الاحتلال يعجز عن مواجهة الشباب المقدسي في الأقصى

الناظر إليهم يخيل له أنهم تدربوا في معسكرات خاصة، فرغم صغر سنهم، ونحافة أجسادهم، فإن جهاز الشرطة “الإسرائيلية” وأفراد القوات الخاصة يعجز عن مواجهتهم، ويفشل في الوصول إليهم، ولا يمتلك إلا محاصرتهم داخل المسجد القبلي.

“المجتمع” كانت بين المنتفضين داخل المسجد الأقصى في المواجهات التي دارت على أبواب المسجد القبلي وجنود الاحتلال لليوم الثاني على التوالي، وأظهر الشباب الملثم قدرة على التحدي أمام أفراد القوات الخاصة المدججة بكل وسائل القمع.

مسرح المعركة المسجد الأقصى والمنطقة الواقعة بين باب المغاربة والمسجد القبلي، الاستعداد للمعركة يكون بإحضار الحجارة قبل الاقتحام بوسائل لا نستطيع ذكرها، فهم يحتاطون كثيراً؛ لأن وسائل الشرطة في تعقبهم كثيرة جداً، ويقول أحد الشباب المحاصر داخل المسجد القبلي: نحن نعرف كيف يتعقبنا جنود الاحتلال وضباط الشرطة، فهم يستطيعون من خلال تقنية الكشف عن وجوهنا أثناء تصويرنا مع وجود اللثام، لذا نمنع أي تصوير لنا ونحن نواجه الجنود وأفراد القوات الخاصة، ولدينا وسائل لوجستية عديدة في مواجهة قمعهم.

ويضيف الشاب المنتفض الذي يعطي توجيهاته إلى زملائه من داخل المسجد القبلي، وأبواب المسجد الأقصى تفصله عن أفراد القوات الخاصة: نقوم بإحضار سواتر من الخارج قبلها بيوم، ونبقي على أحد الأبواب مفتوحة، حتى لا يتمكن الجنود من إغلاق الأبواب علينا بسلاسل حديدية، فهم يقومون بإغلاق الأبواب في كل مرة.

أما زميله الثاني قال لـ”المجتمع”: حتى لا يستفرد بنا الاحتلال داخل المسجد القبلي، نقوم بتوزيع أنفسنا؛ قسم في داخل المسجد القبلي وآخر في ساحات المسجد الأقصى، وإذا اشتد الحصار يتدخل من في الخارج بالتكبير والحشد حول الجنود المحاصرين لنا، ويحدث ارتباك في صفوف الجنود، ويضطرون للانسحاب فوراً خوفاً من أي مفاجآت.

عيادة المسجد الأقصى المجاورة للمسجد القبلي تستقبل المصابين، ويقول د. زهير عاشور: منذ يومين ونحن نستقبل مصابين بالمطاط والرصاص المعدني، والإصابات في كافة أنحاء الجسد ومنها الصعق بالكهرباء للمعتكفين، والضرب بالعصي على الرأس، ومن ضمنهم رجال كبار في السن ونساء، فما يحدث يمكن تشبيهه بساحة حرب.

ولتفادي الرصاص المطاطي الذي ينطلق من بنادق القوات الخاصة بدون صوت يستخدم الشباب المقدسي خزائن الأحذية، وكراسي المعاقين، وصناديق التي يكون فيها طعام للصائمين، ويقول أحدهم: لن يمر اقتحام ناعم للمسجد الأقصى ونحن فينا عرق ينبض، يجب أن يمنع الاقتحام والتدنيس، واليوم أُجبروا على التراجع واختصار اقتحامهم بين باب المغاربة وباب السلسلة وبسرعة كبيرة وبحراسة تفوق حراسات مواكب الرؤساء والملوك، فرسالتنا واضحة: لن يكون هناك اقتحام صامت وناعم للمسجد الأقصى، والاحتلال لا يلتزم بأي اتفاق، ويصر على تدنيس المسجد الأقصى، ونحن نصر على تطهيره بوسائلنا المتواضعة.

مجموعة الشباب المنتفض في نهاية الاقتحام، جاءتهم إشارة من أحدهم تشير إلى انتهاء صد الاقتحام، وطلب منهم الخروج الآمن مع تكبيرات النصر.

مشاهد الدمار على أبواب المسجد القبلي شاهدة على عنصرية الاحتلال في التعامل مع أماكن العبادة، وقال الحارس ناظم الزعتري لـ”المجتمع”: أبواب المسجد القبلي وما عليها من آثار اقتحام وتخريب بتوصية من قيادة شرطة الاحتلال، شاهد مادي وحقيقي على أن الاحتلال يتعامل مع المسجد الأقصى كمكان عام وليس كمسجد، بل الأملاك العامة يحترمها أكثر من المسجد المقدس لملياري مسلم.

Exit mobile version