خبير ألماني: “الأزمات السياسية والتوترات الطائفية تربة خصبة لداعش”

 

أجرى موقع دوتشيه فليه الألماني حواراً مع الدكتور فيليب هولتمن الباحث في شؤون الشرق الأوسط والخبير في الشؤون الأمنية حول دلالات الهجوم الإرهابي في بغداد وما يشير له هذا الحدث من دلالات على ضعف التنظيم أم إلى قوته؟ وما هي الإستراتيجية القتالية، التي بدأ التنظيم بانتهاجها مؤخراً؟ ولماذا لم يُهزم داعش بعد؟ وما هي المناطق التي قد تشكل قواعد خلفية ل”داعش”؟.

وقال فيليبب هولتمن أعتقد أن هذا الهجوم والهجمات التي نفذت نسبياً بنجاح، في الشهور الأخيرة، على عدة عواصم شرق أوسطية وفي أوروبا أيضاً، لا تشير إلى ضعف تنظيم “الدولة الإسلامية”. الهجمات تشير إلى إستراتيجية مزدوجة للتنظيم: القيام بحرب العصابات وبالهجمات الإرهابية أيضا. هذا الأسلوب يشكل مزيجا من إستراتيجية القاعدة القديمة وقد تم تطويره للحروب الحديثة.

مضيفاً أن التنظيم وقع تحت ضغط بعد خسارته للفلوجة، وبالنظر أيضا لما قاله رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أنه ينوي تطبيق تصوره الجديد للأمن وتشديد المراقبة. غير أني لا أصف الهجمات بعملية الهروب إلى الأمام. التنظيم مثل جسم عضوي دائم التحول ويتكيف مع المعطيات المستجدة نتيجة القتال ضده ومطاردته وتضييق الخناق عليه. والهجمات الأخيرة في العراق واسطنبول وأوروبا وكل الاستراتيجيات الإرهابية تدل بكل تأكيد على قدرة التنظيم على التكيف.

وفي معرض رده على سؤال مدى استفادة التنظيم من الأزمة السياسية المستمرة في البلاد والتوترات الطائفية؟

قال فيليب الأزمة السياسية المستمرة والتوترات الطائفية هما أفضل تربة خصبة للتنظيم. لا يحلم التنظيم بأفضل من هذه التربة الخصبة، وخصوصا التوترات والصراعات الطائفية، والتي تسهل للتنظيم وضع قدمه من جديد. ومن ثم صب الزيت على النار.

بينما كان رده على سؤال لماذا لم يُهزم “داعش” بعد؟ بالقول من السهل رؤية الأسباب: من حيث المبدأ تقوم السياسية الأمنية للغرب على معالجة العوارض وليس على معالجة الأسباب. وحيث أن نفوذ الغرب في العراق لم يؤد إلى الأمن، بل ترك خلفه نظاما فاسدا محطما، وظروفا أكثر سوء مما كان عليه الوضع من قبل. مع وجود مثل هذه التربة الخصبة لا يمكن هزيمة داعش. نحتاج لإستراتيجية أكثر ذكاءً وأكثر ديمقراطيةً لمواجهة ذلك.

وأوصى الباحث والخبير في الشؤون الأمينة بشأن القضاء على داش بتأكيده على وجوب العمل على دعم الناس في مناطق التنظيم في الشرق الأوسط، وبشكل فعلي، بكل الإمكانيات لبناء الديمقراطية، كيفما كان الثمن. ويجب ألا تكون ديمقراطية صورية. يجب أن ننزع الجذور الإيديولوجية ل”داعش” عن طريق التوعية واستثمار الأموال لدحض إيديولوجية التنظيم. ويتعين علينا توضيح الصورة الحقيقة للتنظيم للشباب، حتى لا يقودهم ذلك إلى الانخراط في الحرب الأهلية.

Exit mobile version