تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى اقتراب عدد النازحين في العراق من عتبة 3.5 مليون بسبب التطورات الأمنية في عدد من المدن وتهجير سكانها سواء من طرف مليشيات مسلحة أو “تنظيم الدولة”، خصوصاً في السنتين الأخيرتين، بحسب ما نقلته “الجزيرة”.
وتقول منظمة الهجرة الدولية: إنه ومنذ بداية عام 2014م وحتى الثاني من مارس الماضي تجاوز عدد النازحين العراقيين في الداخل ثلاثة ملايين و344 ألف نازح، وهو يمثل أكثر من 557 ألف عائلة نازحة موزعة على 3752 موقعاً في مختلف أنحاء العراق.
ويشكّل الأطفال 50% من النازحين خصوصاً ممن تقل أعمارهم عن 12 عاماً.
وقد تطور عدد النازحين بشكل واضح من أقل من نصف مليون في أبريل 2014م ليتجاوز المليونين العام الماضي، وذلك مع تمدد “تنظيم الدولة” في الموصل، إلى أن قارب عدد النازحين الثلاثة ملايين ونصف مليون.
المثير هو أنّ نحو ثلاثة أرباع النازحين قدموا من محافظتين فقط وهما الأنبار ونينوى، وطبقاً للأرقام فإن 43% من النازحين قادمون من الأنبار، و34% من نينوى، و12% من محافظة صلاح الدين و4% من دهوك.
مناطق وأرقام
ووفق المناطق، فإنه يمكن القول: إن وسط العراق وشماله يستضيفان 69% من النازحين بينما يستضيف إقليم كردستان العراق 27% ويستضيف جنوب العراق 3%.
وإجمالاً تستضيف 7 محافظات 83% من عدد النازحين، أبرزها بغداد بـ18%، والأنبار 17% ودهوك 12%.
وسجلت أكبر موجة نزوح في أبريل 2015م حيث نزح أكثر من 800 ألف نازح، وقبلها حدثت موجة نزوح أخرى في منطقة سنجار بمحافظة نينوى.
ووفق ما كشفته الأرقام ذاتها، فإن 72% من النازحين يعيشون بموجب ترتيبات خاصة إما في منازل مؤجرة أم مع أسر مضيفة، و16% بمنازل غير مناسبة، و10% في مخيمات و2% بمكان غير معلوم.
احتياجات وفساد
في المقابل، أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن 557 ألف نازح عادوا إلى مناطقهم الأصلية، وقد اقتصرت العودة على ست محافظات أبرزها ديالى وصلاح الدين ونينوى.
وتقول مفوضية السامية لشؤون اللاجئين: إن ثمة حاجة ملحة لـ450 مليون دولار هذا العام لتلبية احتياجات النازحين، بينما لا يتجاوز الممول منها 6%.
وكان 84 برلمانياً قد أشاروا نهاية 2014م إلى شبهات فساد تتعلق بمبالغ مخصصة للنازحين، وطالبوا بمساءلة رئيس لجنة النازحين صالح المطلك.
من جهتها، تحدثت لجنة المهجرين بالبرلمان عن ضياع نصف أموال صندوق رعاية النازحين العراقيين بسبب الفساد، بينما تشتد المخاوف من أن يتجاوز عدد النازحين عتبة الأربعة ملايين نازح.