إثر قيام إدارة جامعة برلين التقنية بإغلاق مصلى الجامعة والصالة الرياضية المخصصة لأداء صلاة الجمعة؛ يواصل الطلاب المسلمون تحديهم لقرار الإدارة من خلال الاستمرار في أداء الصلوات الخمس بممرات الجامعة إضافة للتجمع الأسبوعي في حديقة الجامعة لأداء صلاة الجمعة وذلك بعد حصولهم على تصاريح أسبوعية من الشرطة بذلك حيث تقوم بحراستهم..
حول الأزمة المستمرة بين الطلاب المسلمين ومدير الجامعة؛ أجرت “المجتمع” هذا الحوار الخاص مع “إياد الشرفا”، عضو لجنة العمل الطلابية المكلفة بالتفاوض لاستعادة غرفة الصلاة وصلاة الجمعة في جامعة برلين التقنية، وهو كذلك أحد خريجي الجامعة..
ـ كيف بدأت المشكلة؟
في بداية مارس للعام الجاري 2016م، “تفاجأ الطلاب المسلمون في جامعة برلين التقنية، بورقة مكتوبة باللغات الألمانية والعربية والإنجليزية معلقة على باب غرفة الصلاة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها عشرة أمتار مربعة، “غرفة الصلاة سيتم اغلاقها في منتصف مارس”.
وقد ظن الطلاب في بداية الأمر أن هناك أمراً ملتبساً؛ فكيف يتم اغلاق غرقة الصلاة الوحيدة التي يتقاسمها الطلاب المسلمون مع الطالبات المسلمات زمانياً ومكانياً حسب جدول معلق داخل الغرفة.
نفس الإعلان وجد معلقاً على باب قاعة الجمباز التي تمنح أسبوعياً ساعتين من الزمن لإقامة وأداء صلاة الجمعة، وهو ما دفع الطلاب للتواصل مع المسئولين الذين أكدوا لهم صحة البيان المعلق، وعندما سألوا عن السبب قالوا بأن حيادية الجامعة الدينية تجبرهم على اتخاذ مثال هذا القرار.
تم على الفور تكوين اللجنة الطلابية لاستعادة الصلاة في جامعة برلين التقنية, التي قامت بجمع أكثر من ألف توقيع من الطلاب الرافضين لإغلاق غرفة الصلاة ومنع أقامة صلاة الجمعة في قاعة الجمباز.
ونحن نقدر عدد الطلاب المسلمين بالجامعة ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف طالب وطالبة.
ـ ما هو الوضع القانوني الرسمي للمصلى في الجامعة؟
تاريخياً فإن غرفة الصلاة وصلاة الجمعة “موجودة في الجامعة منذ 60 عاماً ولم تتأثر بالتغييرات والتجاذبات السياسية والفكرية لأن القانون الألماني ينص في المادة الثالثة والرابعة على حرية أداء الشعائر الدينية، ومن يعمل على التضييق على المتعبدين يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
إذن كيف تفسرون هذا التصلب من قبل إدارة الجامعة؟
إن ازدياد العنف اللفظي في مواقع التواصل الاجتماعي وازياد الهجمات العنصرية ضد المسلمين في ألمانيا، وازدياد التعاطف مع الحركات المناهضة للإسلام مثل حركة بيجيدا العنصرية، تزامنا مع تدفق مئات الآلاف من اللاجئين.. كانت عناصر مشجعة لرئيس الجامعة السيد طومسين أن يتخذ هذا القرار المستفز لمشاعر الطلاب الدينية؛ فهو (طومسين) يتطلع الى مجد سياسي داخل حزبه حزب العمال الاشتراكي الديموقراطي, وهو ملحد ولا يعترف بإله ولا دين بل الهه العلم فهو استاذ لمادة الفيزياء الصلبة في الجامعة، ويريد أن يعمم رؤيته الإلحادية على الجامعة وطلابها لذا فقد صرح للإعلام أنه يحافظ على حيادية الجامعة دينيا ولا يدري انه يطبق الفكر الإلحادي بمنع ممارسة الشعائر الدينية.
