وقعت صدامات، اليوم الأربعاء 11 مايو 2016م، في بنجلاديش بين الشرطة ومئات من مناصري زعيم أكبر حزب إسلامي أعدمته السلطات ليلاً، في بلد يشهد توتراً شديداً بعد سلسلة عمليات اغتيال طالبت أساتذة ومثقفين.
وأُعدمت السلطات في بنجلاديش مطيع الرحمن نظامي، زعيم حزب الجماعة الإسلامية، شنقاً ليل الثلاثاء الأربعاء في سجن دكا المركزي، بعد أيام على تثبيت الحكم عليه بالإعدام بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال عام 1971م مع باكستان.
ونظامي (73 عاماً) كان وزيراً، وهو خامس مسؤول من المعارضة وأبرزهم يُعدم منذ إقامة المحكمة الدولية لجرائم بنجلاديش، المثيرة للجدل في عام 2010م.
وأقامت الشرطة حواجز على أبرز طرقات دكا لمنع وقوع أي أعمال عنف، فيما تقوم قوات النخبة من كتيبة التدخل السريع بدوريات في العاصمة.
الناطق باسم شرطة العاصمة معروف حسين سوردر أعلن عن نشر الآلاف من عناصر الشرطة في العاصمة لتعزيز الأمن.
وتم تشديد المراقبة أيضاً في منطقة بابنا شمال غرب البلاد التي ينحدر منها نظامي، حيث نقل جثمانه وسط حراسة مسلحة خلال الليل تمهيداً لدفنه في المدفن العائلي.
اعتقالات
مسؤول الشرطة في بابنا إحسان الحق أعلن عن توقيف 16 ناشطاً من حزب الجماعة الإسلامية ليل الثلاثاء في إطار عملية أمنية.
ووجّهت الجماعة الإسلامية نداءً إلى إضراب عام الخميس احتجاجاً على إعدام زعيمها.
وكان إعدام 3 مسؤولين كبار في الجماعة الإسلامية تسبب في مواجهات عنيفة عام 2013م بين المناصرين الإسلاميين للحزب والشرطة؛ ما أسفر عن مقتل 500 شخص.
لكن من غير المرجح وقوع موجة عنف جديدة هذه المرة؛ لأن الجماعة الإسلامية أُضعفت من جراء موجة اعتقالات نفذتها حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، وبات عشرات الآلاف من مناصري الحزب في السجون.
ضربة قوية للجماعة
ورأى مبشر حسن، الأستاذ في جامعة الفنون الحرة، أن إعدام نظامي قد يقضي على حزب الجماعة الإسلامية بشكل نهائي، وقال: مع إعدام نظامي يكون تم القضاء بشكل كامل على قيادة الجماعة الإسلامية التي أعادت إطلاق عمل الحزب منذ فترة ما بعد حرب عام 1971م، مضيفاً أنها ضربة قوية للحزب.
لكن الأستاذ الجامعي حذر أيضاً من أن القمع ضد الجماعة الإسلامية وهذا الإعدام قد يؤديان إلى تشدد أنصار الحزب بشكل إضافي، وأضاف أن الاستياء داخل الحزب قد يزداد ويؤدي إلى تشدد أكبر.
ويأتي إعدام الزعيم الإسلامي فيما تشهد بنجلاديش فترة اضطرابات بعد سلسلة من عمليات قتل استهدفت نشطاء ليبراليين وعلمانيين ومن أقليات دينية على أيدي أشخاص يشتبه بأنهم إسلاميون متطرفون.
ترحيب في دكا
وكررت الجماعة الإسلامية في بيان، اليوم الأربعاء، القول: إن الاتهامات ضد نظامي باطلة وهدفها القضاء على قيادة الحزب.
في المقابل رحّب المدافعون عن العلمانية في بنجلاديش بإعدام الزعيم الإسلامي وتجمع مئات منهم أمام السجن وفي إحدى ساحات دكا ليلاً للاحتفال بلحظة تاريخية.
وتولى نظامي زعامة الحزب عام 2000م، وأدى دوراً رئيساً في فوز حكومة متحالفة مع الإسلاميين في الانتخابات العامة عام 2001م.
وأدى النزاع عام 1971م، أحد أكثر الحروب دموية في العالم، إلى استقلال بنجلاديش التي كانت تعرف آنذاك بباكستان الشرقية.