نشطاء وحزبيون يمنيون: اقتحام “الإصلاح” عمل عدواني يهدد النسيج المجتمعي

داهمت قوة عسكرية تقول: إنها من المقاومة مقر المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للإصلاح بمحافظة حضرموت بالمكلا اليمنية، واقتادت حراسته، واعتقلت مدير المكتب.

وقال مصدر مسؤول بإصلاح حضرموت: إن قوة قوامها 4 أطقم قامت قبيل فجر الخميس بمداهمة مقر المكتب التنفيذي وفتشته، وأخذت “هاردسكات” الكمبيوترات واقتادت حراسه إلى جهة غير معروفة، كما قامت باعتقال مدير المكتب عوض الدقيل واقتادته أيضاً لجهة غير معروفة.

واستنكر المصدر هذا العمل المشين لحزب وطني مصرح به وله أدواره الوطنية المؤيدة للشرعية، والمشارك في الحكومة والمقاومة ضد الانقلاب، والمؤيد للتحالف العربي.

وطالب المصدر محافظ حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الثانية ومدير أمن حضرموت وقائد التحالف بالمحافظة سرعة إطلاق سراح المعتقلين، ومعاقبة المتسببين في هذا العمل الذي يسيء للقوى الوطنية المؤيدة للشرعية، داعياً للوقوف بحزم أمام هذه التصرفات.

وقال الناشط السياسي أحمد ناصر الفضلي: نحن نعتبر حزب الإصلاح حزباً مصرحاً به وفقاً للقانون، ولا يجوز مداهمته بصوره غير قانونية، وفي حالتنا غير الطبيعية يمكن الاتصال بشكل رسمي بقيادته وطلب منها إيضاحات حول أي شبهة تتعلق بأي عنصر من عناصر الإصلاح، وإذا اقتضى الأمر طلب تسليمه للجهات الأمنية المختصة، وفي حالة الرفض يمكن القيام  بالمداهمة؛ وبالتالي إيضاح مبرراتها للرأي العام  حتى لا تلتبس الأمور.

ووصف محمد عبدالله الحامد، سكرتير أول للحزب الاشتراكي بحضرموت، اقتحام مقر المكتب بأنه تصرف غير لائق، مطالباً المحافظ بتقديم إيضاح حول ما تم بمقر حزب الإصلاح، ودواعي اقتحام المقر وبدون إذن من نوابه ودون علم المحافظ.                                                                                                                  

إدانة حزبية

واستنكرت الأحزاب والمكونات السياسة في حضرموت ما تعرض له المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بحضرموت، وعبرت عن رفضها ما يحصل من مداهمات واعتقالات غير قانونية طالت عدداً من أبناء المحافظة في الفترة الأخيرة، مطالبة الجهات المسؤولة في المحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة وقائد المنطقة العسكرية الثانية سرعة إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً، ومحاسبة من يقف خلف هذه التصرفات غير القانونية.

ودعت الأحزاب والمكونات الموقعة إلى سرعة عقد لقاء يضم جميع الأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والعلماء في حضرموت للوقوف بحزم أمام هذه القضية؛ لأنها ستهدد لحمة وتماسك النسيج المجتمعي في حضرموت، وستزرع بذور الصراع والضغائن والأحقاد، وتؤسس لثقافة الإلغاء والتهميش والإقصاء.

إدانة رسمية

من جانبها، أدانت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ومعها قيادة المنطقة العسكرية الثانية وقيادة قوات التحالف بمدينة المكلا الأحداث “الصبيانية” المؤسفة التي تعرض لها مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح فرع حضرموت بمدينة المكلا الخميس من اعتداء غاشم باقتحامه واعتقال بعض الأشخاص من قبل جماعة تنتمي لما يسمى بـ”المقاومة”، وهو تصرف لا يمت بأي صلة للسلطة أو المنطقة العسكرية الثانية وقوات التحالف بالمكلا، وأن من قام به لا يمثلون إلا أنفسهم.

وفي تصريح أدلى به لوسائل الإعلام، قال محافظ محافظة حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك: إن اقتحام مبنى مقر حزب الإصلاح تصرف مدان من قبل قيادة السلطة المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الثانية وقوات التحالف العربي بالمكلا؛ لأن هكذا تصرف لا يعبر عن موقف سياسي لهذه الجماعات، إنما أثبت أنه عمل عدواني لم يرُق له أن تعيش حضرموت بسلام وأمان بعد تلك الانتصارات التي حققتها قوات النخبة وبمساندة أخوية من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف أننا وباسم قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الثانية وقوات التحالف بالمكلا نعبر عن رفضنا القاطع لكل أعمال البلطجة، ولن نسمح أبداً بمثل هكذا تصرفات سوقية لعناصر تجردت من الأخلاق والإنسانية وانعدام الضمير، ولا مجال اليوم في محافظة حضرموت للعب بالنار من قبل أي أحد، وإن مسؤوليتنا جميعاً هي تثبيت الأمن والاستقرار داخل المحافظة، والتصدي بقوة والضرب بيد من حديد لكل من يحاول إثارة الفتنة والصراعات بين أبناء المحافظة تحت أي مسميات كانت.

منوهاً إلى أن الإجراءات الأمنية المتعلقة بحجز أي عناصر مشبوهة هي من مهام القيادة العسكرية والأمنية بالمحافظة، وتكون وفق خطط وتصرفات مسؤولة مبنية على معلومات ومعطيات حقيقية.

وأشار اللواء بن بريك إلى أن هناك تحقيقات جادة وإجراءات عملية لمعرفة المتسببين في ذلك العمل المشين لاتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص ذلك لينالوا جزاءهم الرادع وليكونوا عبرة للآخرين، موضحاً أن الوضع اليوم في حضرموت قد اختلف عن الوضع بالأمس، وذلك لثقتنا في أبناء المحافظة الذين وقفوا بمسؤولية جادة إلى جانبنا وما زالوا لمواصلة الحرب وتصفية ما تبقى من جيوب إرهابية في بعض المناطق والتي يوجد لدينا المعلومات الكافية حولها، ومداهماتنا مستمرة، ولن تقف حتى القضاء النهائي على هذه الأوكار، ولن نقبل بغير الانتصار، وليعلم أولئك العازفون على نغم أوتار المقاومة بأننا نقف اليوم في مفترق طرق نكون أو لا نكون.

Exit mobile version