سياسيون وإعلاميون سوريون: دي مستورا يراوغ ويحاول فرض شروطه

أكد سياسيون وإعلاميون سوريون بأن وفد النظام السوري المشارك بمفاوضات السلام المنعقدة بمقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف، لم يقدّم ما هو جدي بالفعل للخروج مما تعانيه البلاد، محذرين من أن يكون ذلك مرده إلى نوايا الوفد “السيئة” حيال تلك المفاوضات.

في حين، أجمع مراقبون، على أن الوفد التابع للمعارضة، يحافظ على وضع جيد، حيث يسعى للخروج بصيغة مرضية، قبيل انتهاء جولة المفاوضات المتوقع إعلانها من قبل المبعوث الأممي في ٢٤ مارس الجاري، على أن تعقد الجولة المقبلة الشهر القادم بحسب الإسلام اليوم.

الصحافي السوري يوسف محمد، قال: إن “المفاوضات هذه المرة اتسمت بالجدية أكثر من المرة السابقة، حيث إن المعارضة تمكنت من فرض أجندتها ومطالبها على الاجتماعات”.

وأشار الصحفي المتابع للمفاوضات، إلى أن “المعارضة حشدت إعلامياً بشكل كبير في الجولة الماضية، وتمكنت من إيصال رسالتها وبقوة إلى الأطراف الدولية الراعية، فيما يتعلّق بالبنود الإنسانية في القرار الأممي ٢٢٥٤”.

وبيّن محمد أن المعارضة تمكنت من الحصول على وقف لإطلاق النار، ودخول المساعدات للمناطق المحاصرة، فيما تسعى بكافة السبل للإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، مؤكداً على أنها التزمت بانضباط في وضع معايير وأسس للعملية الانتقالية.

وأوضح أن المعارضة ورغم تمكنها من وضع معايير وأسس للعملية الانتقالية وتطبيق القرار الأممي، لا يزال النظام يناور ويماطل بذلك، حيث يدّعي تارة عدم تمثيل المعارضة، فيما يتهرّب تارة أخرى بحجة الإرهاب.

وأردف الصحافي، مشككاً بأداء المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، ودعوته أطرافاً تؤيد النظام السوري، لاسيما عقب مزاعم من الوفد التابع للنظام وصول أطراف من المعارضة تابعة له.

إلى ذلك، قال الناشط الإعلامي، أحمد حموي: إن “المفاوضات في هذه الجولة، أظهرت عدم حيادية المجتمع الدولي مع المعارضة”، معرباً عن خشيته “من فرض شروط قاسية على المعارضة في المراحل المتقدمة”.

وشدّد على أن “مواقف الدول الداعمة ليست كافية وضامنة لجهة عدم وجود أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية، وخاصة من الدول الغربية”، لافتاً إلى أن “ذلك التذبذب يقلق المعارضة من فرض حلول لا تلبي طموحات الثورة”.

وندد الناشط بما وصفها “مناورات المبعوث الأممي، الذي دعا بحجة الاستشارة، مجموعات من المؤيدين للنظام السوري، ومن بينها مجموعة من المعارضات المقرّبة والمتعاونة مع النظام، وحليفه موسكو، فضلاً عن مجلس نسائي نطق باسم النظام”.

ومضى الإعلامي مستنكراً “التضليل” الذي يمارسه دي مستورا، عوضاً عن وجوب أن يكون حيادياً، ووسيطاً دولياً يرعى مباحثات السلام، داعياً إياه إلى الوقوف على الحياد، “لا أن يقرب منه أصواتاً موالية للنظام، ويستبعد صوت المعارضة، ونبض الشارع السوري”، على حد تعبيره.

Exit mobile version