أكد سياسيون أن خطاب السيسي غير موفق، وقال الدكتور أيمن منصور، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: إن خطاب السيسي “غير موفق”، وتوجيهه رسائل للإعلام لا يصح بهذه الطريقة، مشيراً إلى أنه بدلاً من لوم الإعلام تجاه قضايا الدولة يجب إطلاع الشعب بالمعلومة الصحيحة باعتباره صاحب الأمر، وإلقاء اللوم على الحكومة في إدارة قضاياها.
وأوضح أنه من حق وسائل الإعلام أن تعبّر كيفما تشاء تجاه قضايا الدولة وذلك وفقاً للدستور الذي ينص على حرية الرأي والتعبير، مشيراً إلى أنه لا يمكن الرجوع للخلف ونطلب منها ألا تتحدث في شيء؛ لأن الدولة تراه غير مناسب.
ورأى منصور أن خطاب السيسي سيفتح مجالاً للجدل أكثر من غلق الباب، وستظل الاعتراضات تواجهه، لافتاً إلى أن خطابه لم يكن على قدر الحدث والموضوع وفقاً لمصر العربية.
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة سهير عثمان، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: إن خطاب السيسي جاء على عكس المتوقع، ولم يذكر أي معلومة في القضايا التي تناولها، بل إنه تنصل من المسؤولية وخرج بدبلوماسية شديدة بإلقاء اللوم على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والنظام السابق.
وأضافت عثمان، أن إلقاء السيسي للوم على وسائل الإعلام يجعلنا نلقي الضوء على قضية أهم هي عدم توفير المعلومة للإعلام من قبل الدولة، ما يدفعها للجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن ما ذكره السيسي في خطابه عن وسائل الإعلام مجرد “شماعة” لتعليق فشله وأخطاء الحكومة عليها، لافتة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعلق فيها على الإعلام.
ورأت أن خطابه الأخير سيفتح باباً للجدل أكثر؛ لأن خطاباته متكررة ولم يأت بجديد، ولم يأت بمعلومات، مؤكدة حول قضية ريجيني، وجزيرتي “تيران، صنافير”، لافتة إلى أنه سيصبح “فاكهة” التوك شو بالنسبة للمعارضين.
فيما قال خالد البلشي، مقرر لجنة الحريات ووكيل نقابة الصحفيين: إن موقف السيسي واضح من الإعلام وظهر ذلك في خطاباته المتكررة، التي تلقي اللوم بشكل مستمر على وسائل الإعلام، مشيراً إلى أنه على الدولة أن تتعامل مع المشكلة بدلاً من توجيه النقد للإعلام.
وأضاف البلشي، أن خطاب السيسي اليوم هو “شماعة” لتبرير أخطائه لأنه لا يحل المشكلات منذ بدايتها، لافتاً إلى أنه كاشف عن طبيعة الحكم الذي يريده.
ورأى البلشي أن السيسي يريد خلق إعلام “تعبئة عامة” يكون هو المسؤول عنه لا يعارضه أحد ولا يوجه له النقد، ما يعكس طبيعة الحكم ورؤية السيسي تجاه القضايا التي تمر بها البلاد بأنه عقلية تحكم بشكل فردي ما نتج عنه تراكم المشكلات بدلاً من حلها.