“نيويورك تايمز”: مسلمو أمريكا يعانون مضايقات لا حد لها

يعاني المسلمون في الولايات المتحدة حاليا من المضايقات أكثر من أي وقت مضى حتى مقارنة بالفترة التي أعقبت هجمات الـ11 من سبتمبر مباشرة، وأصبح التركيز على المسلمين جزءا من أزمة هوية واسعة تشمل العرق والدين والميول الجنسية.

ورد ذلك في تقرير نشرته “نيويورك تايمز” بعنوان “الأميركيون المسلمون وسياسة التفرقة” وحاول الإجابة عما يجب أن يفعله المسلم حتى يتم تصنيفه مسلما جيدا.

وذكر التقرير أنه وقبل الـ11 من سبتمبر كانت التعليقات المهينة توجه ضد المسلمين من وقت لآخر، وظلوا بعده يتعرضون للعن والحركات البذيئة، خاصة النساء، لكن خلال العام الماضي وعندما بدأ نجم المرشح الجمهوري دونالد ترامب يصعد أصبح الأمر أسوأ من أي وقت سابق، فبعض المرضى غير المسلمين أصبحوا يرفضون تقديم الأطباء المسلمين الخدمة لهم، والطلاب في الجامعات يهينون أساتذتهم المسلمين، والأطفال المسلمون يتعرضون للتخويف والاستفزاز.

الخطبة النارية

وعندما قدم الباكستاني خضر خان خطبته النارية أمام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الشهر الماضي في فيلادلفيا ضد ترامب -والذي وصف فيه مقتل ابنه في الحرب بالعراق 2004- ارتج المشهد السياسي بأميركا، وبعد رد قبيح من ترامب على خطبة خان بدأ ترامب يخسر شعبيته تدريجيا ولا يزال يكافح لاستعادتها.

ومع ذلك، فإن الطريقة التي تم الاحتفاء فيها بخطبة خان في وسائل الإعلام أثارت جدلا وسط المسلمين بشأن ما يجب أن يقوموا به حتى يصبحوا في نظر الآخرين “مواطنين جيدين”، و”هل لا بد من فقدان أحد الأبناء بحروب أميركا في الخارج حتى يثبت المسلم أنه مواطن جيد“.

وقالت الصحيفة: إن بعض المسلمين يقولون إنه ليس من العدل أن ينظر إليهم بمعيار العداء أو التأييد “للإرهاب” أو معارضة أو تأييد سياسة أميركا الخارجية.

سلطة أخلاقية

وقالت داليا مجاهد المستشارة السابقة بشأن قضايا الأديان للرئيس الأميركي باراك أوباما: إن خان يتمتع بسلطة أخلاقية بمقتل ابنه ليتحدى ترامب، لكن ذلك يدخل الناس في دائرة تمجيد الخدمة العسكرية أو عدم المبالاة إزاء الحروب الظالمة.

وأشارت مجاهد إلى مشكلة قديمة وسط المسلمين في أميركا، فكثيرون منهم يعارضون سياسات أميركا تجاه الدول الإسلامية مثل أفغانستان وباكستان، لكنهم يشعرون بأن قدرتهم على المعارضة العلنية والمفتوحة لهذه السياسات لا تمكنهم من الوقوف في وجه السياسيين ووسائل الإعلام التي تساوي بين الإسلام و”الإرهاب”، بالإضافة إلى خوفهم من الاتهام بأنهم طابور خامس.

Exit mobile version