6 أشياء تهدر وقتك وجهدك وتفسد حياتك (1 – 2)

إذا لم نطارد ونتتبع ما نريده؛ فلن نحصل عليه أبداً، وكذلك إذا لم نطرح الأسئلة الصحيحة؛ فلن نحصل على إجابات صحيحة، وإذا لم نخطُ إلى الأمام، فسنظل نراوح مكاننا محلك سِرْ، فالحياة ما هي إلا رحلة تتألف من الخطوات الصغيرة، ومفتاحها أن نخطو خطوة كل يوم. ونحن جميعاً نعرف هذا جيداً، أليس كذلك؟

ولكن كم من المرات نعلق في دوامة من القلق والخوف، وغيرها من دوامات وأشكال التفكير المبالغ فيه؟

 كم مرة نتحير بلا هدف؟

 وكم من المرات نؤجل ونماطل؟

والواقع أنني بعد العمل الدائب في دراسة عادات إدارة العقل وإدارة الوقت أصبحت، ولله الحمد والمنة، أتقن فن إنجاز الأمور بالحد الأدنى من الإلهاء والتسويف.

فاليوم، على سبيل المثال، كتبت 1000 كلمة في رسالة إخبارية على البريد الإلكتروني، وقمت بقراءة وتنقيح فصل كامل في كتاب جديد أكتبه بالمشاركة مع «آنجيل»، وقمت بتدريب واحد من تلاميذي في مشروع العودة إلي السعادة، وقمت بالرد على تعليقات القراء والمتابعين ورسائل البريد الإلكتروني من العشرات من الطلاب والقراء، وعملت في تخطيط بعض الأعمال والتخطيط الإستراتيجي لبعض المشاريع الجانبية النشطة، وأمضيت أمسية جيدة مع عائلتي، وهاأنذا، الآن أقوم بكتابة هذا المقال.

قد أبدو في هذا مثل الكثير، أقوم بالسير خطوة واحدة في الوقت الواحد، مع وجود التركيز.

ومع ذلك، سأكون أول من يعترف بأنني ما زالت أكافح بعض العادات الضارة التي تتسلل إليَّ وتعيقني وتقلل من فعاليتي، وهذه، لا شك عندي، عادات شائعة بين أصدقائي، وأسرتي ومعارفي وطلابي على حد سواء.

هذه هي الأشياء التي نفعلها، تضيع اللحظات الثمينة، وتضيع حياتنا في نهاية المطاف، قد تبدو كلمة «تضييع» مثيرة أكثر من اللازم، لكنها في الحقيقة ليست كذلك، فبعد أن أمضيت العقد الماضي في تدريب الآلاف من الناس، والعمل من خلال القضايا الشخصية، لا شك عندي في أن هذه هي الطرق الأكثر شيوعاً التي تساهم بالقدر الأكبر في تضييع الوقت والجهد عندنا جميعاً:

1- نحن نضيع حياتنا في ملهيات لا معنى لها:

الملهيات والمشتتات أكثر ضرراً وأكثر من إغراء لنا مما نتصور، ونحن نملأ حياتنا بالملهيات والمشتتات؛ لأننا في كثير من الأحيان نكون خائفين تصور الحياة بدون وسائل التواصل الاجتماعي، وألعاب الفيديو، والتلفزيون، والوجبات الخفيفة، والموسيقى، وما إلى ذلك، لا تخدر نفسك بضجيج لا يرحم، ولا تدع المشتتات تجرك إلى الخلف، وقم بالسيطرة على المشتتات قبل أن تسيطر عليك.

وأنا عبر عملي من خلال الإنترنت، أواجه ملهيات ومشتتات هائلة، فيمكن أن أكون مندمجاً في منتصف عمل مهم، ويشتتني إشعار بريد إلكتروني يقودني إلى مادة جديدة من موقع من مواقعي المفضلة (والتي تؤدي بي غالباً إلى مواقع أخرى)، وهكذا تذهب ساعة من ذهب!

وللتغلب على ذلك، أبذل قصارى جهدي لتجاهل هذه المشتتات، ولكنها تظل تظهر فجأة من آن لآخر، ولذلك طورت عادة أقاوم بها هذه المشتتات تتمثل في أن أتوقف كل نصف ساعة لآخذ نفس عميق، وأتمطى لمدة 10 ثوانٍ، وبهذه الفسحة من الوقت أعيد السيطرة على نفسي بعد أو قبل أن تضيع, حيث أقوم بإزالة المشتتات وإغلاق نوافذ الحاسوب غير المهمة، وأركز على مهمة واحدة صغيرة والالتصاق بها حتى تنتهي.

 2- نحن نضيع حياتنا في حالة من الانشغال المبالغ فيه:

تشعر باليأس والعجز إذا كانت في صحيفتك أشياء أكثر من اللازم، عندها تقول لنفسك: «كيف يمكنني أن أنجز كل هذا؟»، لا تجد حلاً، تيأس، تتوقف حتى عن المحاولة.

ماذا فعلت في مثل هذه الحالة؟ بدلاً من التفكير «يا إلهي، هناك الكثير جداً عليَّ أن أنجزه»، تساءلت: «ماذا لو بدأت من جديد مع لوحة نظيفة؟»، وبدأت أفكر، ما الذي يمكن إعادته إلى صحيفتي بعد أن أصبحت خالية ونظيفة.

وأنا أطالبكم بأن تقبلوا التحدي وتفعلوا الشيء نفسه.

فكروا: ماذا ستفعل إذا كان جدولك الزمني فارغاً؟ وإذا كانت صحيفتك نظيفة تماماً، مع مساحة محدودة، ماذا يمكن أن تضع فيها اليوم؟

في حالتي، غالباً ما أقوم بفعل شيء واحد فقط في الوقت الواحد مع التركيز الكامل، ولذلك عندما أكون غارقاً في المهام، أقوم بمسح كل شيء من صحيفتي، ثم أسجل قائمة واحدة فقط لثلاث مهام رئيسة أحتاج جداً لإتمامها اليوم.

وأحياناً تتكون هذه القائمة من شيء واحد فقط، لأنه يساعدني على التركيز على ما هو مهم حقاً ولا يشعرني بالإرهاق.

3- نحن نضيع حياتنا بالتردد المستمر:

ماذا لو لم تكن تعرف الخطوة التالية؟ ماذا ستفعل بعد ذلك؟ يؤدي هذا النوع من التردد غالباً إلى عدم القيام بأي شيء، وأود أن أذكر نفسي أن التردد يؤدي إلى الركود، وبينما لا أعتقد أنني بحاجة إلى التحرك بسرعة مليون ميل في الساعة، لا أحب أيضاً أن أظل في حالة من الركود.

ولقد تعلمت أن التردد يعزى إلى الخوف من عدم معرفة القرار الصائب؛ لأننا لا يمكن أن نعرف ماذا يخبئ المستقبل، هل من الأفضل القبول بهذا العمل الجديد أم الاستمرار في العمل القديم؟ من المستحيل أن تعرف؛ لأن المستقبل غير مؤكد.

ولذلك أحاول أن أتمسك بخيار مستند إلى المعلومات المتاحة لي، بالإضافة لما يخبرني به حدثي وتخبرني به بديهتي، ثم أتخذ إجراء عاجلاً لأرى كيف تسير الأمور، والنتيجة دائماً واحدة: إما أن أحرز تقدماً، أو أن أخطأ خطأ يعلمني ما أحتاج أن أتعلمه لأحرز التقدم، مكسب لي في الحالتين.>

في الحلقة القادمة:

نحن نضيع حياتنا في الخوف من الفشل وأشياء أخرى.

Exit mobile version