“نوفيل أبسارفاتور”: ما سرّ دفع أمريكا 400 مليون دولار نقداً لإيران؟

أثار الإجراء الغريب الذي اتخذته أمريكا بدفعها مبلغاً يقدر بحوالي 400 مليون دولار مقابل إطلاق سراح أربعة رهائن محتجزين في إيران جدلاً واسعاً في الشارع الأمريكي خاصة وأنه تزامن مع الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون.

وقد ظلت عملية الدفع سرية وبعيدة عن مرأى الإعلام عدة أشهر إلى أن كشفتها صحيفة “وول ستريت جوورنال” يوم الأربعاء 3 أغسطس إثر مقال نشرته.

وقد اعترفت السلطات الأمريكية بإرسال المال، لكنها أنكرت أي تورط في دفع فدية، وقد شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر، على أن دفع فدية مقابل رهائن يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة.

وقد ادعى الجانب الأمريكي أن هذا المبلغ دفع لسدّ دينها مع إيران منذ الثورة الإسلامية سنة 1979م، على الرغم من أن العلاقات الدبلوماسية الإيرانية الأمريكية قد قُطعت منذ سنة 1980م واستأنفت بعد الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ومن جهته، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في يناير 2016م، أي بعد تنفيذ الاتفاق النووي، عن رغبته في تسديد الدين الإيراني المذكور، وقد أكدت محكمة لاهاي، وجود هذا الدين المتخلد بذمة الإدارة الأمريكية والذي تبلغ قيمته 400 مليون دولار و1.3 مليار دولار من الفائدة.

ويرجع هذا المبلغ إلى صفقة الأسلحة التي تمّ إبرامها بين الولايات المتحدة والشاه محمد رضا بهلوي؛ فعندما قامت الثورة الإسلامية، لم تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بهذا العقد المبرم قبل قيام الثورة.

ورداً على تساؤلات الصحيفة حول الأسباب التي جعلت الجانب الأمريكي يدفع هذا المبلغ نقداً؟ أجاب المتحدث باسم الجيش الأمريكي: إن إيران كانت ومازالت لا تريد مواكبة النظام المالي الدولي.

ومع ذلك، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن الأمر ليس بسيطاً لهذه الدرجة، وحتى نفهم حيثيات الموضوع يجب علينا أن نعود إلى بداية هذه السنة، فبعد أن وقعت إيران على الاتفاق النووي التاريخي يوم 16 يناير، والذي جاء مرفقاً برفع العقوبات الدولية المفروضة على البلاد، أعلنت الولايات المتحدة تبادل السجناء بين البلدين؛ أربعة صحفيين إيرانيين أمريكيين مقابل سبعة معتقلين إيرانيين على الأراضي الأمريكية.

ووفقاً لمصادر “وول ستريت جورنال”، ففي اليوم التالي، أي يوم 17 يناير 2016م، تمّ إطلاق سراح سجناء الأربعة الأمريكيين، وفي المقابل، أفرجت السلطات الأمريكية عن سبعة مواطنين إيرانيين ورفضت تسليم 14 آخرين، ووفقاً لمصادر إيرانية، فقد تزامن وصول هذه الأموال مع يوم عودة الرهائن مما جعل هذه المصادفة تبدو مثيرة للقلق والريبة.

وقد اعتبرت هذه الفضيحة الموجهة للحزب الديمقراطي ضربة موجعة له خلال هذه الحملة الانتخابية لأنه لطالما عارض بشدة المعسكر الجمهوري على التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، كما أنه خلال الآونة الأخيرة، وُجّهت عديد الاتهامات للمسؤولين الأمريكيين ولإدارة أوباما من بينها المشاركة في التوسع العسكري الإيراني.

وقد قرر أيضاً أعضاء الكونجرس في أعقاب هذه الفضيحة إعداد مشروع قانون يهدف إلى منع إدارة أوباما من إجراء المزيد من التحويلات النقدية إلى إيران، كما لم يتوان المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، عن استغلال هذه الفرصة لمهاجمة خصمه هيلاري كلينتون التي قد تركت منصب وزيرة الخارجية الأمريكية منذ سنة 2013م.

المصدر:

http://tempsreel.nouvelobs.com/monde/20160804.OBS5806/etats-unis-iran-un-mysterieux-versement-de-400-millions-en-liquide.html

Exit mobile version