حلب.. هل تصمت تركيا على مذابحها وهي المستهدفة؟

حلب عنوان كبير يليق بمكانة المدينة وموقعها وأهميتها في الحرب الدائرة بين أعتى نظام عرفته البشرية في العصري الحديث ” بشار الأسد ” مدعوم من الدولة الأكثر اجراماً تاريخيا في حق المسلمين روسيا ضد الشعب الباحث عن حريته حتى أن النظام أطلق على معركته في حلب أم المعارك .

وبشكل عام فإن حلب هي أحد أهم المدن الحضرية السورية معظم سكانها عرب من المسلمين السنة بجانب أقلية سنية كردية وتركمانية، وبها أكبر جالية مسيحية في سوريا مع وجود أقليات شيعية وعلوية.

وتقع في قلب الصراع الجغرافيا مع السياسة نتيجة الأهمية الاستراتيجية للأطراف التي تدور بينها روحى الحرب سواء على المستوى الداخلي في سوريا او حتى خارجيا.

فالبنسبة للمعراضة تعد حلب أهم معقل للثوار على الحدود الشمالية مع تركيا، بجانب إدلب حيث يعتمد الثوار عبر حلب على الامدادات العسكرية والمساعدات التي تقدم من تركيا ولا يمكن تأمينها بدون السيطرة على حلب عبر معبري باب السلامة وباب الهوى .

تركيا هل تصمت

في 2009م تقدمت قطر وتركيا لسوريا باقتراح مد خط أنابيب يمر عبر سوريا يتم تأمينه من خلال مناطق عازلة في حلب من أجل أن يصل الغاز القطري لأوروبا وقد رفض النظام أن ذاك المقترح وبدأ في مد خط عبر العراق ليمر به الغاز الإيراني، ربما هذا هو جانب من جوانب أهمية حلب من الناخية الإقتصادية لتركيا لكن هناك أمور أخرى تتعدى ذلك.

فقد كتب سلي أوزال وهو صحفي تركي مقالاً في فبراير الماضي تحدث فيه عن أهمية حلب لتركيا قائلاً ” حلب بالتحديد تشكل أهمية كبيرة لتركيا وخططها المتعلقة بالتطورات السورية، وذلك لأنها تمتلك حدودا طويلة مع تركيا وتشكل أهمية جغرافية استراتيجية للأطراف التي تسيطر عليها، بمعنى أنه يمكن لتركيا الاستمرار في حماية أمنها واستقرارها بشكل أفضل في حال استمرار الجيش الحر وحلفائه بالسيطرة على بعض المناطق الحلبية الحدودية المحاذية لأراضيها، ولكن إذا سقطت فإن ذلك يعني اختبارا أمنيا جديدا لتركيا لتأمين حدودها وأمنها”

بينما نقلت موقع ترك برس عن مقاله للباحث في القضايا الاستراتيجية علي كاراتاش” حديثه عن أهمية حلب لتركيا قائلاً ” أن سقوط حلب يعني انقطاع خط الدعم التركي الإنساني واللوجستي للشعب والثورة السوريتين، كما أن ذلك يعني توفير بيئة خصبة لوحدات الحماية الكردية للتقدم نحو الغرب من الفرات وتحقيق ما ترنو إليه من إقامة إقليم كردي مستقل، فإقامة مثل ذلك الإقليم تحمل في طياتها مخاطر استراتيجية حادة على تركيا التي تعاني من “إرهاب” حزب العمال الكردستاني، إذ أن الأخير على اتصال وثيق مع حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات الحماية الكردية، وهذا ما سيوفر له قاعدة عسكرية جديدة للتدريب والإعداد واستهداف تركيا من عدة جهات.

Exit mobile version