خبراء ومحللون: تركيا ستكون أكثر دعما للقضية الفلسطينية بعد فشل الانقلاب

أكد العديد من الخبراء والمحللين السياسيين أن تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ستكون أقوى وأكثر دعما للقضية الفلسطينية من ذي قبل خاصة بعد أن أظهر الشعب دعمه للنظام.

جاء ذلك خلال ندوة عقدها مجلس العلاقات الدولية في غزة بعنوان “التطورات الأخيرة في تركيا وتداعياتها على القضية الفلسطينية”، والتي استضاف فيها عبر السكايب -من إسطنبول- الخبير في الشأن التركي م. معين نعيم، ومن غزة المختص في الشأن التركي م. أنور عطا الله، وحضرها لفيف من المثقفين والمتابعين للشأن التركي.

وفي كلمة مجلس العلاقات الدولية، أكد رئيس المجلس د. باسم نعيم على اهتمام مجلس العلاقات الدولية بمتابعة الأحداث السياسية الخارجية والداخلية المؤثرة على القضية الفلسطينية، وعقد الندوات وورش العمل بخصوصها، إضافة إلى إصدار المجلس لعدد من “تقديرات الموقف” والبيانات بشأنها، وأشار د. نعيم إلى ضرورة فهم المثقف الفلسطيني لما يحدث في الساحة التركية لعمق ومتانة العلاقات الفلسطينية التركية وانعكاسها على القضية الفلسطينية.

وتحدث في بداية الندوة الخبير في الشأن التركي م. معين نعيم والمقيم في تركيا، عن نشأة جماعة فتح الله غولن، وكيف أنها اتخذت في بداياتها وجها خيريا وصوفيا، حتى تمكنت من إنشاء تنظيم موازي داخل الدولة التركية، وظهرت خطورتها عندما بدأت بالتماهي مع متطلبات الجهات الغربية وخاصة الاستخباراتية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة.

كما لم ينف م. نعيم وجود تحالف بين حزب العدالة والتنمية، وجماعة فتح الله غولن في بداية وصول الأول إلى سدة الحكم، على قاعدة مواجهة التيارات العلمانية في الدولة، وقال: “لم نكن نتوقع انقلابا بالمطلق”، مشيرا إلى وجود سوء تقدير استخباراتي لحجم المؤامرة على الدولة من هذه الجماعة، مفسرا إسراع جماعة غولن في القيام بالانقلاب، لشعورهم بخطورة خطوات التصالح التركية مع الجوار، وعلمهم بوجود قرارات اعتقال واسعة في صفوف الجماعة.

ثم تعرض م. نعيم بالتفصيل لخطوات الدولة التركية والتي وصفها بـ “الخطوات الجريئة”، لتوزيع مصادر القوة داخل الدولة، وتطهير أجهزتها من التنظيم الموازي، مؤكدا أن ذلك ليس بالأمر السهل، ولكنه “الممر الإجباري الذي على تركيا سلكه لإنقاذ مستقبلها“.

وفي إطار إجابته على بعض الأسئلة من الحضور أكد م. نعيم على موقف المعارضة التركية بكافة أطيافها؛ حيث وقفت منذ اللحظة الأولى ضد الانقلاب لما تعلمه من خطورته على الدولة التركية، وقال: “إن الجيش رغم تحفظه على بعض الإجراءات إلا أنه يدعم هذه الخطوات التي من شأنها أن تعزز مهنيته وحياديته السياسية” بعد أن تزعزت قدسيته في نفوس الشعب التركي عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.

وفي إجابته على سؤال كيف ستتأثر القضية الفلسطينية بسياسات تركيا الخارجية، أجاب م. نعيم “إن تركيا ستكون أكثر قوة وأكثر دعما لفلسطين وشعبها وقضيته العادلة”، الأمر الذي وافقه فيه المختص في الشأن التركي م. أنور عطا الله، مشددا أن تركيا بعد يوليو 2016 غير ما قبله، وقال: “سيكون لتركيا احتراما أكبر لدى إسرائيل وأوروبا وأمريكا، لأن الشعب وقف مع قيادته ضد الانقلاب للحفاظ على مكتسبات التجربة النهضوية التركية”، مؤكدا أن تركيا من الآن وصاعدا ستكون أكثر دعما للقضية الفلسطينية وأكثر قوة في التعامل مع “إسرائيل“.

وأشار م. عطا الله إلى أنه أجرى عددا من الاتصالات مع رجالات الدولة التركية المعنيين في الشأن الفلسطيني، وأكدوا لهم على امتنانهم للشعب الفلسطيني على وقفته المناهضة للانقلاب والمساندة لتركيا، كما نقل على لسانهم “استمرار دعم الدولة التركية بكافة مستوياتها للقضية الفلسطينية” كما توقع عطا الله أن تلعب تركيا في المستقبل دور الوسيط سواء بين الفرقاء الفلسطينيين أو بين الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي”.

 

Exit mobile version