صحيفة بلجيكية: أمريكا تتحمل مسؤولية تفاقم الإرهاب في العالم

حملت صحيفة “لوفيف” البلجيكية المخابرات الأمريكية مسؤولية التفجيرات الأخيرة في العاصمة بروكسل، والتي راح ضحيتها 31 قتيلاً الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أن حرب أمريكا على الإرهاب تجاوزت القيم الإنسانية، واستخدمت كمظلة لتحقيق أهداف سياسية؛ مما تسبب في تفاقم غول الإرهاب.

وبحسب ترجمة لـ”الإسلام اليوم”؛ قالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم: إن الوضع الحالي في بلجيكا هو نتيجة السياسة القذرة التي تنتهجها المخابرات الأمريكية التي تعتمد على الأكاذيب واتباع طرق غير مقبولة، في إشارة إلى الحرب الأمريكية على الإرهاب منذ 11 سبتمبر 2001م.

وأضافت بأن المتخصصين الأمريكيين قد وجهوا انتقادات إلى السلطات الأمنية البلجيكية، ووصفوا المحققين البلجيكيين بالأطفال غير القادرين على مواجهة التهديد الإرهابي بصورة فعالة، بجانب الانتقادات الأخرى بأن بلجيكا دولة فاشلة مهددة بفقدان سيطرتها على أراضيها.

واستعرض والتر دو سمدت، وهو قاض بلجيكي سابق، تاريخ العلاقات بين المخابرات الأمريكية والبلجيكية، ففي 12 يونيو 1971م، أسس وزير العدالة في بلجيكا وقتذاك قسماً جديداً في وزارته أطلق عليه إدارة المعلومات الإجرامية، كانت تعمل في إطار الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحرية وخاصة ضد التهريب وتجارة المخدرات.

وفي هذه الحرب التي كادت تتسع لنطاق عالمي، فإن أعضاء السلطات الأمنية المختلفة في الولايات المتحدة والتي اتحدت تحت اسم إدارة مكافحة المخدرات كانوا يعملون من داخل السفارات وتحت حصانة دبلوماسية، وفي هذا السياق، استخدمت الطرق المختلفة من مراقبة وتجنيد العملاء واستخدام عمليات القتل السرية وإعداد عملاء سريين للقيام بعمليات حقيقية.

أما الشرطة البلجيكية، فلم تسكت وقامت من جانبها بتأسيس قسم جديد في نفس الشأن تحت اسم المكتب الوطني للمخدرات.

وقد قام القسمان التابعان للعدالة والشرطة البلجيكية بالعمل خارج القانون، وأدى تعاونهما مع إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية إلى الفشل الذريع والارتباك طيلة هذه الفترة.

وفيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، فقد أقر قانون “باتريوت” أو قانون مكافحة الإرهاب، بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001م، وهو خاص بتسهيل إجراءات التحقيقات والوسائل اللازمة لمكافحة الإرهاب، مثل إعطاء أجهزة الشرطة صلاحيات من شأنها الاطلاع على المقتنيات الشخصية للأفراد، ومراقبة اتصالاتهم والتنصت على مكالماتهم بغرض الكشف عن المؤامرات الإرهابية، ولكن الطرق الحقيقية التي كانت تتبع من قبل المخابرات الأمريكية والتي تم الكشف عنها من قبل بعض العملاء كانت الخطف والاعتقال غير الشرعي والتعذيب.

وتتابع الصحيفة: جورش دبليو بوش، وتوني بلير حثا بلجيكا بصورة منتظمة على الانضمام إلى الحلف الدولي ضد الإرهاب، واستخدما الأكاذيب الأكثر حبكاً من أجل دفعها إلى التدخل في العراق، وهما الآن كحال الكثيرين يتحملون نتيجة أكاذيب المخابرات الأمريكية والدخول في هذه الحرب بسبب النفط.

وأشار والتر دو سمدت إلى أن النهج الذي سارت عليه الولايات المتحدة فيما يتعلق بحربها ضد المخدرات أو الإرهاب قد أثبت فشله باعتراف الجميع في أنحاء العالم، خاصة أن قصف الطائرات البلجيكية “أف 16” لمواقع الإرهابيين في ليبيا لم يمنع من وقوع عمليات إرهابية على الأراضي البلجيكية.

وقال: إذا كنا أطفالاً، فنحن هكذا لأننا ورثة الحضارة الأوروبية التي تحترم حقوق الإنسان على عكس الأمريكيين، فبلجيكا قد اختارت تعزيز تعاونها مع فرنسا وأوروبا، والمخابرات البلجيكية تفتخر بأنها لا ترتكب الحماقات والأعمال المنافية لحقوق الإنسان مثل المخابرات الأمريكية.

وأخيراً فإن الرئيس الأمريكي الحالي الذي نال جائزة “نوبل للسلام” لم يسع إلى وضع حد لخروقات سلفه بوش والتي تتعارض مع تأييده للعودة إلى الضوابط الإنسانية والتوازن.

Exit mobile version