مراقبون: كشف “القسام” عن 4 جنود صهاينة لديها لتحريك صفقة تبادل أسرى

رأى مراقبون فلسطينيون، أن كشف كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، النقاب لأول مرة عن وجود أربعة جنود “إسرائيليين” أسرى لديها، بأنه رسالة معلومات لـ”إسرائيل”، من أجل دفعها نحو إبرام صفقة تبادل أسرى.

ويقول عدنان أبو عامر، الكاتب السياسي، والباحث في الشأن “الإسرائيلي”: إن “كتائب القسام” أرادت من خلال كشفها عن عدد الجنود “الإسرائيليين” الأسرى لديها، تفعيل ملف الأسرى المفقودين في قطاع غزة.

ويضيف أبو عامر في حديثه لـ”الأناضول”: اليوم تجري حرب معلومات بين كتائب القسام، و”إسرائيل”، هذه المعلومات والرسائل عبارة عن صراع أدمغة، وبين الفينة والأخرى، تخرج المزيد من المعلومات والرسائل.

ويعتقد، أن القسام قفزت خطوة متقدمة وكبيرة نحو الأمام، عبر كشفها عن صور الأربعة “إسرائيليين”.

ويقول: إن الذراع العسكري لحركة “حماس”، رد على حديث نتنياهو عن مفاوضات استعادتهم، بهذه الصور، التي جاءت أيضا بالتزامن مع بعض الفعاليات “الإسرائيلية” لعائلات المفقودين، وهو ما يجعلنا أمام معركة عض الأصابع.

ويرى عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في رام الله في الضفة الغربية، فيما نشرته كتائب القسام، رسالة إلى الرأي العام “الإسرائيلي“.

ويقول قاسم: إن القسام تنشر لأول مرة صورا لأربعة جنود “إسرائيليين” بعد أن كانت تكتفي ببعض الإشارات، وعلامات الاستفهام على صور، في رسالة واضحة لتحريك الشارع “الإسرائيلي”، خاصة أهالي المفقودين لمعرفة مصير أبنائهم.

ويتوقع قاسم، أن تحرك هذه الصور الإعلام “الإسرائيلي” للسؤال عن مصيرهم وإذا ما كانوا أحياء، مستدركا بالقول: وربما إجبار “إسرائيل” على دفع ثمن للقسام مقابل الكشف عن مصيرهم، أو معلومات بشأنهم.

ويضيف: هذه الصورة تقول لأهالي المفقودين، أن أولادكم قد يكونوا على قيد الحياة، ومهمتكم تتمثل في الضغط على الحكومة “الإسرائيلية“.

وكان رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، قد قال في مؤتمر صحفي، الأحد الماضي، ردا على سؤال وجهه أحد الصحفيين بشأن الجنود المفقودين: إن هنالك جهود مضنية تجري بهذا الصدد، وأنا أجري لقاءات بهذا الشأن كل عدة أيام، وتم اطلاعي قبل يوميْن لا أكثر على تطور مهم.

رسالة معلومات

من جهته، يقول طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية: إن كتائب القسام نشرت هذه المرة رسالة معلومات.

ويضيف عوكل: ما بثته كتائب القسام لم يكن عابرا، أو حدثا عاديا، كان عبارة عن رسالة معلومات، كي تتلقفها الحكومة “الإسرائيلية“.

ويرى عوكل، أن كتائب القسام قدمت خطوة تتمثل في الكشف عن صور الأربعة، من أجل أن يرد صناع القرار في “إسرائيل” بخطوة أخرى.

ومضى يقول: قد تشهد الأيام المقبلة – ومن خلال وسطاء – تحريكا وبداية لصفقة تبادل أسرى جديدة، لكن هذا يرتبط بمدى ما ستقدمه “إسرائيل” من ثمن لحركة “حماس”.

فيما يجمع مختصون في الشأن “الإسرائيلي” على أن تصريحات “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب عز الدين القسام عن وجود أربعة جنود “إسرائيليين” أسرى في قطاع غزة ستحرك “المياه الراكدة”، وستشكل ضغطا على حكومة بنيامين نتنياهو للإسراع في إنهاء هذا الملف.

إرباك “إسرائيل”

من جانبه، يرى الكاتب السياسي علاء الريماوي أن تصريحات الناطق باسم كتائب القسام تأتي مثل “كرة ملتهبة” في حجر نتنياهو، وسيكون لها ما بعدها من ردود أفعال بالنفي أو الإثبات.

ويضيف الريماوي أن منظومة الأمن “الإسرائيلية” أصبحت “في مهب الريح”، وأن كل ما صدر عن الجيش “الإسرائيلي” أصبح في “دائرة الكذب المطلق“.

ويرى أيضا أن كتائب القسام اخترقت جدار الصمت في آلية التفاوض، وأنها لن تتحدث عن أي معلومة عن الأسرى إلا مقابل ثمن، مما سيحدث إرباكا لدى “إسرائيل”، فضلا عما سيحدثه من فقد للثقة برواية الجيش “الإسرائيلي” المتكررة بشأن حياة جنوده المفقودين.

ويعتقد الريماوي أن الحدث سيشكل ردة فعل قوية لدى عائلات الجنود “الإسرائيليين”، وقد تتبلور على شكل جماعات ضاغطة على الحكومة “الإسرائيلية” وتحرك “المياه الراكدة“.

وتمت صفقة تبادل الأسرى بين حركة “حماس” و”إسرائيل” في أكتوبر 2011 برعاية مصرية، أُفرج من خلالها عن 1027 من الأسرى الفلسطينيين في السجون “الإسرائيلية”، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حركة “حماس” عام 2006.”.

Exit mobile version