مراقبون: بنجلاديش تستهدف استفزاز باكستان بتحرك مشبوه نحو الجنائية

تتحدث المصادر في بنجلاديش بأن الحكومة بقيادة شيخة حسينة واجد قد شرعت في تشكيل لجان خاصة لجمع المعلومات حول ارتكاب باكستان جرائم حرب عند نجاح مشروع البنجال في التحول إلى دولة مستقلة في المنطقة.

ويبدو أن حسينة واجد وجدت المجتمع الدولي مرحباً بما تقوم به منذ وصولها إلى السلطة عام 2009م، ووجدت المنظمات الدولية والحقوقية صامتة ومتفرجة عليها في ظل دعم هندي مباشر، فقررت أن تنتقل من محاكمة الأفراد والجماعات في بنجلاديش إلى التخطيط للتقدم إلى محكمة الجرائم الدولية التابعة للام المتحدة لتقديم شكوى رسمية ضد باكستان بدعاء محاكمة الأشخاص كمتورطين في جرائم.

ويقول المراقبون: إن الحكومة بقيادة شيخة حسينة واجد مطمئنة جداً إلى أنها تستطيع اليوم الشروع في هذا النوع من المحاكمات دون القلق على مستقبلها أو مستقبل بلادها، وبعد أن كانت التقارير القادمة من بنجلاديش تتحدث عن محاكمة زعماء الحزب الوطني البنجالي المتحالف مع باكستان والجماعة الإسلامية في بنجلاديش الرافضة للانفصال منذ عام 2013م تاريخ وصول حسينة واجد للحكم للمرة الثانية، يبدو أن حكومة حسينة واجد تلقت إشارات تطمئن من حلفائها وأصدقائها، حيث تتحدث التقارير أن الحكومة البنجالية قد أعدت مسودة الاتهام مزودة بأسماء الأشخاص والجماعات المتورطة، كما تزعم أنها ستطالب المؤسسات الدولية المعنية بالشروع في التحقيق معهم بشكل رسمي وتسليم المدانين للمحاكمة.

وتعليقاً على هذه التحركات، يقول المراقبون: إن هناك – ربما – خطة دولية تقف وراءها الهند وأمريكا ترغب في إضعاف باكستان وتعريضها لعقوبات دولية وحصار اقتصادي بعد رفعه عن إيران.

ويقول الخبراء: محاولة الهند تقديم شكوى ضد باكستان من خلال مطالبة مجلس الأمن بالضغط على باكستان لتسليمها زعيم جيش محمد مولانا مسعود أظهر على أساس أنه مرتكب جرائم حرب، وهناك محاولات أخرى من قبل أفغانستان التي أعلنت على لسان رئيسها أشرف غني بأنها ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد باكستان بتهمة ارتكابها جرائم الحرب ومعاقبتها، فهناك ثلاث دول تحركت فعلاً وهي الهند التي قدمت شكوى ضد باكستان بتهمة الإرهاب الدولي، وهناك بنجلاديش وأفغانستان يخططان إلى مطالبة مجلس الأمن بمعاقبة باكستان تحت اسم جرائم حرب.

ويقول المراقبون: إنه في حالة استمرت الأوضاع في بنجلاديش، فإن هناك عدة سيناريوهات، أبرزها:

– مواجهة بالوكالة بين البلدين: فهناك مخاوف كبيرة من أن تتجه العلاقات بين باكستان وبنجلاديش إلى مزيد من التدهور، وتقليص التمثيل الدبلوماسي بينهما؛ يبين ذلك الهوة التي وصلت إليها علاقات البلدين، وتتهم باكستان الهند بممارسة دور غير مشكور في زيادة الهوة، وتحريض حسينة واجد للتصعيد ضدها؛ لأن الجهة التي تستفيد من هذا التصعيد في المنطقة هي الهند دون غيرها، ورغم أن المواجهة بين البلدين ما زالت سياسية اليوم، لكنه يخشى في حالة ارتفعت نبرة الخلاف بين البلدين أن تنفجر مواجهات بالوكالة في المنطقة، وتدخل في توتر جديد ليست في حاجة إليه أي دولة.

– نمو الأنشطة الإرهابية: بعد أن ضيقت الحكومة في بنجلاديش على الجماعات الدينية المعتدلة، وأبرزها الجماعة الإسلامية، والجمعيات الطلابية ذات التوجه الإسلامي، وجمعية علماء بنجلاديش، لوحظ تنامي الفكر المتشدد في بنجلاديش، والشروع في أنشطة إرهابية تستهدف شخصيات سياسية وأمنية وفنية ورعايا غربيين وشخصيات تعمل في حقل التنصير في بنجلاديش، وسقط في العامين الماضيين العشرات من هؤلاء في هجمات تبنى بعضها “تنظيم الدولة” (داعش) في بنجلاديش كما جاء في منشوراته، وبعضها الآخر “تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية”، وقام مسلحون مجهولون بتنفيذ سلسلة من الهجمات والاغتيالات منذ بداية عام 2016م، وشهدت أعمال العنف في عدد من مناطق بنجلاديش تنامياً لها، وهو ما يبعث على القلق من أن بنجلاديش ربما قد تكون متجهة إلى فصل خطير، وقد تشهد فصلاً جديداً من أعمال العنف، وبتنامي التنظيمات المسلحة في أفغانستان وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى، فإن هناك قلقاً من أن تتحول بنجلاديش إلى هدف مباشر لها، مستغلين الاستياء الإسلامي فيها من إعدام قادة إسلاميين ومنع “الإسلام السياسي”.

Exit mobile version