المعتكفون من جنسيات مختلفة بـ”الأقصى” في مواجهة الاقتحام والتهويد

يأتون للاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان داخل المسجد الأقصى، إلا أن الشرطة “الإسرائيلية” تواجههم بالضرب والاستهداف بالعصي وقنابل الغاز.

المعتكفون من جنسيات مختلفة تعرضوا في بداية العشر الأواخر من شهر رمضان الحالي إلى هجوم عنيف من قبل أفراد الشرطة “الإسرائيلية” والقوات الخاصة، لاعتراضهم على اقتحام المسجد القبلي، واعتقال الشبان الذين احتجوا على اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى، وكانت مشاهد الضرب مخططاً لها من قبل ضباط الشرطة “الإسرائيلية”، فالاحتلال يقمع كل مظاهر التضامن مع المسجد الأقصى، وخصوصاً من الجنسيات المسلمة.

المعتكف من جنوب أفريقيا حسين جادي يقول لمراسل “المجتمع” بالقرب من المسجد القبلي: تعرضت للضرب صبيحة الأحد، لأنني صرخت في وجه أفراد الشرطة الذين حاولوا اقتحام المسجد وخلع أبوابه، وتحدثت معهم بالإنجليزية، وكانت لغتهم ضربي على جميع أنحاء جسدي، ومحاولة اعتقالي، ولولا تدخل المعتكفين من النساء وكبار السن لكنت داخل السجن وترحيلي قسراً عن فلسطين والقدس.

ويصف المعتكف محمود الجوري من جنوب أفريقيا وأصوله هندية تصرف الشرطة “الإسرائيلية” والقوات الخاصة معهم بالعنصري والحاقد، ويقول لمراسل “المجتمع” من داخل المسجد الأقصى: ذكرتني هذه المعاملة بالمعاملة العنصرية التي عاشها آبائي وأجدادي في جنوب أفريقيا، والاحتلال نسخة مطورة من العنصرية التي كانت في جنوب أفريقيا، فلا يوجد مكان عبادة في العالم تمارس فيه هذه الوحشية، إلا هنا في فلسطين وداخل المسجد الأقصى.

أما المعتكف من بريطانيا زياد والذي تمت محاصرته داخل المسجد الأقصى يقول: لم أشاهد في حياتي مشاهد رعب، مثل التي شاهدتها صبيحة الأحد وأنا مع مجموعة من الشبان داخل المسجد الأقصى، وكيف حاول جنود الاحتلال استهداف كل من فيه، وشاهدت إصابات لأطفال وفتية، ولم يقدم لهم الإسعاف، وهذه جريمة حرب، لو حدثت في أي دولة لتدخلت كل الدول، والاحتلال يمارس هذه الوحشية داخل مكان عبادة لكل المسلمين، وبالرغم من أننا من جنسيات أجنبية فإن المعاملة قاسية جداً، فالمعتدي من يقتحم ويحاول المساس بقدسية المكان من خلال حفنة من المتطرفين.

مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني الذي كان وسط المعركة يقول لـ”المجتمع”: الاحتلال يتعمد في شهر رمضان إثارة المشاعر، فالمسجد الأقصى فيه عدد كبير من المعتكفين من كافة الجنسيات ومن أبناء فلسطين، وإدخال المستوطنين في بداية العشر الأواخر تعمد لاستفزاز المشاعر، ومخطط له لتعكير صفو الاعتكاف وتوافد الآلاف للمسجد الأقصى، وإصرار الاحتلال على إدخال المستوطنين له رسالة خطيرة.

وبغضب شديد، قال المعتكف السوداني حسن: هذا الاحتلال همجي بكل المقاييس، وهم يتعاملون مع المعتكفين بصورة تفوق الخيال، فالديمقراطية في وسائل الإعلام وعلى الأرض قتل وضرب وإهانة، فكل دول العالم تحترم الأماكن المقدسة إلا هذه الدولة المجرمة.

وتقوم الشرطة “الإسرائيلية” وجهاز المخابرات بتنظيم اقتحامات للمستوطنين على مدار أيام الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، وبحراسة مشددة في الفترة الصباحية من الساعة السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة، من جهة باب المغاربة المغلق في وجه المسلمين، ويكون خط سيرهم باتجاه الشرق مروراً من أمام المسجد القبلي والمصلى المرواني إلى المنطقة الشرقية والعودة باتجاه باب السلسلة مروراً بالقرب من قبة الصخرة.

يشار إلى أنه في كل عام يأتي الآلاف من أبناء المسلمين من كافة أنحاء العالم للمسجد الأقصى للاعتكاف فيه وإعماره. 

Exit mobile version