الغزو العراقي.. دروس وعبر

تصادف اليوم الذكرى السادسة والعشرون للغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت.

وقدر رفع شعار “لن ننسى”، في إشارة للمآسي الكبيرة التي تعرض لها الشعب الكويتي، والذي ضرب أروع الأمثلة في الصمود والتحدي في وجه الجيش العراقي الذي كان يقدر في ذلك اليوم بالمليون جندي، وما سمي حينها بالجيش الشعبي والحرس الجمهوري وجموع من اللصوص.

نحن هنا لا نذكر الغزو فقط للتاريخ، وإنما هناك دروس وعبر يجب أن نستفيد منها في ذكرى الغزو العراقي الغاشم، ومنها:

الوحدة الوطنية: فالجيش العراقي عندما غزا الكويت لم يفرق بين أي مواطن، كان الهدف لديه مسمى “المواطن الكويتي فقط”، وكان كل أبناء الشعب الكويتي مستهدفاً، وآلة القتل العراقية لم تفرق بين أي مواطن، فقد استشهد على سبيل المثال يوسف خاطر، ومبارك النوت، وقشيعان المطيري، وأحمد قبازرد، والشيخ فهد الأحمد الصباح، وعندما ننظر في الأسماء نراها من كل أطياف المجتمع الكويتي؛ لذا نحن أحوج ما نكون إلى الوحدة الوطنية الحقيقية التي ليست كلمة تقال، وإنما هي أفعال وأعمال تمارس على مستوى الدولة؛ من خلال دمج أبناء المجتمع الواحد مع بعضهم بعضاً، وأن نبتعد عن التشكيك في مواطنة أي فئة في المجتمع، وأن يكون شعارنا القادم “الكويت ليست مكاناً للنقاش”، وكذلك من خلال دمج أبناء الكويت في كل الوظائف والمسؤوليات إلا من حكمت المحكمة بما يمنع هذا الإنسان من تولي المسؤولية العامة، ويجب ألا يخون من يحمل الفكر الإصلاحي والمصلحين؛ لأنهم لا يريدون إلا مصلحة الكويت.

العمق الخليجي هو أساس الدفاع الأول: في أول أيام الغزو وعندما خرج الكثير من الكويتيين من الكويت استقبلهم إخوانهم في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون بقلوبهم قبل بيوتهم، وكأن الكويتيين في بلادهم وليسوا غرباء، ومازلنا نذكر خطاب الملك فهد، ملك المملكة العربية السعودية في أيام الغزو، “إما أن ترجع الكويت أو تذهب الكويت والسعودية معاً”، وسوف تظل هذه الكلمات في وجدان وعقل كل كويتي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكذلك باقي دول مجلس التعاون الخليجي، فقد كان لهم نفس هذا القرار، وقد تحملت المملكة العربية والبحرين وباقي دول المجلس الخطر لأجل الكويت، ولكن نرى في هذه الأيام من ينكر هذا الفضل، بل “يهاجم” أحدهم السعودية والبحرين بأبشع الألفاظ وهو لا يعي أن الخليج لو “حجة جايجها” ما لنا إلا الله ثم هم.

بناء الإنسان الكويتي هو الأهم: الشعب الكويتي هو خط الدفاع الأول عن البلد، ويجب الاعتناء بالشعب الكويتي من خلال إيجاد النظام المتقدم من الصحة والتعليم وكل وسائل البناء للمواطن.

صدقة السر تطفئ غضب الرب: من قديم الزمان والشعب الكويتي متأصل فيه العمل الخيري، فكلنا قد قرأ عن أهل الكويت الأولين، وكيف كانوا يتنافسون على عمل الخير وهم لا يملكون، ولما أفاء الله على الكويت بنعمة النفط أصبح العمل الخيري الكويتي عملاً مؤسسياً ترعاه الدولة، وقد أنشئت الجمعيات الخيرية منذ الستينيات، مثل جمعية الإرشاد في عام 1961م والتي تحولت إلى جمعية الإصلاح الاجتماعي عام 1963م، وكذلك جمعية إحياء التراث الإسلامي، وجمعية النجاة الخيرية، وجمعية الرحمة العالمية، والكثير من الجمعيات الخيرية الكثيرة، وقد توجت الكويت من الأمم المتحدة بمسمى “مركز العمل الإنساني في العالم”، وتوج صاحب السمو أمير البلاد بـ”قائد العمل الإنساني في العالم”.

ويذكر الشيخ عبدالرحمن السميط رحمه الله أن الفقراء في أفريقيا كانوا يجتمعون في مدنهم ويدعون الله تعالى أن يعيد الكويت لأهلها.

إننا ككويتيين يجب ألا ننسى الغزو، ويجب أن نستلهم الدروس والعبر من ذلك الغزو.

Exit mobile version