“الإيكونمست”: أوباما فشل في طمأنة زعماء الخليج

قالت مجلة “الإيكونمست” الأمريكية: إن زيارة الرئيس باراك أوباما إلى الخليج لم تؤت ثمارها؛ لافتة إلى أن تغيب الملك سلمان عن استقبال أوباما يدلل على مدى الغضب السعودي، إزاء سياساته المترددة حيال أزمات المنطقة، وتصريحاته التي وصف بها دول الخليج بالاتكالية.

وقالت المجلة في تقرير ترجمه موقع “الإسلام اليوم”: يشوب التوتر العلاقات الأمريكية السعودية التي كانت وثيقة فيما مضى والتي يرجع تاريخها إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، ويعود ذلك إلى حد ما إلى الرئيس الأمريكي الذي وصف المملكة بأنها تحمل الآخرين أعباءها.

وردت عليه المملكة بالمثل، فعندما وصل الرئيس الأمريكي للرياض في العشرين من أبريل الجاري في زيارة قصيرة مذلة، استقبله أمير الرياض، وليس العاهل السعودي الملك سلمان؛ وهو ما نظر إليه البعض على أنه إهانة، وكان الملك سلمان في استقبال زعماء الخليج الآخرين الذين وصلوا إلى المملكة لحضور قمة إقليمية، وكانت الحال كذلك مع الرئيسين المصري والتركي اللذين زارا المملكة مؤخراً وقام الملك باستقبالهما.

وأضافت المجلة أن العلاقة بين البلدين استمرت؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تمنح الأولوية لمصالحها الأخرى مثل البترول ومكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة، بيد أن اكتشافات الغاز الذي يتم استخراجه من الصخور الزيتية في أمريكا منحت أوباما المزيد من الحرية في إعادة النظر في العلاقات الأمريكية مع السعودية، وتبنى نهجاً مختلفاً عن أسلافه في التعامل مع المنطقة؛ نظراً لأنه لم يكن مؤيداً للتدخل الأمريكي الكبير فيها.

وأشارت المجلة إلى أن هذا النهج دفع أوباما للتقرب لإيران والتوصل معها إلى اتفاق نووي في العام الماضي.

وذكرت المجلة أن السعودية تخشى من أن يسمح هذا الاتفاق لإيران بإذكاء الفوضى على الصعيد الإقليمي، وكان أوباما قد حاول طمأنة السعوديين والحلفاء الآخرين للولايات المتحدة في الخليج بعد موافقته على الاتفاق النووي الإيراني من خلال عقد قمة في “كامب دافيد”، بيد أن الملك السعودي لم يحضر هذه القمة.

وترى المجلة أن الاتفاق مع إيران يعد أحدث الأمثلة التي جعلت السعوديين يشعرون بالإحباط من أوباما، وكان الرئيس الأمريكي قد أصابهم بخيبة الأمل وأثار غضبهم في سورية عندما لم يمض قدماً في تنفيذ تهديده بقصف المناطق التي يسيطر عليها الرئيس السوري بشار الأسد عندما أقدم الأخير على استخدام الأسلحة الكيماوية في عام 2013م.

ولفتت المجلة إلى أن الهدف من الزيادة التي قام بها أوباما للمملكة هو مواصلة العمل على طمأنة الحلفاء، فوفقاً لروب مالي، كبير مستشاري الرئيس أوباما لشؤون الشرق الأوسط، فإن المحادثات مع زعماء الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي كانت تهدف إلى التركيز على تعزيز أمن تلك الدول، وكيفية التعامل مع الصراعات الإقليمية، وربما لم يسير الأمر بسلاسة.

وتابعت المجلة تقول: إن دول الخليج والسعودية تتطلع على ما يبدو لرؤية أوباما وقد رحل عن البيت الأبيض، بيد أن خليفته قد لا يروق لهم أيضاً، فقد هدد المرشح الرئاسي المحتمل دونالد ترامب بوقف شراء البترول من السعوديين إذا لم يصعدوا جهودهم في مجال مجابهة “تنظيم الدولة”، في  حين يتعهد تيد كروز، المنافس الجمهوري الآخر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، بممارسة ضغط حقيقي على السعوديين.

وترى المجلة أن المملكة على ما يبدو تتطلع لهيلارى كلينتون، المتسابقة المحتملة الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بيد أن العلاقات بين البلدين كانت متوترة عندما كانت كلينتون وزيرة للخارجية في فترة ولاية أوباما الأولى، ناهيك عن دعمها للاتفاق النووي الإيراني.

Exit mobile version