سياسيون لبنانيون: “حزب الله” مسؤول عن تدهور العلاقات اللبنانية السعودية

أثار قرار المملكة العربية السعودية بوقف تمويل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلية، أمس الجمعة، ردود الأفعال متباينة، محملة في معظمها مليشيات “حزب الله” اللبنانية الشيعية المسؤولية الكاملة عن غضب المملكة.

وبحسب مصادر سياسيّة لبنانية، يوحي القرار السعودي بأن الرياض باتت تعتبر لبنان “محميّة إيرانية”، وأنها ستتصرف بناءً لهذا المعطى، كما تُشير المصادر إلى أن زعيم التيار الوطني الحرّ النائب ميشال عون، يتحمّل مسؤولية كبيرة لهذا التدهور في العلاقات اللبنانية – السعودية، رغم عدم تسميته في الخبر الذي وزعته وكالة “واس”، بل سمت “حزب الله” فقط، فهذه المصادر أشارت إلى أن الأمور وصلت إلى هذا الحد مع تولي الوزير جبران باسيل، وهو صهر عون، وزارة الخارجية، “فكيف إذا تولّى عون رئاسة الجمهوريّة؟”.

وأكّد رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، أن السعودية كانت تقوم دائماً بمساعدة لبنان دون مقابل، لذلك يجب علينا التكاتف ونحاول حل الموضوع، وما من شك أن الكلام الذي يصدر من على المنابر من قبل “حزب الله” أو غيره كلام مرفوض، وهم لا يمثلون أحداً، ومن يتحمل هذا الموضوع هو “حزب الله”، و”التيار الوطني الحر”، ودعا الحريري بعد زيارته دار الفتوى، الحكومة اللبنانية للتحرّك باتجاه السعودية بهدف السعي لحلّ هذه القضية.

من جهته، طلب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من الحكومة اللبنانية، أن تجتمع وتوجّه طلباً رسمياً إلى “حزب الله” بالامتناع عن مهاجمة السعودية، وتشكيل وفد رفيع المستوى للذهاب إلى المملكة لطرح الأمور كي تستأنف مساعداتها للبنان.

ولفت جعجع إلى أن العلاقات اللبنانية – السعودية لم تشوبها شائبة منذ الحرب الأهلية، وهي كانت في طليعة من أيّد وصول الرئيس بشير الجميل إلى رئاسة الجمهورية وفي ما بعد بالمساعدات في حرب عام 2006م، فلماذا يشوبه شائبة في هذه الفترة؟ وحدد جعجع سببين لذلك؛ الأول: هناك فريق لبناني يهاجم السعودية في شكل دائم ومستمر، وأتأسف لأن الحكومة اللبنانية قد قصرت ولم تتدخل، والسبب الثاني التعدي على السفارة السعودية في طهران، حتى رئيس إيران استنكر التعدي وكل الحكومات استنكرت باستثناء الحكومة اللبنانية تحت غطاء النأي بالنفس.

أمّا الرئيس أمين الجميّل، فقد تخوف من أن يدفع اللبنانيون في الخليج ثمن الغضب السعودي، لأننا نعلم ما سيكون انعكاس ذلك إذا ما تعرض اللبنانيون في رزقهم اليومي على التحويلات التي تشكل رافداً أساسياً للمالية اللبنانية، ودعا الجميّل إلى وقفة عامة ووجدانية من قبل كل اللبنانيين لوضع حد لهذا الوضع الشاذ الذي يدفع لبنان ثمنه، ومن الجريمة استمراره، لافتاً إلى أننا بأمس الحاجة إلى دعم الجيش والقوى الأمنية.

بدوره، شدّد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية، نبيل دوفريج، على أن القرار السعودي بوقف الهبة المقدمة للجيش اللبناني هو في مثابة كارثة، وأعلن دوفريج أنه يعتبر أنهم تأخروا في أخذ هذا القرار.

وأصدر المكتب الإعلامي للرئيس نجيب ميقاتي، بياناً دعا فيه جميع الأطراف في لبنان إلى مراجعة ما حصل، والتنبه إلى خطورة إطلاق المواقف التي تسيء إلى لبنان وعلاقاته التاريخية مع الأخوة العرب، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، وتبعده عن الإجماع العربي الذي يشكل مظلة أمان واستقرار يحتاج إليهما لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى.

ورأى النائب محمد كبارة أن لبنان ضحى بمصلحة شعبه وجيشه وحرمه من أكبر هبة تسليحية في تاريخه؛ لأن حكوماته تعبر بغباء عن سياسات إيران المعادية للبنان وللعرب في آن.

وقال كبارة: وقعت الفأس في الرأس، وبدأ العقاب الخليجي لدولة لبنان الفاشلة، التي تؤوي منظمات إرهابية ومنظمات إجرامية وتسمح لها بالمشاركة في حكوماتها، وتتحدث باسمها وتحدد سياستها الخارجية.

واعتبر كبارة أن هذا ما جناه جبران باسيل على لبنان نتيجة تصرف وزارته لخدمة إيران وحزب سلاحها في المنتديات العربية والإسلامية، وهذا ما جناه دجل النأي بالنفس على لبنان واللبنانيين، بحيث أعمى بصيرة الدولة اللبنانية التي لم تدرك أن العرب الذين سيقاتلون على الأرض السورية لن يسمحوا بترك الحدود اللبنانية مشرعة لصالح قوات إيران، لكي تنطلق من لبنان وتضربهم في ظهرهم على الأرض السورية.

Exit mobile version