صدمة في الإعلام المصري بعد فشل الانقلاب في تركيا

سادت أجواء من الصدمة الأوساط الإعلامية المصرية المؤيدة لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا؛ ففي سقطة مهنية فادحة أصرّت الصحف على الاحتفاء بـ “الإطاحة بنظام أردوغان” رغم فشل الانقلاب.

وصدرت أعداد صحف رسمية؛ منها “الأهرام” بمانشيت “الجيش التركي يطيح بإردوغان”، وفور بث التلفزيون التركي الرسمي لبيان الانقلاب الذي قادته مجموعة من ضباط الجيش، انبرت فضائيات مصرية خاصة وحكومية في التعليق على الأحداث التي تشهدها الساحة التركية، وبث أخبار ما كان من الوقت إلا القليل حتى ثبت عدم صحتها؛ من قبيل “مظاهرات في إسطنبول مؤيدة للجيش وهتافات معادية لأردوغان”، و”أردوغان يهرب لألمانيا ويطلب وساطة دولة كبري لمنحه خروجاً آمنا له ولأسرته”، و”أردوغان يهدد شعبه بحمامات دماء ليستعيد حكمه”.

وشارك في هذه التغطية المنحازة قنوات “سي بي سي” و”القاهرة والناس” و”صوت البلد” و”النهار” وغيرها، ولوحظ لاحقاً من متابعة الإعلام المصري تعليقاً على أحداث تركيا تغير اللهجة بعد فشل الانقلاب، والانتقال إلى خط “دعم إرادة الشعب”.

وربط نجوم برامج “التوك شو” بين المحاولة الانقلابية في تركيا والانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي؛ فنشروا عبر الفضائيات وعلى حسابتهم في مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات ساخرة من الرئيسين المنتخبين وجماعة “الإخوان المسلمين”.

وظهر الإعلامي أحمد موسى المقرب من النظام الحاكم في مصر، يقول مهللاً: “إن أردوغان أنفق ملايين الدولارات على التنظيمات الإرهابية، والجيش التركي تحرك في الوقت المناسب لإعادة تركيا لسابق عهدها وأن ما حدث ثورة وليس انقلاب”.

وأضاف موسى، خلال تقديمه برنامج “على مسئوليتي” على فضائية “صدى البلد”، مساء الجمعة، “أردوغان يجب عليه تعلم درس وهو معرفة الفرق بين الانقلاب في تركيا والثورة في مصر، وأنه حاول كثيراً الترويج أن ما حدث في 30 يونيو هو انقلاب في مصر”.

ومع توالي الأخبار عن فشل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، بدأ الإعلامي المقرّب من السلطات في مصر بث أخبار مغلوطة، من قبيل أن الانقلابيين لا يزالون يقاتلون وأن أردوغان مختفي ما يدل على نجاح الانقلاب.

وعلى صعيد آخر قال الإعلامي خالد منتصر: ” عدلي منصور معروض عليه عقد احتراف بمبلغ خرافي في إسطنبول”.

وعلى طريقة الأمثال الشعبية قال المحامي خالد أبو بكر: “اللهم لا شماته.. بس اللي ييجي علي مصر ما يكسبش.. الله يحفظك يا بلدي ويحفظ شعبك وجيشه.. أردوغان على صفيح ساخن”.

وتابع: ” اللي ييجي علي مصر ما يكسبش عاشت بلادي.. تحيا مصر”.

بينما وصفه الإعلامي يوسف الحسيني بالطاغية: “العالم الغربي سيستقبل خلع الطاغية أردوغان بهدوء و ربما بشيء من الترحاب نظرًا لمعاناتهم من إرهاب التيارات الإسلامية”.

وتابع: “ستستخدم هذه المصطلحات دوليًا لتوصيف ما حدث في تركيا: نقل السلطة، استعادة الشرعية الدستورية، خلع أردوغان، خلع الطاغية، إسقاط أردوغان”.

ورأى الإعلامي مجدي الجلاد أن سقوط أردوغان أمر متوقع:”هذه نهايتك يا أردوغان.. يوم أسود في تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية.. انقلاب تركيا”.

وسخر الشيخ مظهر شاهين: “انقلاب انقلاب في تركيا.. شالوم أردوغان”.

وطالب النائب البرلماني مصطفى بكري بمحاكمة أردوغان دوليًا: “تركيا مهدده بحرب أهليه – تركيا ستدفع ثمن تآمرها علي مصر وعلي سورية والعراق وليبيا، إذا نجح الانقلاب فاعلم أن أردوغان سيلحق بمصير محمد مرسي”.

وتابع: “أردوغان حاول أن يكرر سيناريو الإخوان في مصر – سلطات ديكتاتورية – الجماعة محل الدولة – تعديل الدستور بحيث يأتي وفقًا لرغباته”.

وواصل: “ذهب أردوغان وبقي بشار ، سبحان مغير الأحوال ، النصر للجيش العربي السوري ، عاشت سورية العربية، وعاش الشعب السوري العظيم، أردوغان يجب أن يحاكم كمجرم حرب”.

وعلى صعيد الصحف، فقد رحبّت صحف مقربة من السلطة كـ “اليوم السابع” و”فيتو” و”الوطن” وغيرها بمحاولة الانقلاب في تركيا، وأفردت مساحة لتحليلات العسكريين السابقين والصحفيين الرافضين لحكم أردوغان أبدوا فيه شماته واضحة بالانقلاب وأسموه “ثورة”.

واعتمدت العديد من الصحف المصرية والمواقع الإخبارية المصرية على نقل ما يجري في تركيا نقلاً عن قناة “سكاي نيوز” العربية التي تمولها الإمارات، وخاصة تأكيد القناة طلب أردوغان اللجوء السياسي لألمانيا في الوقت الذي كان الرئيس التركي يحاول الوصول للمطار لوأد الانقلاب.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة في الجيش، تتبع لـ”منظمة الكيان الموازي” الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.

Exit mobile version