جريمة حرق عائلة دوابشة تلقي بظلالها.. والتخوف من تكرار جرائم المستوطنين

يستذكر المزارعون في الضفة الغربية جريمة حرق عائلة دوابشة في قرية دوما قضاء نابلس قبل عام، مع اقتراب قطف ثمار الزيتون والتي تبدأ عادة في  بداية شهر أكتوبر الحالي.

هاجس الجريمة يسكن قلوب أصحاب الأراضي القريبة من المستوطنات، والتي أصبحت كابوسا في حياة الفلسطينيين.

المزارع احمد عوض”62عاما ” من قرية كفر لاقف غرب مدينة نابلس، والتي تجاور ارضه المزروعة بأشجار الزيتون المعمرة، يشرح تاثير جريمة دوابشة على نفسيته وعائلته، والتخوف من قيام المستوطنين بالاستفراد بهم في أرضهم أثناء قطف ثمار الزيتون في الأيام القليلة القادمة.

يقول المزارع عوض: “إذا كانت عائلة دوابشه في منزلها آمنة وداخل قرية فيها ما يقارب الألفي مواطن، فكيف بمزارعين يتواجدون داخل أراضيهم لوحدهم بدون وسائل حماية تذكر، وأراضيهم ملاصقة لأسيجة المستوطنات التي أقيمت على أراضيهم بالقوة“.

ويضيف: “الحالة النفسية صعبة، وجرائم المستوطنين أصبحت ذات طابع منظم، وهناك من يدعمهم بشكل كامل“.

معظم أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية تقع في المنطقة المصنفة “ج” حسب تصنيف اتفاقية أوسلو، وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارية لسلطات الاحتلال، والمستوطنات تقع في ذات المنطقة، ومع ذلك يفتقد الفلسطيني في المنطقة الى اية حماية من جيش الاحتلال، الذي يعلن للعالم انه يوفر الحماية لكل من يسكن منطقة “ج” .

النائب التشريعي عن محافظة طولكرم فتحي القرعاوي أكد في حديثه لـ”المجتمع” عن هواجس الخوف لدى المزارعين قائلا: “الفلسطينيون يحتاجون إلى حماية بشكل عام، فالجرائم لا تتوقف بحقهم من الجيش النظامي للدولة العبرية ومن قطعان المستوطنين، والتخوف القائم حقيقي، فالمستوطنات أصبح لها أمن خاص بها، وكل مستوطن يمتلك سلاح فتاك، يستطيع من خلاله ارتكاب جريمة بسرعة فائقة، وجرائم عصابات تدفيع الثمن اكبر دليل على أن المستوطنات أصبحت تشكل دافعا أساسيا لانتهاك حياة الفلسطينيين، وخصوصا في مواسم الزيتون، حيث تتجمع العائلات الفلسطينية في أراضيها لقطف الثمار في عرس فلسطيني بامتياز، إلا أن جرائم المستوطنين لا تتوقف بدعم منظم من دولة الاحتلال“.

مديريات الزراعة في محافظة الضفة الغربية أكملت الاستعدادات لهذا الموسم المهم اقتصاديا لأكثر من 60 % من الفلسطينيين، فمردوده الاقتصادي له تأثير على  تفاصيل حياتهم.

المهندس احمد عيد مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية أكد ان الصعوبات تتكرر في كل عام من قبل الاحتلال، فهناك أراضي تحتاج إلى تصاريح دخول لقربها الشديد  لحدود المستوطنات، إضافة إلى الأراضي المعزولة خلف الجدار وحاجة المزارعين إلى تصاريح دخول مع إضافة عمال جدد لقطف الثمار بسرعة“.

وتابع قائلا: “الخوف والقلق من أهم المعوقات، ففي كل موسم يكون استفراد بالمزارعين من قبل قطعان المستوطنين وسرقة ثمار، والخنازير البرية لها دور يوازي الرعب من المستوطنين، فقطعان الخنازير التي يطلقها الاحتلال تهاجم المزارعين في أوقات الصباح الباكر، وتم توجيه نصائح للمزارعين في كيفية التعامل مع قطعان المستوطنين والخنازير البرية، وهذه معوقات أساسية في موسم قطف ثمار الزيتون“. 

Exit mobile version