“غزة جيكس”.. لمحو الأمية التقنية في القطاع المهمش

لأن المعرفة هي حق لكل إنسان، ولأن تحقيق التنمية المستدامة في قطاع تكنولوجيا المعلومات أصبح أولوية.. سعى مجموعة من الشباب الفلسطيني في قطاع غزة لمحو الأمية التقنية والتكنولوجية، خاصة في مناطق القطاع المهمّشة.

تعود البداية إلى عام 2011، عندما أنشأ مجموعة من الشباب المصري مؤسسة غير ربحية، تهدف إلى نشر التكنولوجيا والإنترنت في صعيد مصر كبداية، لذلك أطلقوا عليها اسم “صعيدي جيكس”، الهدف الرئيس كان إقامة مجتمع تقني ناهض في  مصر والشرق الأوسط خاصة في الدول المهمشة تقنيًا، مؤخرًا وصل الانتشار الإقليمي لهذا المشروع لقطاع غزة، باعتبارها منطقة مهمشة تقنيًا وتعاني من مشاكل سياسية واقتصادية، أطلق على البرنامج اسم “غزة جيكس”، لأنه يتبع لبرنامج “صعيدي جيكس” الإقليمي، وتقوم رسالته على نشر الوعي التقني والإلكتروني في غزة، ومحو الأمية التقنية وتعريف الناس بأن الانترنت ليس فقط “فيس بوك” و”تويتر”، بل هناك شركات ومواقع عمل توفر المال وتنطلق بالشخص نحو الإبداع.

مبادرات غير ربحية

محمد مطر، فلسطيني في السادسة عشر من العمر، قضي نصف سنوات عمره منغمسًا في مجال التقنية، لم يرضخ لظروف الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، فكان أول من اخترع زرا ذكيا للتحكم عن بُعد في الهواتف الذكية من غزة، وبعدما أيقن العمل التقني لم ينس أبناء مجتمعه وحاجة الكثير منهم للاستفادة من الإنترنت.

يقول مطر –وهو المسئول التنفيذي لـ”غزة جيكيس”-: “كان هدف البرنامج الرئيس توزيع الفعاليات وعدم الرضوخ لمركزيتها في غزة المدينة، لا نريد أن تبقي هذه الفعاليات فقط في المدينة، أردنا أن نذهب إلى الشمال والجنوب المهمش، هذه المناطق لا تعرف ماذا يعني العمل الحر عبر الإنترنت، ولا أن هناك تحقيقا لأرباح عبر الإنترنت”.

يقوم برنامج “غزة جيكس” بمبادرات عدة تستهدف على وجه التحديد المناطق المهمشة في شمال وجنوب قطاع غزة، هدف تلك المبادرات نشر الوعي التقني وتعريف الناس بمجالات العمل الحر عن بعد وببرمجيات الحاسوب، يتم ذلك كما يقول مطر لـ”المجتمع” من خلال تنفيذ ورش عمل وفعاليات تقنية وتكنولوجية مجانية، ثم يقوم البرنامج بالعمل على توفير فرص تنمية مستدامة للشباب العاملين الذين خضعوا لتلك الورشات.

تعطش المجتمع

يعاني المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة من البطالة والفقر والحصار، لذلك كانت مبادرات تمكين الشباب من العمل عبر الانترنت من أجل فتح “باب رزق” للخريجين العاطلين عن العمل بمثابة طوق النجاة للعديد منهم.

تقول المستشارة الإقليمية لـ”غزة جيكس” حنان خشان: “هناك استجابة كبيرة بين الشباب لمبادراتنا، هم متعطشون للتعلم والحصول على فرصة عمل عبر الانترنت، والكثير منهم أثبت جدارته في هذا المجال، إذ في الشهر الأول لإطلاق “غزة جيكس” كان عدد التفاعل مع الإعلان فقط إيجابيا للغاية، وهذا ينم عن تعطش الشباب الفلسطيني للمشروع”، وتتابع: “مجتمع غزة متعطش لأنه يؤمن بأهمية العمل عبر الإنترنت وتحقيق مكاسب تقيه شر الحاجة”، وتشير إلى أن سبب هذا التعطش عدم وجود جهة رسمية تتبني التطوع  التقني بشكل واسع.

تؤكد خشان لـ”المجتمع” أن الفكرة قائمة على مبدأ التطوع والعطاء، إذ يشترط المشروع لمن يتم تدريبه وتأهيله العمل على تعليم غيره في منطقته النائية، لأن الهدف الأساسي هو محو الأمية التقنية، وإيجاد شخص قادر على فائدة ناس في كل منطقة مهمشة، فنحن نوفر له ما يلزمه”.

أهداف “غزة جيكس”

بما أن غزة تستحق هذا الجهد لأنها قادرة على الإبداع والتميز، فمن أهداف “غزة جيكس”  إيجاد مجتمع لرواد الأعمال والتقنيين في غزة؛ لذلك يقوم البرنامج بعمل دورات وورش عمل تقنية تهدف لتجميع الشباب الفلسطيني بهدف إنشاء مجتمعات ريادية تستطيع منافسة الأسواق الخارجية في مجال التقنية، وإنشاء مشاريع ضخمة تستطيع إنشاء اقتصاد مستدام ونهضة تقنية في قطاع غزة.

ويتابع مطر: “جمهور غزة بحاجة ماسة إلى مؤسسات غير ربحية تهدف بشكل رئيسي لهدف تنموي واستدامة اقتصادية فكرية”، ويضيف: “نحن نحرص على القضاء على الإحباط لدى الشباب الناجم عن قلة فرص العمل، نحاول أن نوجد فئة ايجابية كبيرة تؤمن بأهمية العمل عن بعد”.

من جهتها تؤكد حنان خشان أن أول مشاريع البرنامج هي “التقنية لها” الذي يأتي بهدف محو الأمية للسيدات لبقادرات على استخدام التقنية بشكل مناسب بعد تدريبهن وتزويدهن ببرامج تقنية متخصصة، تقول خشان: “يستهدف البرنامج المرأة الفلسطينية التي تناسبها فكرة العمل عن بعد من منزلها كثيرًا بسبب طبيعة المجتمع الفلسطيني، يتم استهداف المرأة الفلسطينية بهدف تنمية مهاراتها التقنية والتكنولوجية، ويأتي ذلك ضمن برنامج“التقنية لها”برنامج تمكين المرأة بقطاع غزة”.

Exit mobile version