خاص: 5 محددات مؤثرة تقرها الانتخابات الإيرانية الحالية

شهدت إيران على مدار يوم أمس واحدة من أهم المحطات السياسية الحالية في ظل إجراء انتخابات برلمانية، وأيضاً انتخابات لمجلس الخبراء، الذي يقوم على اختيار أعلى سلطة دينية ونفوذ في البلاد “المرجع الأعلى”، هذه الانتخابات لها دلالاتها سواء على مستوى البرلمان أو مجلس الخبراء، وقد أِشارت النتائج الأولية بتقدم كبير لكتلة الإصلاحيين والمعتدلين – يقودهم الرئيس الإيراني الحالي روحاني، وحليفة رفسنجاني – ضد المحافظين.

حيث أظهرت نتائج أولية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني وحليفه الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، يتصدران السباق للحصول على عضوية مجلس الخبراء ذي النفوذ والذي بيده اختيار المرجع الأعلى.

ولعل أبرز تلك المحددات المؤثرة التي أفرزتها الانتخابات أو أوجدتها كالتالي:

انتخابات ما بعد العقوبات: تأتي الانتخابات لتكون الأولى بعد رفع العقوبات عن إيران، وهي مرحلة يعيش فيها الشعب طموحات وآمال كبيرة على تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية، تساعد في تحسين المعيشة؛ حيث يعاني الاقتصاد الإيراني من حالة كساد قوية برغم العقوبات التي رفعت نتيجة لضعف بنية هذا الاقتصاد وعدم تعافيه لسنوات طويلة وخاصة بعد انهيار أسعار النفط، فمنذ رفع العقوبات وبرغم الزيادة التي قامت بها إيران في صادراتها من النفط بنحو 500 ألف برميل في اليوم، لكن النفط الإيراني يباع بنحو 25 دولاراً، فيما السعر الوارد في الموازنة هو 40 دولاراً.

الشارع تغير: استدل خبراء بما أفرزته نتائج الانتخابات الإيرانية بأن الشارع الإيراني بالفعل تغيرت توجهاته وقناعاته، وأصبح شأنه الداخلي أهم بكثير من الشأن الخارجي وقضاياه، فقد كان لافتاً أن جميع المرشحين الذين بلغ عددهم 6 آلاف مرشح بعد استبعاد ما قارب العدد تضمن برامجهم التركيز على الداخل دون التطرق لقضايا خارجية.

الجانب الآخر أن التوجه نحو المحافظين هو تأكيد على أن الشارع الإيراني، بحث أبناؤه عن مخرج للتصعيد الذي قاده عدة رؤساء سابقين ورؤية محافظة متشددة جلبت قطيعة مع العالم الخارجي وعقوبات أنهكت الكثير من الأسر الإيرانية بأوضاع اقتصادية صعبة؛ وبالتالي فإن فرحة وأمال الإيرانيين نحو الانفتاح دفعتهم بالتصويت للإصلاحيين بقيادة روحاني أملاً في تأكيد الاتفاق النووي والاستمرار في سياسة الاستقرار.

قيادة جديدة: من الاستدلالات التي يمكن قراءتها في الانتخابات الحالية كون انتخابات الخبراء وهو مجلس مكون من 80 عضواً يقومون باختيار المرجع الأعلى؛ ولذلك يمثل هذا المجلس أهمية تفوق مجلس النواب، إن هذه الانتخابات تأتي في ظل معاناة المرشد الإيراني الحالية أية الله خامنئي من المرض، وعلى ما يبدو أن المجلس هذا سيقوم باختيار خليفة له كون هذا المجلس سيستمر لمدة ثماني سنوات وتدور رحى المعركة بين المحافظين من جهة والإصلاحيين المعتدلين من جهة أخرى.

وقد نجح الإصلاحيون في التأثير على قيادات محافظة بارزة استبعد أحدها حيث حل كلاً من آية الله أحمد جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور، وآية الله محمد يزدي، رئيس مجلس الخبراء، في المراكز 11، 15، على التوالي بينما فشل آية الله محمد تقي مصباح يزدي، وهو من أبرز رجال الدين في قم في الاستمرار.

تقدم الإصلاحيين في صالح روحاني: لا شك أن الرئيس الحالي حسن روحاني يسعى جاهداً بعد مرور نصف مدته الرئاسية الأولى تقريباً إلى تحقيق نتائج ملموسة على الأرض اقتصادياً واجتماعياً طمعاً في دعم انتخابه في الفترة القادمة والتي تجرى انتخابها في 2017م، وقد أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن هذه الانتخابات تعد بمثابة استفتاء على الرئيس روحاني وحلفائه المعتدلين، حيث يرعى روحاني خطوة مبدئية نحو الحداثة والانفتاح.

وليحقق روحاني ذلك فإنه يحتاج إلى قوة دفع كبرى في البرلمان الذي لن يستطيع تنفيذ خطته الاقتصادية إلى بموافقته؛ وبالتالي تمثل له هذه الانتخابات أهمية قصوى أما انتخابات مجلس الخبراء فهي أيضاً موقع اهتمام لروحاني كونها ورقة ضغط كبيرة يستطيع من خلالها الرجل رفع رصيده من الأدوات المؤثرة في المشهد الإيراني لتحقيق سياسته بسهولة.

العاصمة تقود: الفوز الذي أعلنت نتائجه الأولية تم في العاصمة طهران ويقول محللون: إن فوز الإصلاحيين في العاصمة له دلالة كبيرة؛ حيث إن ذلك يحدد التوجه السياسي للبرلمان، وقد وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن القائمة فازت بجميع مقاعد العاصمة الـ30 في مجلس الخبراء.

Exit mobile version