مستشرق “إسرائيلي”: حربنا مع الإسلام والدليل “خيبر”

قال المستشرق “الإسرائيلي” د. مردخاي كيدار (1): إن الحرب بين العرب و”إسرائيل” هي حرب دينية بين المسلمين واليهود، معتبراً أن القرآن يحث على الجهاد ضدهم وقتلهم في كل وقت وحين، بحسب “مصر العربية”.

وزعم في مقال على موقع القناة السابعة “عاروتس شيفع” أن السلام بين “إسرائيل” ومصر جاء بعدما أدرك الرئيس الراحل أنور السادات استحالة هزيمة “إسرائيل”، وكذلك فعل ياسر عرفات في اتفاقات أوسلو، مشيراً إلى أن هذه المعاهدات جاءت على غرار “صلح الحديبية” بين النبي محمد وكفار قريش، والذي زعم أن النبي نقضه بعد ذلك.

وإلى مقتطفات من المقال..

إخواني وأخواتي اليهود في “إسرائيل” والشتات، يؤسفني أن أخبركم أن الاعتداءات التي نعاني منها اليوم والأمس وقبل أسبوع وشهر وعام، وعقد وقرن، هي نفس الحرب، نفس الصراع، نفس الجهاد الذي يخوضه جيراننا ضدنا منذ أكثر من 100 عام.

مرة تكون حرباً مع نيران كثيفة بواسطة دبابات وطائرات وسفن حربية، وأخرى حرب بنيران بسيطة يسمونها “إرهاباً” بتفجيرات وطعنات وإطلاق نار، يطلقون على كل هذه الحرب بالعربية جهاد، وهي تستهدف اليهود لكونهم يهوداً.

يؤسفني أن أذكركم أنّ هذه الحرب بدأت قبل وقت طويل من إعلان استقلال دولة “إسرائيل” عام 1948م، لم تنته أحداث الشغب التي وقعت في أعوام 1920، و1921، و1929، و1936 – 1939م بسبب إقامة الدولة، أو احتلال عام 1984م مثلما يسمونه أعداؤنا، وبالطبع لم تنتهِ بسبب “احتلال” عام 1967م، المذبحة التي تعرض لها اليهود في الخليل استهدفت يهوداً لم يكونوا جزءاً من الحركة الصهيونية.

تأسست “حركة التحرير الوطني الفلسطيني” (فتح) – كما تتذكرون – في عام 1959م، وتأسست منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964م، قبل سنوات من “احتلال” عام 1967م.

يؤسفني أن أشير لكم إلى أن الصيحات التي سمعناها تحديداً في حرب الاستقلال كانت “اذبح اليهود” – وليس “الإسرائيليين” أو “الصهاينة” – لأنَّ مشكلتهم مع شعب اليهود الذين يرفضون العيش تحت رحمة الإسلام كـ”أهل ذمة”، مثلما يفرض عليهم الإسلام، كذلك الحال بالنسبة للمسيحيين.

يغني الأطفال حتى اليوم في العالم العربي: “فلسطين بلادنا واليهود كلابنا”، والكلب وفقاً للتراث الإسلامي حيوان نجس، ووفقاً للشريعة إذا كان المسلم يصلي ومر أمامه كلب أو خنزير أو حمار أو امرأة أو يهودي أو مسيحي، تبطل صلاته ويتعين عليه إعادتها مجدداً.

ليس لطيفاً أن أخبركم، لكن الشعار المعتاد لدى أعداء “إسرائيل” هو “خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود”، وخيبر واحة صحراوية بشبه الجزيرة العربية، كان يقطنها اليهود وذبحهم محمد سنة 626م، هذا الشعار يتذكر ذلك الحدث ويقول: إن جيش محمد سوف يعود ليفعل بكم ما فعله آنذاك، ووفقاً للقرآن سورة “المائدة”، الآية 82 فإنَّ اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين، وفي الآية 60 إشارة إلى أن الله لعنهم وغضب عليهم وجعل منهم قردة وخنازير، إذن من منحهم الحق في إقامة دولة؟ ومنذ متى لديهم الحق في السيادة؟

رغم ما تعتقدونه، جاء السلام مع مصر فقط بعدما أدرك السادات أنه رغم جهود العرب للقضاء على “إسرائيل” في حرب الاستقلال عام 1948م، وعملية سيناء عام 1956م، وحرب الأيام الستة عام 1967م، وحرب الاستنزاف عام 1970م، وحتى في حرب يوم الغفران عام 1973م التي بدأت بمفاجأة هائلة، صمدت “إسرائيل”، ونجحت في صد الجيوش العربية ونقل الحرب داخل أراضيهم.

لذلك أدرك السادات أنه لا يمكن هزيمة “إسرائيل”، وليس ثمة خيار سوى السلام معها، حتى لو كان مؤقتاً ومبنياً على سابقة “صلح الحديبية” عام 628م، حيث منح محمد سلاماً مؤقتاً لنحو 10 سنوات لكفار مكة، لكنه خرقه بعد عامين.

كذلك اتفاقات أوسلو مع عرفات لم تأت إيماناً منه بالسلام، بل كخداع، حصان طروادة، سماه عرفات نفسه بأنه مثل “صلح الحديبية”، كانت كل أهداف اتفاقات أوسلو إقامة بنية فلسطينية بجيش وأسلحة، تقضي على “إسرائيل” في الوقت المناسب، جهر بذلك صباحاً ومساء، وقال متخذو القرار لدينا: إن هذا الكلام للاستهلاك الداخلي، وعندما انفجر في الشوارع المخربين الانتحاريين سموهم “ضحايا السلام”، منذ متى هناك ضحايا للسلام؟ ومتى توجه إلينا فوهات البنادق التي سمحنا لهم بالحصول عليها؟

يحزنني أن أخبركم أن كل جهود “إسرائيل” لاسترضاء “حماس” في غزة قد فشلت، وتحول “حماس” من تنظيم إرهابي إلى دولة إرهاب، صواريخ الموت، أنفاق هجومية، مخربون انتحاريون، كل هؤلاء أدوات شرعية في عيون حكومة “حماس” التي تحكم غزة، واللعنة على حياة الناس والنساء والأطفال في القطاع، ولكل رفاهيتهم وصحتهم وسلامتهم وممتلكاتهم.

سكان غزة قطع شطرنج في يد عناصر “حماس”، و”الجهاد” والسلفيين، الذين نصبوا أنفسهم وسطاء يسن سكان غزة وجنة عدن، بعد أن أعدوا لهم جهنم في هذا العالم.

الهامش

(1) مردخاي كيدار، مستشرق ومحاضر بقسم اللغة العربية بجامعة “بر- إيلان”، وباحث مشارك بمركز بيجين – السادات للدراسات الإستراتيجية بنفس الجامعة.

Exit mobile version