تونس: مسابقة قرآنية بالقيروان يشارك فيها 5 آلاف حافظ

ما يزيد على 5 آلاف حافظ، شاركوا في مسابقة حفظ القرآن الكريم بمدينة القيروان، أول مدينة إسلامية في أفريقيا شيدها الفاتحون سنة 50هـ، وأسس بها عقبة بن نافع الفهري مسجده الذي يعرف باسمه، والذي أدى أدواراً تاريخية تعبق بالأمجاد، كان ذلك بمناسبة ذكرى بدر، ومرور 1450 عاماً على نزول القرآن الكريم، وقد حضر الاحتفال الذي أقيم بمسجد عقبة بن نافع أكثر من 20 ألف نسمة واكبوا على عين المكان فعاليات المسابقة، وكانوا ضيوفاً على أكبر موائد الإفطار في تونس إطلاقاً.

أمانة الأجيال

وقد أشرف رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، ووزير الشؤون الدينية محمد خليل، وشيخ الجامع الطبب الغزي على الاحتفال الذي كانت مسابقة القرآن الكريم أبرز محطاته، وقال خليل في كلمة ألقاها بالمسجد: إن على الحكومة التونسية أن تولي المزيد من الاهتمام بالقرآن الكريم؛ حفظاً، ونشراً، وتفسيراً وتجسيداً في واقع الناس من أجل بناء مجتمع سليم وأجيال تعي دورها في الحياة.

وتابع: تمت برمجة 168 ألف نشاط دعوي بمناسبة شهر رمضان هذا الموسم، وأن المساجد ستواصل دورها في العشر الأواخر من رمضان وبعد رمضان، لتدارك ما فات وإنقاذ الشباب من الشرور التي تعصف بالكثيرين، كالمخدرات، وإدمان الكحول، والإرهاب، وكان الوزير قد أعلن في وقت سابق عن برنامج لتخريج 100 ألف حافظ للقرآن الكريم، وفتح المدارس الابتدائية والثانوية لتحفيظ القرآن في العطلة الصيفية.

تجدر الإشارة إلى أن المشاركين في مسابقة القرآن الكريم كانوا من مختلف الأعمار والأجيال، حيث كان من بين المتسابقين شيخ يبلغ ما مضى من عمره 100 عام، ومسنة بلغت 82 عاماً، في حين كان أصغر حافظ عمره 10 أعوام وأصغر حافظة 12 عاماً.

إفطار جماعي

الإفطارات الجماعية لم تكن معروفة في تونس قبل الثورة، اللهم تلك التي تقام في مأوى العجز من قبل البعض، أي المرتبطة بحالات اجتماعية منتقاة ومسيسة.

أما الإفطارات الشعبية، أو المنظمة بشكل ينبئ عن فرحة رمضان، ورسالة رمضان فإنها لم تعرف طريقها إلى تونس سوى بعد الثورة، وهي تتوسع عاماً بعد عام، وليس أدل على ذلك من الإفطار الجماعي الذي شهدته ساحات جامع عقبة بن نافع في السابع عشر من رمضان المبارك هذا الموسم.

توأمة مع المسجد الإبراهيمي

الاحتفال حضره دبلوماسيون، وبعثات دبلوماسية من عدد من الدول العربية والإسلامية من بينهم وفد من فلسطين المحتلة، حيث تمت توأمة جامع عقبة بن نافع مع المسجد الإبراهيمي، وقد تم التأكيد على التعاون في مجال الدعوة، وتبادل الخبرات، والمعلومات، وصيانة المعالم الإسلامية، والإنتاج الفكري، وتزويد المكتبات بما يزيد من أواصر الأخوة بين تونس وفلسطين، كما يشمل التعاون حفظ الذاكرة من مخطوطات وزخارف إسلامية، والتعاون في مجال المعرفة الإسلامية عبر المحاضرات والتظاهرات الإسلامية المختلفة.

جمع مزق الأمة

الاحتفال وإن ركز على مسابقة القرآن الكريم، بمناسبة مرور 1450 عاماً على نزول القرآن، إلا أن المحاضرات التي قدمت بالمناسبة، تطرقت للفتن الدائرة في ديار المسلمين، والتدخلات الأجنبية المذكية حيناً للنار، والباحثة حيناً آخر عن أدوار في إدارة الصراع، واستعداد البعض لممارسة دور الطابور الخامس، من أجل المال أو السلطة أو الاثنين معاً، وأن البحث عن وفاقات وتقديم تنازلات، وتجنب المنكر الأكبر يجب أن تكون سياسات ثابتة متبعة لتتعافى الأمة، وتسلك طريقها من جديد.

Exit mobile version