صحيفة فرنسية: مواقف فالس حيال الإسلام انتهازية وسياسية بحتة

قدرت صحيفة “أتلانتيكو” الفرنسية بأن مواقف رئيس الوزراء مانويل فالس إزاء المسلمين تنطلق من حسابات سياسية وتظهر عدم وجود رؤية واضحة لدى المسئولين حول سبل مواجهة التطرف في البلاد.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمه “الإسلام اليوم”: إن تصريحات فالس حول الإسلام تتسم أحياناً بالتناقض، فتارة يتحدث عن الحجاب كرمز عبودية المرأة وتارة يقول إن الإسلام يحتل المرتبة الأولى بين الأديان فى العالم، ويأتى فى المرتبة الثانية في فرنسا ويتوافق بصورة كلية مع الجمهورية والديمقراطية الفرنسية والمساواة بين الرجل والمرأة وتارة أخرى يتخذ موقفاً لصالح منع الحجاب في الجامعات.

وأجرت الصحيفة حواراً مع الصحفي الفرنسي سيرجي رافي الذي أكد فيما يتعلق بمسألة الإسلام على أن مانويل فالس لا يسير على خطى أولاند الذي ينتهج سياسة التهدئة ويرفض فكرة انقسام فرنسا، مشيرا إلى أن رئيس وزراء فرنسا يبحث بوجه الخصوص عما يميزه عن الرئيس الفرنسي ويتخذ موقفاً أكثر تشدداً شبيهاً لساركوزي.

وأضاف أن هذه السياسات التى ينتهجها فالس هي خير دليل على قدرة المسئولين وكذلك المواطنين في فرنسا على تبني رؤية واضحة لمحاربة الإرهاب الذي يطول كل أنحاء البلاد، لافتا إلى أن النقاش المؤلم حول سحب الجنسية من أى مواطن تتم إدانته بالإرهاب هو دليل صارخ على ذلك.

وأكد الصحفي الفرنسي على أن تصريحات فالس الأخيرة حول الإسلام لا تسير في اتجاه التهدئة، بل على عكس فهى تظهر تمسكه بسياسته العدوانية حيال المسلمين على أساس أيديولوجيته العلمانية الأكثر تشددا التي ترفض وجود أي إيماءة دينية خاصة بالإسلام في الأماكن العامة.

وأشار إلى أن فالس يركز على الإسلام، لأنه صُدم بشدة من الإعتداءات التي تعرضت لها البلاد خلال الفترة الأخيرة، فبات يطلق التهديدات ضد المسلمين في فرنسا ويتخذ موقفاً عدائياً ضدهم ويتهمهم بالتخاذل والسكوت حيال ما تتعرض له فرنسا، مطالباً إياهم بتكوين جبهات ضد التطرف والحشد حول القضايا الخاصة بمكانة الإسلام في الجمهورية الفرنسية بدلاً من اللجوء إلى الحوار الهادئ خاصة في فترات الإرهاب التي تعيشها الآن فرنسا.

واختتم رافي أن فالس يستغل الظروف الصعبة التي تمر بها فرنسا لصالحه حيث يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسية القادمة العام المقبل في الوقت الذي يزعم دعمه للرئيس الحالي فرانسوا أولاند، فهو يلعب على الجانبين مستخدماً ورقة الإسلام بصورة انتهازية لمصلحته الشخصية.

Exit mobile version