هل من بدائل وسط لحل المشكلة؟
الجامعة قدمت مساعدة وأطلقت على صفحتها معلومات عن المساجد والمصليات في برلين، ويذكر أن أقرب مسجد للجامعة يبعد 3 كم، ويحتاج الطالب حوالي ساعة ذهابا وإيابا في كل صلاة مما يؤدي الى تضييع الوقت اللازم للتحصيل العلمي داخل الحرم الجامعي. لذلك قام الطلاب بشرح هذه النقطة الجوهرية في الشعائر الدينية الإسلامية أن هناك صلوات مفروضة تقام بأوقات محددة واذا لم تؤدَّ في موعدها تعتبر غير مقبولة.
وإلى أي نقطة توصل طرفا المشكلة الآن؟
السيد طومسين أغلق باب الحوار مع الطلاب الذين اضطروا اضطرارا للصلاة في كل مكان داخل الحرم الجامعي حيث لا يوجد نص قانوني يمنعهم من ذلك ما لم يغلقوا ممرات أمان او يعيقوا طالبا في تحصليه العلمي.
فقام الطلاب على هذا المنوال شهرين وهم يصلون صلاة الجمعة في حديقة الجامعة في الهواء الطلق مما لم يرُق مجددا لرئيس الجامعة الذي ارسل مدير مكتبه مهددا الطلاب بجلب الشرطة لهم.
“الطلاب لم يرتكبوا جرما قضائيا ولا استطيع تحرير مخالفة لهم”.. هذا ما قاله الضابط الذي استدعته الجامعة للطلاب، وأضاف ايضا انهم حسب القانون لا فرق بينهم وبين اولئك الذين يمارسون لعبة كرة السلة بجانبهم.
عندما وجدت ادارة الجامعة عدم تجاوب من الشرطة قامت بتهديد الطلاب باستصدار بلاغات حظر الدخول للجامعة مما يؤدي الى عدم التمكن من دخول الجامعة للتحصيل العلمي.
قام الطلاب باستصدار تصاريح لأداء صلاة الجمعة في الشارع وقد تجاوبت الشرطة مع ذلك الطلب الاسبوعي المتجدد.
قضية الصلاة في الشارع مسموح بها حسب القانون الألماني ولا يجوز منعها ولأن رئيس الجامعة ما زال متعنتا في رأيه واوصد جميع أبواب الحوار ولجأ الى سياسية التهديد والوعيد والتي بدورها سممت الجو الإيجابي للأمن والسلام المجتمعي داخل الجامعة لأن الصلاة ستظل مستمرة على هذا المنوال لتأخذ بعدا إعلاميا وتصبح قضية رأي عام إلى أن يقوم رئيس الجامعة بالطعن بقرار الشرطة بترخيص الصلاة للطلاب من أمام الجامعة.
الكثير من الطلاب يجدون الصلاة في الهواء الطلق وتحت حراسة شرطية ممتعة للغاية وأن العائق الوحيد هو في حال هطول الأمطار او انخفاض درجات الحرارة لدرجة التجمد والصقيع.
ما هى رؤيتك للحل إن استمرت الأمور على ما هى عليها الان؟
لا يوجد حل في الأفق القريب حيث العناد هو سيد الموقف واغلاق ومنع الصلاة الموجود اصلا منذ 60عاما هو قرار تفردت به ادارة طومسين الذي بقي على وجوده عامان وربما يوجد امل أو على الاقل تحريك للوضع إذا جاء رئيس جديد، ويبقى الحل القضائي هو آخر الحلول التي سيلجأ لها الطلاب في حال اوصدت الأبواب.
خاصةً أن العاصمة برلين مقبلة على انتخابات بلدية وجميع المرشحين يبحثون لهم عن انجازات سياسية. وكل هذا في ظل تنامي حركة بيجيدا العنصرية وازدياد تاييدها في الشارع الألماني وخصوصا بعد قدوم اللاجئين.