الثبات والتحدي.. رسائل مقدسية في “الأضحى” من ساحات الأقصى

توافد الآلاف من أبناء مدينة القدس والداخل المحتل ومن يستطيع من أبناء الضفة الغربية الوصول إلى المسجد الأقصى، لأداء صلاة العيد صباح يوم الإثنين الماضي، وبلغت الأعداد التي شدت الرحال إلى المسجد الأقصى ما يقارب 80 ألف وافد، فكانت صلاة العيد بمثابة المؤتمر الكبير شاركت فيه عائلات الأسرى والشهداء، بينما وقف المبعدون والمبعدات عند أقرب نقطة قريبة على المسجد الأقصى.

منصور العكاري، شقيق الشهيد إبراهيم العكاري، من مخيم شعفاط الذي استشهد في عملية فدائية نفذها بسيارته ودهس مجموعة من “الإسرائيليين” واستشهد على الفور، قال في حديث خاص معه: الشهيد إبراهيم العكاري انتصر للمسجد الأقصى، وللانتهاكات التي تحاك ضد المسجد الأقصى ولحرائر فلسطين، فنحن هنا نجسد رسالة الشهيد بالثبات على أرض المسجد الأقصى، وإن الشهداء رسالتهم محفوظة في قلوبنا، والاحتلال إلى زوال، والاقتحامات للمسجد الأقصى لن تنال منه، وفي عيد الأضحى الذي يحمل رسالة الفداء والتضحية؛ نتذكر جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال، وكيف يتعامل الاحتلال بخبث وببشاعة قذرة مع أجساد الشهداء التي روت دماؤهم ثرى القدس دفاعاً عن المسجد الأقصى.

وأضاف: ما يقوم به الاحتلال في القدس من إجرام منظم يدلل على فشله وتخبطه، وأن سياسته عمياء لن تستمر، وتبقى رسالة الشهداء مستمرة وحاضرة في نفوسنا.

مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، اعتبر الحشود الكبيرة في صلاة العيد داخل المسجد الأقصى بمثابة البيعة على حمايته، منعاً للتهويد والتدنيس، فهذه الجموع جاءت من أجل التأكيد على حماية المسجد الأقصى.

وقال في حديث لـ”المجتمع”: هذه الجموع الكبيرة من كافة أنحاء فلسطين جاءت نصرة للمسجد الأقصى، ورفضاً لكل محاولات التهويد التي أصبحت خطراً حقيقياً على وجود المسجد الأقصى، وهذه الأعداد الكبيرة حملت رسالة التحدي والثبات في وجه كل هذه المحاولات، وعلى الاحتلال أن يفهم هذه الرسالة.

وكان للمبعدين عن المسجد الأقصى كلمتهم في صباح يوم عيد الأضحى المبارك، ولكن من خارج أسوار ساحات المسجد.

المبعدة هنادي الحلواني كان رباطها يوم العيد بالقرب من باب الأسباط وقالت لـ”المجتمع”: هذا العيد الثالث وأنا مبعدة عن المسجد الأقصى بقرار من سلطات الاحتلال، ومع ذلك يتجمع كل مبعد ومبعدة على أبوابه، وفاء للمسجد الأقصى.

وتضيف: كل شيء يهون في سبيل المسجد الأقصى، فالاحتلال عاقبني بالإبعاد والاعتقال والحبس المنزلي والغرامات المالية الباهظة والمنع من السفر وتهديد عائلتي وحرمان من مخصصات التأمين، وكل هذا لم يؤثر على ثباتنا كمبعدات، بل قمنا بتعزيز ميثاق الشرف بين أعضاء القائمة الذهبية التي تضم عشرات المبعدين والمبعدات والاحتلال يطلق عليها القائمة السوداء، ونحن أطلقن عليها القائمة الذهبية.

ولا تغيب رسالة الأسرى من ساحات المسجد الأقصى في عيد الأضحى الذي يحمل رسالة التضحية والفداء، فعائلات الأسرى المقدسيين كانت حاضرة بين الجموع.

رئيس لجنة الأسرى في القدس أمجد أبو عصب، قال في حديث معه: من داخل المسجد الأقصى كانت رسائل المصلين بالدعاء للأسرى بالفرج وكسر القيد والعودة إلى الديار سالمين غانمين، فخطبة العيد والدعاء للأسرى فيها كانت أهم رسالة، ثم دعاء الأمهات والزوجات والأبناء للأسرى كان ظاهراً لكل من تواجد داخل المسجد الأقصى، فالعيد مناسبة تختلط فيها مشاعر الفرح بالحزن داخل عائلات الأسرى، إلا أن عزيمة عائلات الأسرى كانت قوية، وأطلقت رسالة المساندة للأسرى، ودعوتهم للانتصار داخل السجون، وعدم الاستسلام لإجراءات الاحتلال العنصرية.

وأضاف: الاحتلال في أول يوم من أيام عيد الأضحى يغيب 123 طفلاً مقدسياً في السجون، منهم 110 من الذكور و4 فتيات يقبعن في سجن هشارون، و9 أطفال دون سن الـ14 يقبعون داخل مؤسسات الأحداث.

Exit mobile version