“لوس أنجلوس تايمز”: نازحو الفلوجة وقعوا في أسوأ جحيم يمكن للمرء تصوره

قالت صحيفة “لوس انجلوس تايمز” الأمريكية أن النازحين من الفلوجة وقعوا في أسوأ جحيم وأبشع كابوس يمكن للمرء تصوره، مشيرة إلى أن الحكومة ومليشياتها الطائفية لا تساعدهم وتعتقل رجالهم وتمنعهم من دخول العاصمة.

وتحت عنوان “خروج جماعي للعراقيين من الفلوجة ومنظمات الإغاثة تعجز عن تلبية احتياجاتهم” كتب نبيه بوليس في عدد اليوم يقول: “كان لا يزال الصباح ماثلا عندما فر إسماعيل طه وأسرته من الحى الذى كانوا يقطنون فيه فى الفلوجة سيرا على الأقدام ووصلوا إلى طريق يحفل بالتراب على الطرف الشمالي الغربى من المدينة عندها انفجرت قنبلة أودت بحياة زوجته وبناته الثلاثة وفقد طه نظره وأُصيب بجروح نتيجة الشظايا التى اخترقت جسده، أما نجله أيوب البالغ من العمر 11 عاما فإن قطعة صغيرة من المعدن استقرت فى إحدى عينيه”.

وأضافت الصحيفة أن الأب ونجله ظلا يسيران لعدة أميال وفى نهاية المطاف وصلا لمدينة الحبانية السياحية التى باتت الآن معسكرا للاجئين من الفارين من مدينة الفلوجة التى هرب منها حتى الآن نحو 85 ألف عراقي منهم 60 ألف خلال ثلاثة أيام فى الأسبوع الماضى هربا من أعمال العنف التى اندلعت مؤخرا مع محاولة الحكومة العراقية انتزاع السيطرة على المدينة من بين أيدى تنظيم الدولة.

وذكرت أن الخروج الجماعى للعراقيين من الفلوجة تسبب فى أزمة لمنظمات الإغاثة التى كانت قد وضعت خططا للتعامل مع نصف هذا العدد من النازحين ويقول عمال الإغاثة أن هذا الخطأ فى التقديرات قد أدى إلى ظروف صعبة تخيم على الحبانية والمخيمات الأخرى فى مدينة عامرية الفلوجة الواقعة على بعد قرابة 18 ميلا جنوب الفلوجة.

وأشارت إلى أن عمال الإغاثة والعراقيين النازحين يتحدثون عن نقص فى المواد الغذائية والمياه ومشاهد للمواطنين وهم ينامون فى الشوارع القذرة دون ملجأ و300 أسرة تتنافس على دخول حمام واحد، ناهيك على أحوال الطقس التى تفاقم من المشكلة مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وهبوب الرياح الرملية والخطر المستمر الذى تشكله الثعابين والعقارب.

ولفتت الصحيفة إلى ما قاله “كارل شميرى” وهو متحدث باسم منظمة المجلس النرويجى للاجئين، وهي منظمة تعمل في مجال الإغاثة عبر الهاتف: “رأيت نساء ينهرن أمامي جراء درجة الحرارة المرتفعة وصياح وعويل ورمال. أنه أسوأ جحيم وأبشع كابوس يمكن للمرء تصوره ومجرد التفكير بأن هؤلاء الناس فروا من كابوس ليجدوا أنفسهم أمام آخر هو أمر غير مقبول بالمرة”، وانتقد أيضا الحكومة العراقية بسبب عدم تخطيطها للمحنة الإنسانية الناتجة عن هجومها العسكري على المدينة، وتساءل قائلا :”لمن تحرر الحكومة المدينة إذا كان ذلك سيقذف بسكانها فى سعير جحيم آخر”.

وذكرت أن أم أحمد، وهى سيدة مسنة تبلغ من العمر 70 عاما، وقالت أن أسرتها قضت عدة أيام وهى تنام على الأرصفة اشتكت من أن تحرير الفلوجة من المسلحين لم يفعل شيئا جديرا بالذكر من أجل تحسين حياة المدنيين هناك. وأضافت قائلة: “تحملنا الجوع والقصف فى ظل تنظيم الدولة والآن نتعرض لهذا الجحيم”.

وأكدت الصحيفة على أنه جراء أزمة الموازنة التى تسبب فيها انخفاض أسعار البترول باتت الحكومة العراقية تعتمد اعتمادا كبيرا على منظمات الإغاثة الدولية لرعاية المدنيين النازحين، بيد أن المفوضية العليا لشئون اللاجئين أعلنت أن ميزانيتها وصلت إلى “مستويات تشكل أزمة” مع ظهور عجز نسبته 80% فى التمويل وكانت قد طلبت 17.5 مليون دولار أمريكى من أجل تغطية الاحتياجات الفورية لهؤلاء الذين يفرون من الفلوجة.

وأضافت أن القوات التابعة للحكومة العراقية لا تزال تقاتل فلول مسلحى تنظيم الدولة فى المدينة، مشيرة إلى أن بغداد التى تبعد مسافة تقل عن 40 ميلا ناحية الشمال والتى تعد البوابة الرئيسية للمحافظات الأخرى يصعب دخول أحد إليها بصورة أساسية، لأن قوات الأمن المتحالفة مع الحكومة التى يهيمن عليها الشيعة تحتجز الرجال لمعرفة خلفياتهم وفحصها فى إطار جهودها للعثور على مسلحى تنظيم الدولة وهو ما قد يستغرق ثلاثة أسابيع.

ونوهت إلى أنه يتم منع هؤلاء الذين لهم أقارب فى بغداد من دخولها وفقا لما ذكره سامح العلوى وهو عامل إغاثة فى منظمة الفلوجة للإغاثة الإنسانية، لافتة إلى أن المخاوف الأمنية تعيق أيضا تقديم المساعدات الإنسانية وفقا لما ذكره عمال الإغاثة.

ولفتت إلى ما قاله علاء الجبورى رئيس مؤسسة دارى الإنسانية عبر الهاتف :”إن أهم مشكلة تواجهنا هى نقل المياه والغذاء للمخيمات وهى عملية قد تستغرق 30 يوما”.

Exit mobile version