خبراء فلسطينيون: الاحتلال يُخفي فشله بانتصارات وهمية وكاذبة

يحاول الاحتلال الصهيوني حثيثاً البحث عن إنجازات وهمية ليخدع بها الشارع الصهيوني، بعد الإخفاقات الكبيرة التي مني بها على أرض قطاع غزة خلال معركة “العصف المأكول”، والتي أذلت فيها “كتائب القسام” عنجهيته، وضربت نظريته الأمنية في مقتل، بعد أن خرج المجاهدون له من تحت الأرض.

فقد أعلن “القسام” أن العدو يحاول البحث عن إنجازات وهمية من خلال إعلانه الكشف عن نفق جنوب القطاع، مؤكداً أن النفق المزعوم نفذ من خلاله المجاهدون أولى عمليات الإنزال خلف خطوط العدو بموقع صوفا العسكري.

إلى ماذا يهدف العدو من كشفه لإعلامه عن العثور على نفق جديد على الحدود الجنوبية، وقد أعلنت المقاومة أنه استخدم خلال معركة “العصف المأكول”؟

حرب نفسية

اللواء الركن المتقاعد والخبير العسكري واصف عريقات، أكد لموقع “القسام”، أن ما أعلنه العدو من كشف نفق هنا أو هناك على حدود القطاع، لا يندرج إلا تحت الحرب النفسية بشكل عام، فالكيان يتقن فن الحرب النفسية وبث الإشاعات والأكاذيب الموجهة ضد أي طرف.

وأضاف: هناك من قال من الجمهور الصهيوني: إن نتنياهو يكذب على شعبه؛ فبالتالي هذا الكذب معترف به لديهم، ومن الطبيعي كون قيادة يمينية متطرقة ارتكبت حماقات وجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني، لن تتورع عن الكذب على شعبها أو على الشارع الفلسطيني.

وأشار الخبير العسكري إلى أن قادة العدو يحاولون إظهار إنجازات وهمية بادعائهم كشف الأنفاق، ليؤكدوا لمواطنيهم أنهم يتحكمون في الأوضاع على الحدود، ولإخفاء الفشل الذريع الذي نشر في تقرير مراقب الدولة قبيل أيام حول الفشل خلال حرب عام 2014م.

وقال أيضاً: يأتي الحديث عن الأنفاق لتضليل الجبهة الداخلية، والتأثير على معنويات الشعب الفلسطيني ومقاومته، مبيناً أن الشعب الفلسطيني يعي تماماً حجم كذب الاحتلال حول قضية الأنفاق.

طلباً للدعم

وفي ذات السياق، أكد الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، أن الآلات التي يعمل بها جيش الاحتلال تعمل بتقنية أمريكية، لذلك يطلب العدو من الولايات المتحدة الاستمرار بتمويل مثل هذه الآلات وزيادتها، بسبب التوجس الصهيوني من خطر الأنفاق.

واعتبر أن الحديث الصهيوني عن كشف للأنفاق جاء لتسويق نصر وهمي للجبهة الداخلية الصهيونية، منوهاً أن الجميع يعلم أن الأنفاق استخدمت من قبل المقاومة أثناء الحرب الأخيرة، ونفذت منها عدد من العمليات.

وأضاف الشرقاوي في حديث خاص لموقع “القسام”: أعتقد أن الكيان سيخرج بخسارة من هذه المعركة؛ لأن المقاومة أحدثت تغييراً في قواعد اللعبة، فالتوغلات المجانية ولّى زمانها، وباتت الأنفاق تشكل سلاحاً إستراتيجياً لـ”حماس”، وهاجساً أمنياً لسكان المغتصبات في الوقت ذاته.

وأكد اللواء أن أكاذيب العدو باكتشاف الأنفاق لن تؤثر على الجبهة الداخلية الفلسطينية، لأنها واعية ومحتضنة للمقاومة ولم لم تكن كذلك لما استطاع أحد إطلاق صاروخ واحد على الكيان.

وأوضح أن نتنياهو والمستوى العسكري ضجوا من التقرير المسرب لمراقب الدولة، والذي هو على غرار تقرير “فينو غراد” في الحرب الأخيرة على لبنان، ومن الممكن أن يحاكموا بعد ذلك، لهذا هم يحاولون تسويق انتصار لطمس تبعات التقرير.

تغطية للفشل

البروفيسور عبدالستار قاسم أكد أن العدو منذ العام 2006م، يحاول القضاء على الأنفاق التي تشكل خطراً حقيقياً عليه وعلى وجوده؛ لأنها حيدت قدرات الاحتلال العسكرية وأخفت المقاتلين عن الأنظار أثناء الاشتباك، فضرب العدو المنشئات المدنية والمدنيين ليغطي على فشله في ساحة المعركة.

وأضاف: يدعي العدو ضرب الأنفاق ليوصل رسالة للعالم، ولحلفائه من العرب والغرب والسلطة، بأن الأنفاق تشكل عائقاً للقضاء على المقاومة الفلسطينية.

وتوقع البروفيسور قاسم أن العدو يحاول تسخين الأجواء تمهيداً لحرب جديدة على غزة، لأن الكيان لديه قناعة بأن المقاومة الفلسطينية بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة استطاعت أن تسترد قوتها التي استنزفت في العام 2014م، بعد إطلاقها لآلاف الصواريخ.

وختم قائلاً: أقول للعدو: المقاومة لم تعوض ما استنزفته خلال الحرب فقط، وإنما استطاعت أن تطوّر أسلحتها لتفاجئ العدو بأي حرب جديدة.

Exit mobile version