الصحافة العبرية: “تل أبيب” في مأزق كبير وأمني خطير

تناولت الصحافة “الإسرائيلية” هذا الأسبوع جملة من المواضيع التي أشغلت الرأي العام “الإسرائيلي”, ولعل أبرزها العملية التفجيرية التي نفذها فلسطينيان من قرية يطا قضاء مدينة الخليل في الضفة الغربية.

ووقعت عملية إطلاق نار في أكثر من موقع في منطقة “سارونا” التجارية قرب مقر وزارة الأمن “الإسرائيلية” بوسط تل أبيب، مساء الأربعاء الماضي؛ ما أدى إلى سقوط 4 قتلى “إسرائيليين” وإصابة العشرات بين طفيفة وحرجة.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على لسان الشرطة “الإسرائيلية” أن الفلسطينيين اللذين نفذا الهجوم هما أبناء عمومة من منطقة الخليل، وأضافت الصحيفة أن شابين فلسطينيين من منطقة الخليل – بلدة يطا في العشرينيات من أعمارهما وهما أبناء عمومة, ويدعيان محمد أحمد موسى مخامرة, وخالد محمد موسى مخامرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو عاد مساء يوم الأربعاء إلى تل أبيب قادماً من العاصمة الروسية موسكو, حيث عقد فور وصوله إلى تل أبيب سلسلة من اللقاءات الأمنية مع كبار القادة العسكريين والسياسيين.

وأسفرت الاجتماعات, حسب “يديعوت أحرونوت”, عن تصديق القيادة الأمنية – السياسية “الإسرائيلية” لتنفيذ عقوبات جماعية ضد الفلسطينيين, أبرزها فرض طوق كامل على يطا, وسحب تصاريح العمل من أفراد عائلة منفذي العملية, وإلغاء التصاريح التي أصدِرت خلال شهر رمضان, وزيادة عدد الجنود “الإسرائيليين” في الضفة الغربية المحتلة.

من جهته، قال المحامي جلعاد شير – الذي كان مسؤولاً عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين – أن تل أبيب مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالمبادرة لتحريك المفاوضات مع الفلسطينيين للاتفاق على حل الدولتين, قبل أن يفرض المجتمع الدولي حلاً لا يأخذ بعين الاعتبار مصالح “إسرائيل”.

ورأى شير في مقال له نشر في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الحكومة “الإسرائيلية” مطالبة اليوم بالذهاب إلى مبادرة إقليمية تقوم على حماية مصالحها مع شركائها في المنطقة – مثل مصر في عهد السيسي – وبدعم من اللجنة الرباعية والولايات المتحدة الأمريكية.

إلى ذلك سلطت صحيفة “هاآرتس” العبرية الأضواء على القضايا الجنائية وشبهات الفساد المرتبطة برئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو، وقالت الصحيفة: إن المستشار القضائي للحكومة “الإسرائيلية” “أفيحاي مندلبليت يجري مداولات بمشاركة كبار المسؤولين في النيابة العامة وضباط قسم التحقيقات في الشرطة “ماحش”، حيث قدمت خلال المداولات مواد لبحثها في احتمال وجود جانب جنائي في القضية.

وتناولت المداولات ثلاث قضايا مرتبطة بنتنياهو وهي بيوت رئيس الحكومة، وبيبيتورز، وقضية الثري اليهودي – الفرنسي أرنو ميمران, الذي يقول: إنه قدم تبرعاً سخياً لنتنياهو، لكن الأخير لم يقدم تقارير كشف للسلطات المختصة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن مندلبليت يجري مداولات بمشاركة عدد مصغر من المسؤولين، وأنه يتطلع إلى إنهاء معالجة قضايا كبار السياسيين من بينهم نتنياهو ورئيس المعارضة “الإسرائيلية” يتسحاق هيرتسوغ، ووزير الداخلية أرييه درعي.

في غضون ذلك، ومع استمرار “المأزق” الأمني في المجتمع “الإسرائيلي”, برزت بقوة في الفترة الأخيرة العديد من المبادرات السياسية “الإسرائيلية” لحل “النزاع مع الفلسطينيين”, التي يطرحها زعماء الأحزاب في الكيان “الإسرائيلي”.

ومن أبرز تلك المبادرات وأحدثها، ما ذكرته صحيفة “معاريف” العبرية, التي تقدمت به حركة “ضباط لأجل أمن إسرائيل”, والتي بنيت تحت اسم “الأمن أولاً”.

وقال القائمون على المبادرة, بحسب “معاريف”: إن الهدف هو الخروج من المأزق الذي وجدت تل أبيب نفسها فيه, بتحسين وضعها الأمني والسياسي, ضمن عملية شاملة وكاملة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

ورأت الصحيفة أن الحكومة “الإسرائيلية” لا ترى ما يدور من حولها, وتعتقد أن سياسة الاحتلال وقمع شعب آخر من الممكن أن تدوم إلى الأبد, وهذا خطأ فاحش ينتبه إليه كثير من “الإسرائيليين”, خاصة هؤلاء الضباط الذين يعرفون الكثير من الأسرار الأمنية.

وقالت: إن هذه المبادرة لا تبحث عن شريك فلسطيني بالضرورة, بل ترى أن الحل يكمن في مبادرة سياسية “إسرائيلية” أحادية الجانب، وأوضحت أن هذه الحركة تضم مائتي عضو كلهم من كبار الضباط, بينهم رؤساء سابقون للجيش و”الموساد” و”الشاباك”.

وأشارت إلى أن الخطة التي أعلنتها هذه الحركة الوليدة مكونة من 55 صفحة, وأرسلت قبل أيام إلى وزراء الحكومة “الإسرائيلية” وأعضاء الكنيست وبعض الصحفيين.

ونقلت الصحيفة عن قادة هذه الحركة دعوتهم لاستكمال بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية, وسن قانون وترتيبات سياسية في الأحياء الفلسطينية شرقي القدس المحتلة, واستعداد “إسرائيل” لتعويض من يريد من المستوطنين “الإسرائيليين” إخلاء منزله في المناطق الفلسطينية والعودة للإقامة داخل “الخط الأخضر”.

كما يدعو هؤلاء الضباط لاعتراف المؤسسة “الإسرائيلية” بأن الأحياء العربية في القدس جزء من الدولة الفلسطينية, وتجميد إقامة أي وحدات استيطانية جديدة, والمحافظة على الوضع القائم في الحرم القدسي والأماكن المقدسة الأخرى.

يذكر أن هناك مبادرات أخرى طرحت بقوة في الآونة الأخيرة, منها مبادرة حزب العمل “الإسرائيلي”, ومبادرة “نفتاليبينيت” الذي يتزعم حالياً حزب “البيت اليهودي”, ومبادرة تيار يتزعمه المتطرف أفيجدور ليبرمان, وزير الدفاع الحالي, والتي تقترح تبادل الأراضي مع السلطة الفلسطينية, والتوسع في سيناء المصرية, إضافة لمبادرة حركة “الضباط”.

Exit mobile version