هفنجتون بوست: مصر في مهمة لمحو شبابها

تحت عنوان “مصر في مهمة لمحو شبابها،” أفردت صحيفة “هفنجتون بوست” الأمريكية تقريرًا استعرضت فيه موجة الاعتقالات الشرسة التي تطلقها الحكومة ضد المعارضين والناشطين، قائلة إنَّه وبالرغم من الآمال التي كانت معقودة على الديمقراطية وحرية التعبير وحلم المستقبل المشرق الذي كان يراود ثوار يناير، فإنَّ الحكومات المتعاقبة على مصر منذ سقوط مبارك وحتى الآن كلها لم تتردد في شن حملات قمعية على المعارضين.

وإلى نص التقرير:

حملة اعتقالات واسعة دشنتها السلطات المصرية في الأسابيع الأخيرة، قامت خلالها بإلقاء القبض على الشباب من المنازل والكافيهات والشوارع، بل وحتى من مطار القاهرة.

مالك عدلي

المحامي الحقوقي المعروف بدفاعه عن حرية المعتقلين ظلمًا في السجون. اعتقل مالك الذي خاطر بحياته هو وأسرته الصغيرة في سبيل معتقداته، بسبب آرائه الصريحة وأيضًا بسبب موقفه المعارض لقرار الحكومة المصرية المثير للجدل والذي يقضي بنقل تبعية جزيرتي “تيران وصنافير” الواقعتين في البحر الأحمر إلى السعودية. فما هي نوع التهمة التي يوجه لصاحبها بموجبها التخطيط لقلب نظام الحكم، لمجرد محاولته إثبات شيء؟

سناء سيف

أطلق سراح الناشطة سناء سيف من السجن بموجب عفو رئاسي، وألقت السلطات القبض على سيف للمرة الأولى بتهمة التخطيط لتنظيم احتجاج للمطالبة بإخلاء سبيل شقيقها المحبوس علاء عبد الفتاح الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد.

وفي ظل جنون العظمة الذي يسيطر على السلطة الحاكمة، وجدت سناء نفسها أمام حكم بالسجن 6 أشهر لإهانة القضاء، وفي تقديري أن حكمًا كهذا خرج من العدم.

إبراهيم تامر إبراهيم

أعتقل إبراهيم تامر إبراهيم  أو ” بيبو” كما يلقبه أصدقاؤه، وهو طالب في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، في مطار القاهرة أثناء توجهه إلى العاصمة اليونانية أثينا. وكان إبراهيم قد اعتقل في الـ 15 من أبريل المنصرم أثناء سيره بالقرب مقر نقابة الصحفيين، قبل أن يتم إخلاء سبيله بعد فترة وجيزة، وفقًا لصحيفة ” ديلي نيوز إيجيبت.” وحاولت السلطات اعتقال إبراهيم أيضًا في الـ 23 من الشهر ذاته من منزله، لكن نجحت الشرطة في توقيفه أثناء تواجده بالمطار. ويالها من فعلة بائسة. فما الذي صنعه ” بيبو” كي يُعتقل قبل تظاهرات الـ 25 من أبريل الماضي؟

عز الدين خالد

عز الدين خالد ممثل يبلغ من العمر 19 عاما وهو طالب بكلية الفنون الجميلة وعضو في جماعة ” أطفال الشوارع”، اعتقلته السلطات من منزله ووجهت له تهم نشر مقاطع فيديو على الإنترنت لإهانة مؤسسات الدولة. وتسخر الفيديوهات التي تنشرها  ” أطفال الشوارع” من الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي للبلاد. وسيقضي خالد أربعة أيام على ذمة التحقيقات ريثما تُجرى معه تحقيقات إضافية.

أحمد دومة ومحمد سامي وأحمد ماهر وآية حجازي وماهينور المصري وعبد الرحمن الجندي وأيمن علي وصحفيون وغيرهم كثيرون.. فهي قائمة طويلة تضم مئات المئات  الذين لا يزالون يقبعون في السجون ومئات المئات الذين لا نعرف عنهم شيئًا ومئات المئات الذين ينضمون إليهم كل يوم. فهل تحدثني بعد ذلك عن حرية التعبير والكلام والاعتقاد؟

فكيف تبدو مصر في الأيام المقبلة؟ أبهذه الطريقة نرى المستقبل؟ وهل يقوم مستقبل على أناس لا يستطيعون المشي دون الاتكاء على عصا لحفظ توازنهم؟ أهو مستقبل بدون معارضة وبدون شباب وبدون أمل؟

Exit mobile version