اسواق القدس على ابواب عيد الأضحى بلا متسوقين وانعدام القوة الشرائية

اثار الجدار العنصري وسياسة الاحتلال بدت ظاهرة بشكل جلي على اسواق القدس المحتلة على ابواب عيد الأضحى ، فالتجار يشتكون من قلة الزبائن ، وانعدام القوة الشرائية ، والاقتصار على شراء الأغراض الأساسية فقط .

170 الف مقدسي يقطنون داخل الجدار و120 الف عزلهم الجدار خارج مدينة القدس ، تطاردهم بلدية الاحتلال بضرائب باهظة ، جعلتهم يبحثون عن لقمة عيشهم بصعوبة .

التجار في اسواق البلدة القديمة احضروا بضاعتهم بمناسبة عيد الاضحى على امل بيعها ، ولكن حسابات البيدر تختلف عن حسابات الحقل كما يقولون .

الجزار في سوق اللحامين عماد النتشه يقول  في اتصال معه:” تدني أعداد المتسوقين ملفت للنظر ، فمن يزور القدس في هذه الايام لا يمكن ان  يتصور  ان  عيد الاضحى على الابواب ، فالصورة  الميدانية محبطة ، ولا يمكن وصفها  باجواء عيد “.

سوق اللحامين يقع بالقرب من كنيسة القيامة ، ورغم ذلك الحركة فيه لا تكاد تذكر كما يقول الجزار  النتشه ويضيف :” موقع سوق اللحامين استراتيجي ، ومع ذلك  لا حياة فيه كما كانت في السابق “.

تشتهر اسواق البلدة القديمه بشكلها الطولي الذي يمتد مئات الامتار بعرض ضيق لا يتجاوز الثلاثة امتار ، وانتشار المحلات على جانبيه ، ورغم ضيق  عرض السوق ، الا ان الحركة فيه سهلة ،ما يشير الى قلة من يرتاده ، كما يقول صاحب محل القدس للمثلاجات التاجر زياد الحموري ويضيف:” هذا السوق في العيد يجب ان تكون فيه الحركة صعبة للغاية ، من كثرة المتسوقين ، ونتيجة غياب المتسوقين بشكل شبه كامل ، ترى سهولة الحركة فيه ، ودوريات جنود الاحتلال فيه اكثر من المتسوقين “.

مدير عام  الغرفة التجارية في مدينة القدس فادي الهدمي يقول في تصريح خاص لـ المجتمع:” الوضع الاقتصادي في مدينة القدس يمكن وصفه بالمنكوب ، فالاحتلال خنق اسواقها بالاجراءات الداخلية والخارجية ، فمن الداخل حرب على المحلات التجارية على مدار الساعة وملاحقة ضريبية ساخنة واجراءات لا تطاق ، ومن الخارج عزل الجدار القدس كاملة ، واصبحت بلا متسوقين من الخارج ، فهناك تجفيف منابع للحالة الاقتصادية في القدس ، واصبحت اسواقها خالية من الحياة “.

 وعن استهداف الاحتلال لاقتصاد المقدسيين قال المحلل السياسي ناصر الهدمي لـ المجتمع:” الاحتلال يحاول جاهدا جعل القدس طارده للمقدسيين ، والرحيل عنها ، والكثير من التجار المقدسيين عندما فقدوا القوة الشرائية للمتسوقين ، اضطروا للرحيل الى مدينة رام الله وضواحي مدينة القدس مثل الرام  والعيزرية وابو ديس ،فالرحيل كان حلا لهذه الحالة الكارثية ، بينما التاجر اليهودي يعطى كل التسهيلات كي ينجح في تجارته بعكس التاجر المقدسي المستهدف “.

واضاف :” لم تعد المواسم مثل عيد الاضحى وغيرها من المناسبات ، محطات دعم لاقتصاد المدينة ، بفعل  ما تقوم به المؤسسة الاسرائيلية في القدس فالبلدية توظف  كل شيء لمحاربة التجار لمقدسيين وهذا ما تفاخر به مؤخرا رئيس بلدية القدس العنصري نير بركات “.  

Exit mobile version