.

وقال: إن هذه الاعتبارات للدولتين تمنحهما العديد من النجاحات والإمكانية لتعاون مشترك يؤثر على الأحداث بشكل واقعي، والوقوف في مواجهة التمدد الإيراني، ومكافحة الارهاب، ودعم الشعب السوري.

وأكد أن الأجيال لن تنسى لقيادتي البلدين هذا الموقف المشرف وهذه الشراكة الصادقة والسعي لعز أمتنا العربية والإسلامية.

بدوره ، أشاد محمد آل زلفة الخبير السياسي السعودي وعضو مجلس الشورى الأسبق بموقف الرئيس أردوغان، مشيرا إلى أنه موقف شجاع من رئيس شجاع لدولة مهمة جدا، يعبر عن موقف أحد أكبر الزعماء لإحدى أكبر الدول الإسلامية، وهذا التصريح مقدر ومثمن، وخاصة أن المملكة مستهدفة.

وشدد آل زلفة على أهمية تصريحات الرئيس التركي، مشيرا إلى أنه سيكون لهذا التصريح الأثر الكبير في الدول الإسلامية وخاصة أن تركيا تترأس الآن منظمة التعاون الإسلامي ولها تأثير كبير في المحيط الإسلامي والأوروبي والدولي.

وبين أن هذا الموقف سيشجع او يجعل من دول أخرى ان تحتذ بالموقف الذي يتبناه الرئيس اردوغان ضد تشريع جاستا الذي سيلحق بالامن والاستقرار الدولي مضار كبيرة.

وقال: إن المملكة بتحالفها مع تركيا تستطيع الاعتماد على شقيق ودولة إسلامية قوية في مواجهة هذا التحدي، وخاصة أن الأمر يرتبط بقضايا قانونية، لذلك وجه الرئيس أردوغان وزارة العدل ووزارة الخارجية للقيام بمسؤليتها في هذا المجال، وهذا يدل على أن السعودية وتركيا يمكن ان تتضافر جهودهما القانونيين والعدليين والديبلوماسيين لمواجهة ما يحتمل من معارك قضائية و قانونية قادمة، ولتركيا خبرة طويلة في القانون الدولي والتجاري.

وانتقد آل زلفة تشريع جاستا، مشيرا إلى أنه يستهدف التدخل المباشر في شئون الدول الأخرى والإضرار بحق السيادة، والبلدين يرفضان تماما أي مساس بالحقوق السيادية.

كما أعرب عن أسفه من السياسة المربكة في عهد الرئيس باراك اوباما، مشيرا إلى ان فترة أوباما التي عرفت بالخذلان لحلفائها وخلق الفوضى في أماكن كثيرة وسلبيته وخاصة تجاه الأزمة السورية وإعطاء الفرصة لروسيا أن تستأسد في المنطقة، وأن تتحدى امريكا.

ولفت الخبير السياسي السعودي إلى كل من تصريحات أردوغان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف الذي أكدا فيها أن تركيا والمملكة دولتان مستهدفتان وعلينا ان نكثف جهودنا لمجابهة الذين يستهدفون أمن واستقرار الدولتين.

وشدد على أهمية أن تقوم الدولتان بالعمل سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا في مجابهة الترويجات التي تضر بمصلحة أهم دولتين في المنطقة المملكة وتركيا.

بدوره أعرب أنور ماجد عشقي، الخبير السياسي السعودي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية عن اتفاقه مع الآراء السابقة في أهمية تأثير تصريحات الرئيس التركي على العلاقة بين البلدين.

وقال عشقي: تركيا تعلم علم اليقين ان السعودية ليس لها دخل في أحداث 11 سبتمبر، وتركيا دولة إسلامية تعرف معنى الإسلام ومعنى الصداقة، وعليه فإنهما تنسقان معا في مختلف القضايا، وصداقتهما لا يتسرب إليها شك، فعندما صرح الرئيس التركي بذلك، فهذا يؤكد على عمق العلاقة بين البلدين.

وشدد على أهمية التنسيق والتحالف بين البلدين، مشيرا إلى أنه سوف يعزز مواقف الدول الإسلامية وسيكون للأمة الإسلامية شأن أكبر خاصة أن منظمة التعاون الإسلامي- التي تترأسها تركيا في دورتها الحالية- ثاني أكبر منظمة عالمية.

وتابع: هذا التنسيق سيعزز الجهود الدولية في تحقيق السلام بالمنطقة، وهذا السلام سيكون لصالح الأمة الإسلامية.

وفي رده على سؤال ما الذي يمكن أن يقوم به البلدان لمواجهة جاستا، قال عشقي : الولايات المتحدة سوق كبير يربح فيه من يجيد قواعد اللعب ، فالمملكة قوتها واتصالها دائما مع السلطة التنفيذية، وتركيا لها لوبي تركي في أمريكا، والتناغم بين المملكة وتركيا يمكن ان يحقق نجاح كبير.

وأردف: هذا بالأضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لتركيا، كما أن هاتين الدولتين خلفهما العالم الاسلامي بأكمله.

ووجه عشقي انتقادات شديدة لقانون جاستا، مشيرا إلى أنه يستهدف إبتزاز المملكة، وشكك في إنتماء منفذي 11 سبتمبر للسعودية.

Exit mobile version