انتقد إعلاميون وسياسيون موقف جماعة الحوثي ومليشيا المخلوع علي صالح إزاء المفاوضات المنعقدة مع وفد الحكومة الشرعية للبلاد في الكويت، مؤكدين أن الحوثيين ليسوا جادين في التوصل لتفاهمات مع الوفد الحكومي لوقف أعمال القتال وإخراج اليمن من الحالة التي تعيشها منذ أكثر من عام.
فقد اتهم أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت والخبير الإستراتيجي د. عبدالله النفيسي، الولايات المتحدة الأمريكية، بالوقوف وراء “الأفق” لصياغة اليمن الجديد وفق رؤيتها، مشيراً إلى أن لها قوات لحماية الحوثيين.
وقال النفيسي عبر تغريدات في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “من وراء الأفق تحرك أمريكاً التحالف الروسي الإيراني في سورية والعراق”، مضيفاً القول: “من وراء الأفق تصيغ اليمن الجديد وفق مرئياتها: قواتها تنزل في العند لحماية الحوثي، وتعليماتها حولته (الحوثي) من عدو يجب محاربته إلى جار يستحسن مفاوضته وضيافته”.
وشدد النفيسي على أن “دور أمريكا لا يتراجع بل يتقدم، فقط راقبوا من الآن استعداد الأمريكيين لذات السلاسل القادمة في الموصل”.
ومن ناحيته، نبه الكاتب اليمني مأرب الورد، من خطورة أن يصل الحوثي ومليشيات المخلوع صالح باليمن إلى ما أسماها كارثة اقتصادية، بسبب تعنتهم ورفضهم للحلول المقدمة من وفد الحكومة خلال مشاورات الكويت.
وقال الورد: “كارثة اقتصادية في اليمن؛ مليار و300 مليون دولار هو ما تبقى بالاحتياطي الأجنبي لا يكفي تغطية احتياجات البلد من السلع لـ35 يوماً”، مشيراً إلى أن “العملة الوطنية تواصل الانهيار.. 320 ريال للدولار الواحد وهبوط قياسي غير مسبوق.. فالبنك المركزي لم يعد بيده شيء لضبط انهيار العملة بعد تراجع الاحتياطي”.
وتساءل: “ماذا بوسع الحكومة الشرعية أن تفعل لإيقاف انهيار العملة إلى مستويات غير مسبوقة.. البنك المركزي بيد الانقلابيين وهم ينهبون أرصدته ولا أفق للحل”.
واعتبر الإعلامي السعودي مهدي أبو فطيم مشاورات وفد الحكومة اليمني مع الحوثيين ومليشيا على صالح، بأنها عديمة الجدوى، وقال مغرداً: “بعد 25 يوماً من المفاوضات مع الانقلابين النتيجة صفر، قلنا من البداية: التفاوض معهم مضيعة للوقت هؤلاء لا يعرفون إلا القوة”.
وأضاف: “نظرية المفاوض الحوثي في اليمن الدماء والمصابون من أتباع الحوثي وعفاش والمال من إيران والقناديل في الفنادق والزنابيل في جحيم المعركة”.
وزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني نائب أمين عام الحوار الوطني ياسر الرعيني، هاجم من جانبه وفد الحوثي، بالقول: “المليشيات الانقلابية لا تعرف إلا لغة السلاح الذي رفعته في وجه الدولة ومارست به الإرهاب وقتلت الأبرياء وأعاقت كل أمل للسلام”.
في حين تساءل الكاتب السعودي سرحان العتيبي، في تغريدة له على “تويتر”: “هل استوعب الحوثيون الدرس الإيراني بمهارة عالية”، مضيفاً القول: “مفاوضات الحوثيين مع وفد الحكومة اليمنية بـالكويت صورة مصغرة من مفاوضات إيران مع الدول الغربية”.
وأضاف متسائلاً كذلك: “هل وقع ولد الشيخ في فخ الحوثيين وحليفهم علي صالح، عندما وافق على تفتيت القضية الأساسية إلى قضايا فرعية وتشكيل مجموعة من اللجان التفاوضية؟”.