د. حسن خاطر: الاحتلال يقرع طبول الحرب على الشعب الفلسطيني

لم تعد الاقتحامات تقتصر على متطرفين أو متدينين يهود.. وإنما أصبحت تشمل كافة مكونات المجتمع الصهيوني في رسالة واضحة بأن استهداف المسجد الأقصى أصبح يحظى بشبه إجماع.

يتعرض المسجد الأقصى المبارك في هذه الآونة، وتحديداً منذ بداية شهر رمضان المبارك، إلى مزيد من الهيمنة والسيطرة من قبل قوات الاحتلال بهدف تحويله إلى شأن صهيوني، ولم يعد قادة الاحتلال يتعاملون مع المسجد على أنه مكان سياحي بل مقدس لليهود؛ وهو ما يشكل تصعيداً خطيراً وحرباً غير معلنة.

وقد ضاعفت شرطة الاحتلال من أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد منذ بداية شهر رمضان الماضي، حيث تقوم برعاية وحماية مئات المستوطنين الذين يقتحمون يومياً المسجد الأقصى، ويمارسون كافة أشكال العنصرية والتحريض واستفزاز مشاعر المسلمين بأداء طقوس دينية.

ولم تعد الاقتحامات تقتصر على متطرفين أو متدينين يهود، وإنما أصبحت تشمل كافة مكونات المجتمع الصهيوني من كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية وطلبة المدارس والجامعات ونقابيين، وفي ذلك رسالة واضحة بأن استهداف المسجد الأقصى أصبح يحظى بشبه إجماع في المجتمع الصهيوني.

واعتبر د. حسن خاطر، رئيس مركز القدس الدولي، في حديث خاص لـ «المجتمع»، اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك محاولة صهيونية لاختراق آخر معقل في الأقصى، وهو شهر رمضان الذي ما زال يشكل حصانة للمسجد وعمقاً له كل عام.

دوريات شرطية

وأضاف أن الاحتلال يحاول الآن اختراق هذا المعقل والحصن، وسعى إلى تحويل شهر رمضان كباقي الشهور التي تستمر فيها الانتهاكات، بل على العكس يحاول تطوير هذه الانتهاكات بشكل خطير جداً من خلال محاولاته في تسيير دوريات شرطية في داخل الأقصى، وكأنه يريد أن يلغي مسجدية المسجد الأقصى وتحويله إلى مجرد مكان عام أو حدائق عامة أو ساحات يمكن لشرطة الاحتلال أن تتجول فيها كمهمات أمنية في الظروف العادية وغير العادية، هذا أمر مخيف ومفزع بالنسبة لمسلسل العدوان على الأقصى.

وأشار إلى أن الاحتلال تمكّن على مستوى مؤسسات الدولة، أن يصبح المسجد الأقصى حاضراً باستمرار على طاولة رئيس الحكومة والكنيست والشخصيات السياسية والدينية، وكأن المسجد أصبح شأناً صهيونياً وسيادياً لدولة الاحتلال من خلال لجنة الآداب في الكنيست الصهيوني التي تدرس رفع الحظر عن أعضاء الكنيست اليهود في الوصول إلى المسجد الأقصى؛ مما يمهد إلى تصاعد حدة الأوضاع في المدينة المقدسة.

وأكد خاطر أن هناك تطوراً خطيراً في علاقة اليهود والمستوطنين بالأقصى، بحيث أصبحت تتميز هذه الاقتحامات وهم حفاة بلباس التوراة، ويتم ذلك برعاية وإشراف وتوجيه دولة الاحتلال، وبموازاة هذه الاقتحامات تقوم شرطة الاحتلال من جانب آخر بالحد من تواجد المواطنين في الأقصى، سواء من خلال الاعتقالات أو الإبعادات، أو منع المصلين من دخول المسجد، ووضع الحواجز الحديدية على مداخل المسجد والطرق المؤدية إليه، إضافة إلى تحويل البلدة القديمة، وخاصة منذ بداية شهر رمضان إلى شبه ثكنة عسكرية، ففي كل زاوية ومكان هناك مجموعة من جنود الاحتلال يقفون خلف المتاريس الحديدية متأهبين للانقضاض على المصلين في أي لحظة.

أجواء مرعبة

وقال: إن الاحتلال يحاول أن يفرض أجواء عسكرية مرعبة ليس على الأقصى فقط، وإنما على كل مدينة القدس، بهدف إبعاد الفلسطينيين عن المدينة المقدسة وتخويفهم من الوصول إليها، ونشر الرعب في صفوف المصلين والأطفال والنساء، ولكنه لم ينجح في تحقيق أهدافه بهذه السهولة، فهو يعمل بشكل كبير وخطير، ووصل إلى مستويات لم يعد بالإمكان – في تقديري – السكوت أو المجاملة في الحديث عنها.

تطرف «ليبرمان»:

وتتزامن هذه التطورات في القدس والأقصى مع تعيين المتطرف «أفيجدور ليبرمان» وزيراً لجيش الاحتلال، وهو ما اعتبره د. خاطر أن الأمور تتجه نحو التصعيد، وأن دولة الاحتلال تقرع طبول الحرب على الشعب الفلسطيني بشكل منظم وممنهج، خاصة أن شخصية بحجم هذا التطرف تسند إليها حقيبة جيش الاحتلال الأداة الخطرة في العدوان على الفلسطينيين والمقدسات والقدس وعلى كل ما هو عربي في هذه البلاد، وهي بمثابة إعلان حرب عسكرية، وسنرى في الأيام القادمة ترجمات لوجود مثل هذه الشخصية المتطرفة على رأس الجيش العدواني.

وقال خاطر: إن القيادة الصهيونية اليوم تدفع الأمور باتجاه الحرب على الشعب الفلسطيني، وفي اتجاه وأد ما تبقى من «العملية السياسية» والقضاء على آثار السلام المتبقية من الاتفاقيات السابقة إذا تبقى منها شيء لفتح صفحة جديدة تتميز بالمزيد من العدوان ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني والتوجه باتجاه الحل العسكري وليس الحل السياسي.

وأشار إلى أن هذا الموضوع أصبح يمتلك مقومات على الأرض، وليس مجرد أطروحات نظرية ولا برنامج سياسي يتم طرحه أمام وسائل الإعلام أو الناخبين، وإنما ترجمة فعلية في هذا الاتجاه والشروع في التنفيذ بشكل واضح.

Exit mobile version