رمضان.. إعادة إعمار الروح

*ثورة* الأسابيع الأربعة لاستعادة الروح من براثن الطين المترسب على جدرانها طوال العام. إنها ثورة على الجسد من أجل تحرير الروح. إنها ثورة التحرير والتنوير.

*يتقدم* رمضان كل عام ليقدم للأمة مقادير هائلة من التزكية لتستعيد روحها التي عبثت بها جحافل الشهوات، ومنعتها العواصف الترابية من الإبصار.

*تتركز* مهمتك في الاستثمار الأمثل لثواني هذا الشهر والتي تتجاوز 2 مليون ونصف ثانية وهي ثوان قليلة لمن يراقب حركة عقارب الساعة التي لا تتوقف بينما تتوقف أنت لفترات.

*حشد* أكبر قدر من العبادات والنوافل على ضفاف روحك لتطهيرها من قصاصات الذنوب وترميمها لتنبعث من جديد.

*آلاف* من البرامج التلفزيونية والميزانيات العملاقة يتم رصدها لجعل رمضان موسما ترفيهيا بعيدا عن وجهته الأساسية، ومحاولات جبارة لحرفه عن مساره الأصلي.

*الاتجاه* الطبيعي لهذا الشهر إعادة إعمار الروح وتحقيق التقوى، وكل توجه يمضي بعيدا عن هذا الاتجاه لا يلتفت إليه.

*وفقا* لقاعدة (التخلي قبل التحلي) فإن عليك أن تعيد النظر في مؤهلاتك لدخول هذا الشهر وتحصيل الطاعات والقدرة على الصبر عليها خلال 30 يوما.

*التزود* بمقادير هائلة من الاستغفار مقدمة هامة لمساعدتك على إزالة غشاء الران المحيط بقلبك يمنع إضاءته بأنوار الطاعات المحيطة به تنتظر الدخول.

*تدوين* برنامجك الرمضاني بصورة تستثمر فيها أكثر من 43 ألف دقيقة مؤشر ذكي يعبر عن مدى اهتمامك بتلك المنحة السنوية النادرة.

*يمثل* رمضان دورة تدريبية تحتاج منك الانضباط وستكون قادرا بعدها على اكتساب مهارات الصبر، والاحتمال والشعور بالإنسانية، والمناعة وليس مجرد المنع.

*اصنع* نفسك في 30 يوما، ودرب حواسك الخمس على الصيام المثالي وأكسبها كميات من الصدق، والشفافية والوضوح.

*اجعل* من هذا الشهر فرصة لإعادة ترميم صلاتك التي تخطفها خطفاً وتسبح فيها شاردا في أرجاء الكرة الأرضية، فقم بأصلاحها لتعيش لحظاتها وتتلذذ بتفاصيلها.

*لا تسمح* بترهلات الوقت والاستغراق في النوم، طارد نعاسك واستمتع بلحظات القيام وتراتيل الذكر.

*هل* تعرف الكسل؟. نعم تعرفه جيدا، ها هو يتقدم صفوفنا لاستقبال شهر رمضان ليكون عنونا بارزا لتحركاتنا التي يكسوها. اجتهد في طرده.

*عش* مع القرآن وتغلغل بين الآيات وانحت حروفها لتستخرج خرائط الهداية تقودك في خط مستقيم.

*هو* موسم الانفاق فسابق الريح المحملة بالغيث، وانشر السعادة على تلك الوجوه التي أرهقتها تكاليف الحياة.

*عش* ليلك بين قيام وتسبيح وذكر. وعش نهارك بين صيام نقي وحركة دؤوب، وكافح فلول الكسل وكتائب الفتور.

*تحلَّ* بالفضائل وحافظ على النوافل، ولا تضع الأعمال بذرائع الإهمال، رمضان كريم فكن أنت أكرم.

 

المصدر: (نوافذ)

 

Exit mobile version